الكيمياء والصيدلة > كيمياء حيوية

رفع حموضة الدماغ يمكن أن يخفّف القلق!

تقلّل زيادة درجة الحموضة (خفض قيمة ال pH) بمركز التحكّم بالعواطف في الدماغ من القلق، وذلك حسب دراسة على حيوانات التجربة نُشرت في دوريّة العلوم العصبية Journal of Neuroscience. تقترح الاكتشافات الأخيرة آليّةً جديدة للتحكّم بالخوف والقلق، وتشير إلى إيجاد أهداف جديدة في معالجة اضطرابات القلق.تُعتبر اضطرابات القلق المتمثّلة بعدم القدرة على التحكم بمشاعر الخوف والغموض الفئة الأكثر شيوعاً من الأمراض النفسية. تتعلّق هذه الاضطرابات على المستوى الخلوي بالنشاط المرتفع للّوزة الوحشية القاعديّة (basolateral amygdala)BLA ، التي تلعب دوراً رئيسياً في السلوك العاطفي.

تمتلك العديد من خلايا اللوزة الوحشية القاعدية (BLA) قنواتٍ شارديةً حسّاسة للحموضة تُسمى ASIC1a. تستجيب هذه القنوات لتغيّرات درجة الحموضة (pH) في الوسط خارج الخلوي. وجد الباحثون أنّ تنشيط الخلايا ASIC1a قلّل من نشاط الخلايا المجاورة لها، وخفّف من السلوكيات المتعلقة بالقلق عند الحيوانات. أضافت هذه الاكتشافات الدليل على أهمية دور ASIC1a في حالات القلق.

وقد أوضحت البروفسورة Anantha Shekhar التي تدرس اضطرابات الهلع (panic disorders) في جامعة إنديانا، والتي لم تشارك بالدراسة: "تقترح هذه الاكتشافات أنّ تنشيط تلك القنوات، تحديداً في المناطق المتعلّقة بالخوف مثل اللوزة (Amygdala)، يمكن أن يكون المفتاح للتحكم بالقلق أو ضبطه. ويمكن لتطوير أدوية نوعية قادرة على تنبيه هذه القنوات أن يزوّدنا بطريقة جديدة لمعالجة اضطرابات القلق والخوف، مثل اضطراب الكَرْب التالي للرّضْح PTSD واضطرابات الهلع."

كيف جرت الدراسة؟

قام فريق الباحثين بغمس خلايا منطقة BLA ضمن محلول حمضي، وذلك بهدف تحديد أثر تنشيط الخلايا ASIC1a على الخلايا المجاورة، وقاموا بعدها بقياس الإشارات التي تم إرسالُها للخلايا المجاورة. لوحظ أنّ إنقاص درجة ال pH (أي زيادة الحموضة) في المحلول قلّل من نشاط الخلايا في منطقة BLA.

لوحظ أيضاً أنّ تنشيط ASIC1a أثّر على السلوك الحيواني، فعندما قدّم الباحثون دواءً حاصراً (مثبّطاً) لخلايا ASIC1a مباشرةً داخل منطقة BLA في أدمغة الجرذان، أظهرت الجرذان سلوكاً شبيهاً بالقلِق أو المتوتِّر أكثر من تلك التي لم تتلقَّ الدواء. وبالمقابل، فعندما تلقّت الجرذان دواءً مصمّماً لزيادة نشاط ASIC1a في اللوزة BLA، أبدت سلوكاً أكثر اتّزاناً وأقل توتراً.

صرّحت د.براغا Braga المشرفة على الدراسة: "تؤكّد دراستنا على أهمية وضع تعريف واضح للآليات المُتَضمَّنة بعملية تنظيم وظائف الدماغ، وذلك من أجل تطوير علاجات أكثر فعاليّة للأمراض النفسية والعصبيّة". وأشارت أيضاً أنه على الرغم من أنّ الأدوية التي تستهدف القنوات الشاردية الحساسة للحموضة ASICs، يمكنها يوماً ما أن تقودنا إلى علاجات جديدة لاضطرابات القلق، لكنّنا نحتاج أبحاثاً أكثر لفهم دور قنوات ASIC1a في الدماغ.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا