هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير

كيف توصَّل داروين إلى وضع نظرية التطور؟

نعلم جميعنا أنّ رحلة البيجل كانت المهد الذي وُلِدت فيه نظرية التطور، فقد أعطت هذه الرحلة لداروين بذورَ نظريةٍ يعمل عليها بقية حياته.

ولكن؛ كيف توصّل داروين فعليًّا إلى وضع أسس نظريته؟ وبمن تأثر؟

الجيولوجيا:

عند عودته إلى لندن، انهمك داروين في كتابة بحثه عن بيجل، وفي الوقت نفسه كانت تتبلور في ذهنه فكرةٌ ضخمة؛ هل يمكن أن تنشأ أنواع جديدة من القديمة؟ وهل كان من الممكن لكليهما أن يكونا ذوي أصل مشترك؟

وساعده آنذاك الثورة الجيولوجية واطلاعه على كتاب صديقه الجيولوجي (Charles Lyell) بعنوان "مبادئ الجيولوجيا Principles of Geology"؛ إذ أثارت المستحاثات عديدًا من الأسئلة عن أصل الأنواع، كذلك تحدّت الاكتشافات الجيولوجية الحديثة فكرة أنّ العالم وأنواعه جميعها قد خُلِقوا في الوقت نفسه، وأظهرت المستحاثات بوضوح أنّ العالم كان يسكنه في العصور الماضية أنواع مختلفة عن الموجودة اليوم، وهكذا فإن العلاقة بين الأنواع القديمة والجديدة -كما تُظِهر المستحاثات- ستصبح أحد الخطوط الرئيسة للأدلة المؤدية إلى نظرية داروين للتطور.

 مالتوس: 

ساعدت قراءة داروين مقالة لعالم الاقتصاد والباحث السكاني (Thomas Malthus) بعنوان "مبادئ التعداد السكاني Principle of Population" على وضع أساسيات عملية الانتقاء الطبيعي (natural selection)؛ إذ يذكر في الصفحة السادسة من كتابه "أصل الأنواع": "ينص مبدأ مالتوس المُطبَّق على المملكتين الحيوانية والنباتية أنه عند ولادة عدد من الأفراد لنوع معين أكثر من العدد الذي يمكن أن ينجو، سيحصل صراع متكرر من أجل البقاء".

ألهم ذلك داروين لصقل فكرة الانتقاء الطبيعي عن طريق ذكر المنافسة بين أفراد النوع الواحد، فقد نبّه لذلك في الصفحة 395 من "أصل الأنواع" قائلًا: "تؤدي نسبة الزيادة العالية بعدد الأنواع إلى صراع من أجل الحياة، تُتبع بتشعُّب في الخواص، وانقراض أقل الأنواع تحسنًا نتيجةً للانتقاء الطبيعي".

وفي النهاية؛ قدّم تشارلز داروين -منذ قرن ونصف- إلى العالم شرحًا علميًّا بسيطًا لتنوع الحياة على الأرض بفكرة التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي، وبات العلماء الحديثون قادرين على متابعة البحث في مسيرة التطور باستخدام التقنيات الحديثة مثل تحليلات الحمض النووي، وسيكون داروين مسرورًا لرؤية كيف ساعدت معرفتنا الجديدة على تقدم نظريته.

المصادر:

1- هنا.

2- هنا