علم النفس > الصحة النفسية

التعذيب وآثاره النفسية

يُعرَّف التعذيب تعريفاتٍ مختلفة، ولكنَّ التعريفَ الأكثر استخداماً ما ورد في المادة الأولى من اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب لعام 1984، والتي عرَّفت التعذيب على أنه "أيُّ فعلٍ يُحدَث فيه الألم أو تُسبَّب من خلاله المعاناةُ الشديدة، سواءً الجسدية أو العقلية، قصداً، لشخصٍ ما". والتعذيب جريمة يعاقب عليها القانون الدولي.

يُعدُّ الألم المزمن من أشيع الآثار التي يعانيها الناجون بسبب مركزية الألم وشدّة العديد من ممارسات التعذيب القاسية والمدمِّرة. ولهذا السبب يمكن أن تستمرَّ الآثارُ النفسية فترةً طويلة، أو أن تتطوّر بعد مدّةٍ معيّنة من الزمن. ومن المحتمل أن يختبر الناجون من التعذيب ألماً مستمراً ومشكلاتٍ نفسيةٍ تظهر في سياق صعوباتٍ اجتماعيةٍ ومالية.

وللتعذيب أهمّيةٌ بالغةٌ لفهم الأعراض النفسية والجسدية للناجين، فلكلِّ قصةِ نجاةٍ تفاصيلُها التي تؤثّر في كلِّ حالة خصوصاً. وتتباين هذه المشاعر بين الهزيمة واليأس والكبرياء والبقاء على قيد الحياة والمرونة.

تُقسم أنواع التعذيب إلى:

1) الاعتداءات البدنية.

2) التعذيب النفسي. 

3) الحرمان من الظروف الإنسانية (مثل الحرمان من الطعام والماء).

4) التحفيز المفرِط الحسّي (مثل التعرّض المستمرِّ للضوضاء).

آثار التعذيب:

الآثار الجسدية الطويلة الأجل: الندبات، والصداع، وآلام العضلات والعظام والقدم، وفقدان السمع، وآلام الأسنان، والمشكلات البصرية، وآلام البطن، واضطرابات القلب والأوعية الدموية، وإصابات الجهاز التنفسي والعصبي.

الآثار النفسية الطويلة الأجل: صعوبةُ التركيز، والكوابيس والأرق، وفقدان الذاكرة، والتعب، واضطرابات القلق والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.

ووفق مركز الناجين من التعذيب؛ قد يساوي التعذيب النفسي بضرره التعذيبَ الجسدي أو يتعدّاه. فقد وجدت دراسةٌ أن للتعذيب المُهِين والتلاعب النفسي معاناةً عاطفيةً وأضرارًا طويلة الأمد بالصحة العقلية، قد تساوي بحِدَّتها التعذيبَ الجسدي، وتمتدُّ فتراتٍ أطول.

من أهمِّ علاجات اضطراب ما بعد الصدمة العلاجُ السلوكيُّ المعرفي (CBT)، وعلاجُ التعرّض السرْدي (NET). ويتضمن العلاجُ السلوكي المعرفي في كثيرٍ من الأحيان جلساتِ التعرُّض المدروس لمسبّبات الصدمة بصورةٍ غير مباشرة. وقد أوصى به المعهد الوطني للصحة والتميز السريري لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة.

والتعرُّض هو التواصل المُمَنهج مع مسبّبات الصدمة التي عدَّها المريضُ مُخيفةً فحاول تجنُّبها. إذ يُبنى هذا الجسر بين المريض ومُسبّب اضطراب الصدمة بهدف إخماد العلاقة الموجودة بين تلك المسببات ونتائجها. وقد تتكون عند ناجٍ واحدٍ عدّةُ روابط ومسببات حسية مختلفة؛ ولذلك قد تطول عمليةُ العلاج وقد تتألف من عدّة مراحل. 

غالباً ما يواجه الناجون اضطراباتٍ نفسيةٍ عديدة ومعقّدة قد تُربك الأطباء أو المعالجين النفسيين؛ ولهذا يُوصى باتّباع نهجٍ متعدّد الاختصاصات للتقييم والعلاج، وبذلك يُتلافى عزوُ وعزلُ الأعراض الجسدية لأصولٍ نفسيةٍ والعكس بالعكس.

ولذا نحتاج إلى تثقيف الأطباء والمعالجين النفسيين وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية فيما يتعلّق بمعالجة الناجين من التعذيب، إذ غالباً ما يكون الطاقمُ الطبي في موقعٍ رئيسي لمحاولة منع التعذيب ومساعدة من نجوا منه.

مصادر المقال:

هنا

هنا

هنا

هنا

/p>