التعليم واللغات > اللغويات

لماذا الإنكليزية هي اللغة العالمية؟

ينظر عديد من الناس إلى اللغة الإنكليزية على أنها لغة عالمية، وذلك بسبب تأثير الإمبراطورية البريطانية سابقًا، وتأثير الهيمنة السياسية والاقتصادية الأمريكية حاليًا.

من الممكن محاولة إعطاء تفسير لغوي صارم؛ فاللغة الإنكليزية لغةٌ بسيطةٌ وسهلة التعلم نسبيًّا؛ إذ لا تحوي على تصنيف لجنس الأسماء (مذكر، مؤنث)، وتكوينُ كلماتها (المورفولوجيا) ليس معقدًا، ولا تعتمد نظام النغمات [كالصينية]، وهي مكتوبة بالأبجدية الرومانية التي تُعدُّ مناسبةً جدًّا لمطابقة الأصوات مع الحروف التي تناسبها، وكذلك فإن انتشار الأفلام والمسلسلات والموسيقا باللغة الإنكليزية يجعلها في متناول الجميع وسهلة الممارسة.

ومع ذلك، تحتوي اللغة الإنكليزية أيضًا على مفردات عديدة، ونظام هجاء غير متناسق، وعديد من الأفعال الشاذة، وبعض الأصوات المحِّيرة مثل "th"، وقائمة كبيرة من حروف العلة التي يمكن أن تُصعِّب على الناطقين بغيرها أن يلفظوا الكلمات بسهولة، وفي النهاية فإنَّ إدراك ما هو سهل وما هو صعب التَّعلم يعتمدُ على المتعلِّم.

التفسير الثاني تاريخي؛ إذ كانت المملكة المتحدة أول دولة صناعية، واكتَشفت أنَّ إحدى مزاياها هي أنها يمكن أن تستعمر بقية دول العالم النامي أسرع بكثير من البلدان الأوروبية الأخرى، بالإضافة إلى ذلك فقد غطت الإمبراطورية البريطانية ربع مساحة الكرة الأرضية، بما في ذلك أمريكا الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها، وأنشأت أنظمة ناطقة بالإنكليزية في الحكم والصناعة واستغلال الموارد في تلك المناطق، مما جعل من الإنكليزية لغةَ القوة العالمية في العصر الصناعي، ومن ثمَّ انهارت الإمبراطورية البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية، لكنَّ القرن العشرين شهد انتقال السلطة من قوة توسعيَّة ناطقة بالإنكليزية إلى أخرى؛ إذ إن الهيمنة الثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في القرنين العشرين والحادي والعشرين ضمنت بقاء اللغة الإنكليزية اللغةَ العالمية الأهم والأقوى تأثيرًا، ونظرًا إلى أنها اللغة الرسمية للأعمال والعلوم والدبلوماسية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات -عدا عن كونها اللغة الرئيسة لأكثر مواقع الإنترنت شعبية- فإنه من غير المرجَّح أن يتغير هذا قريبًا.

المصدر: 

 هنا