الطب > السرطان

هل لممارسة الرياضة تأثيرٌ إيجابي في علاج مريضات سرطان الثدي؟

"في الحركة بركة"؛ هذا ما تعودت ألسنتنا النطق به لتوضيح أهمية النشاط البدني في صحة الجسم، وبات معلومًا ومثبتًا علميًّا في وقتنا الراهن أهمية التمارين الرياضية الكبيرة في المحافظة على الصحة وتحسين النتائج العلاجية، ويشمل ذلك نتائج علاج سرطان الثدي؛ إذ أظهرت الدراسات أنّ ممارسة المصابات بسرطان الثدي لنشاط بدني منتظم بعد تشخيص المرض ارتبطت بانخفاض معدلات المراضة وتحسين نوعية الحياة، إضافةً إلى انخفاض معدلات الوفيات بنسبة 34% مقارنةً بالمريضات اللواتي يمارسنَ نشاطًا بدنيًّا أقل.

ومن هذا المنطلق، توصي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة وكذلك الجمعية الأمريكية للسرطان بممارسة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًّا من النشاط البدني المعتدل الشدة أو 75 دقيقة أسبوعيًّا من نشاط بدني شديد الكثافة، وذلك للمحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة و تدبيرها (1).

وقد أظهر النشاط الرياضي فائدته لدى مرضى سرطان الثدي على مستويات عدة؛ مثل تقليل التعب والاعتلال العصبي المحيطي الناتج عن العلاج الكيماوي وكذلك الوذمة اللمفية والألم المفصلي وغيرها، وله تأثير إيجابي على حساسية الأنسولين ووظائف المناعة والقلب والرئة وهشاشة العظام والاكتئاب واضطرابات النوم، وعلى نوعية الحياة عمومًا في المراحل اللاحقة لرعاية المريضات.

 وأثبتت 19 دراسة - أُجريت على القوارض وعلى البشر- أنّ ممارسة النشاط البدني لها فائدة في تحسين ضعف الإدراك المرتبط بسرطان الثدي، وتقليل الالتهاب المزمن، وانخفاض حدوث الأمراض القلبية الوعائية لدى هؤلاء المرضى (2). وعلى وجه الخصوص، ارتبطت ممارسة التمارين الرياضية الهوائية (Aerobic exercise) مع تحسّن وظائف الجهاز التنفسي والوظيفة القلبية وتحسين امتصاص الأوكسجين وانخفاض ضغط الدم، وساعدت تمارين المقاومة على تحسين القوة العضلية والمرونة. وتطرقت قليلٌ من الدراسات أيضًا إلى أثر ممارسة النشاط البدني - في أثناء العلاج وبعده - في حالات سرطانات البروستات وسرطانات القولون والمستقيم، وأثبتت أيضًا فاعليتها في تحسين مستوى النتائج الصحية وتقليل معدلات الوفيات والنكس.

ولا تزال الدراسات مستمرة لسد الثغرات بين ارتباط ممارسة الرياضة وتحسين نتائج العلاج، ولكن؛ أظهر المرضى المشاركون في الدراسات جميعها نتائجَ صحية أفضل عند ممارستهم النشاط البدني المنتظم، إضافةً إلى أنّ تأثيرات العلاج الجانبية قلّت وأصبح نمط حياتهم أفضل وأكثر راحة (3).

المصادر:

1-  (2014). Racial differences in physical activity among breast cancer survivors: Implications for breast cancer care. Cancer, 120: 2174-2182. Available from: هنا
2- Wirtz P.a,b. Baumann F.T.a. (2018). Physical Activity, Exercise and Breast Cancer - What Is the Evidence for Rehabilitation, Aftercare, and Survival A Review. Breast Care. Available from: هنا
3- Jeongseon Kim, Wook Jin Choi, and Seung Hwa Jeong. (2013). The Effects of Physical Activity on Breast Cancer Survivors after Diagnosis. Journal Of Cancer Prevention. Available from: هنا