العمارة والتشييد > الترميم وإعادة التأهيل

شركة (فولفو) تبلِّط البحر

ركَّبت شركة (ڤولڤو) نوعًا جديدًا من البلاطات الصَّديقة للبيئة على طول الجدار البحريِّ لميناء مدينة (سيدني) الاستراليَّة، لتسهم في تحسين نوعيَّة المياه والتَّنوُّع الحيوي فيها.

يتألَّف كلُّ جدارٍ من خمسين بلاطةً سداسيَّة الأضلاع بزوايا وفراغاتٍ صغيرةٍ، بحيث تحاكي التَّركيب الهيكليَّ لشجرة (المانجروف)، والَّتي تُعدُّ مسكنًا شائعًا للحياة المائيَّة.

تُصنع البلاطات من خرسانةٍ بحريَّةٍ خاصَّةٍ تقوّى (تُسلَّح) بأليافٍ بلاستيكيَّةٍ مُعاد تدويرها.

طُوِّر هذا التَّصميم من قِبل معهد (سيدني) للعلوم البحريَّة، ومختبرات (Reef Design) ليستبدل التَّصميم التَّقليدي الضَّار بالنِّظام الحيوي البحري.

رُكِّبت البلاطات على طول الجدار البحري القديم؛ ليجذب شكلها المُعقَّد الكائنات البحريَّة (مثل: المحار والرَّخويَّات)، والَّتي تتغذَّى على الملوِّثات من عوالقٍ ومعادن ثقيلةٍ، فتُنقِّي المياه وتعيد الحياة إليها، وكلَّما زاد عدد هذه الكائنات زادت معها نظافة المياه ونقائها.

ومن المخطط أن يتابع العلماء التَّغيُّرات جميعها الَّتي ستطرأ على المياه في المنطقة المُبلَّطة، وعلى الحياة فيها وذلك على مدار العشرين سنةً القادمة.

وقد وجدت شركة (ڤولڤو) في بحثٍ أجرته أنَّ شاحنةً مملوءةً بالنفايات تُلقى في المحيطات في كلِّ دقيقةٍ، وأنَّ أكثر من نصف الخطِّ السَّاحلي لمدينة (سيدني) استُبدِل بجدرانٍ بحريَّةٍ أسهمت بزيادة التَّلوُّث وانتشار النُّفايات البلاستيكيَّة؛ لذلك فإنَّ المدينة تُعدُّ من أفضل الأماكن لتجربة التَّصاميم الهندسيَّة المختلفة للبلاطات ومعرفة التَّصميم الأنسب لإعادة الحياة للنِّظام الحيوي في المحيط.

ومن الجدير بذكره أنَّ شركة (ڤولڤو) تعهدت باستبدال كافَّة منتجاتها المصنوعة من البلاستيك أُحاديِّ الاستخدام -يُستخدم مرَّةً واحدةً ثمَّ يُلقى في القمامة-، وصنع منتجاتها القادمة من موادٍّ بديلةٍ مُستدامةٍ قبل نهاية 2019.

وكثيرٌ من الشَّركات بدأت تحذو حذو (ڤولڤو) منها شركة (آيكيا) الَّتي وعدت بالاستغناء عن البلاستيك أحاديِّ الاستخدام في منتجاتها قبل نهاية 2020.

كما قامت صحيفة (الغارديان) البريطانيَّة مؤخرًا باستبدال الغلاف البلاستيكيِّ لصحيفتها بغلافٍ عضويٍّ مصنوعٍ من نشاء البطاطا.

جهودٌ مؤثرةٌ رغم تواضعها أمام قرار الإتحاد الأوربيِّ المُنتظر لحظر استخدام عدَّة منتجاتٍ من البلاستيك أحادي الاستخدام، مثل:الأطباق (الصُّحون) والقشَّات (الشلمونات)، وذلك بعد الإتفاق المبدئي على مشروع القانون، والَّذي قد يكون نقطة تحوُّلٍ في تاريخ بيئة هذا الكوكب.

يتَّجه العالم نحو استعمال المواد المُستدامة، والاستغناء عن كلِّ ما لا يُمكن إعادة تدويره، وعلى رأسها البلاستيك صعب التَّحلُّل. 

وإنَّ اتِّخاذ شركاتٍ ضخمةٍ مثل (ڤولڤو وآيكيا) منهجًا جديدًا في صناعاتها يفتح الباب أمام العالم لتّغيير المنحى الَّذي انتهجه منذ الثَّورة الصِّناعيَّة وحتَّى اليوم، والذي يقوم على الاستهلاك الجائر لكلِّ ما هو مُتاحٌ من الموارد بغض النَّظر عن تأثيره في البيئة وفي أجيال المستقبل.

المصادر:

هنا

هنا

هنا