الاقتصاد والعلوم الإدارية > ريادة الأعمال

14 خطًأ ماليًّا يجب على جميع رواد الأعمال تجنبها

غالبًا ما ترتبط بداية الأعمال التجارية بالكثيرِ من المخاطر التي يمكن أن تؤدي في معظمها إلى فشل المشروع وضياع الأموال المستثمرة فيه؛ سواء موّلتهُ بنفسك، أو حصلت على قرضٍ لذلك، أو جمعت الأموال من مستثمرين.        

وعليه سوف نستعرض فيما يأتي بعض الأخطاء المالية الشائعة التي يجب على كل رائدِ أعمالٍ تجنُّبها من أجل الحد من هذه المخاطر وانعكاساتها عليه وعلى مشروعه:

1- التركيز على مخاطر المشروع، وتجاهل المخاطر الشخصية:

يلعب العديدُ من رواد الأعمال يانصيبَ التمويل الشخصي، أي إنهم يراهنون بقوةٍ على  مشاريعهم بأنَّها ستكون بمنزلة بطاقة يانصيبٍ ذهبية لفترة تقاعدهم. لكن مع المعدل الكبير لإخفاق الشركات سيكون من غير المعقول افتراض أنَّ مشروعك سيضمن لك مستقبلك، بل يمكنك موازنة المخاطر عن طريق امتلاك حسابِ استثمارٍ أقلَّ خطورةً.

2- أداء الكثير من الأشياء بنفسك:

يجب أن تعرف الفرق بين أفضل ما يمكنك فعله وبين ما تفعله كل يوم لأنه "يجب القيام به". إنَّ إضاعة الوقت في مهمةٍ ليست ضمن نطاق مهاراتك الرئيسية هو سوء استخدام لوقتك ومالك؛ لذلك عليك الحصول على بعض المساعدة حتى تتمكن من التركيز على نقاط  قوتك. 

3- الفشل في إدارة التدفقات النقدية:

بناءً على استطلاع للبنك الأمريكي (U.S. Bank)، تفشل 82% من الشركات الناشئة والصغيرة بسبب سوء إدارة التدفقات النقدية؛ إذ يحتاج رواد الأعمال إلى تحليل تدفقاتهم النقدية من أجل التحكم بالتدفق النقدي الداخل والخارج؛ تُجرى هذه التحليلات يوميًّا أو أسبوعيًّا أو شهريًّا تبعًا لحساسية بياناتهم المالية.

4- التركيز فقط على تمويل المشروع:

غالبًا ما يعتقد رواد الأعمال أنهم إذا استطاعوا جمع المزيد من الأموال من بعض المستثمرين فسوف تُحلُّ بذلك جميعُ مشكلاتهم المالية. لكنَّ الحقيقة أنَّ التركيز على خلق قيمةٍ داخل الشركة، وتصميمَ منتجٍ رائعٍ، وتقديمَ خدمةٍ مميزةٍ للعملاء، والتعاملَ مع الموظفين باحترامٍ هو الأهم.

5- لا تبع نفسك:

ينظر الكثير من رواد الأعمال لأعمالهم كما ينظر الآباء لأطفالهم، فالآباء يجورون على أنفسهم في سبيل رعاية أطفالهم ويهملون احتياجاتهم الخاصة، وكذلك يفعل رواد الأعمال في سبيل نجاح أعمالهم. لكنَّ الحقيقة أنَّ تمويل احتياجاتك الخاصة لا يقلُّ أهميةً عن تمويل المشروع، وإنَّ دفع ما تحتاجه أنت وعائلتك للعيش بلا توترٍ وضغوطاتٍ، وبيع بعض الأسهم نقدًا قبل الاكتتاب العام قد يتيح لك الفرصة للتفكير السليم. 

6- التوظيف بسرعة كبيرة وبرواتب منخفضة:

عند بدء نشاطك التجاري؛ قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تبدأ بالتوظيف، ولكن احرص عندما تبدأُ بذلك على الاستثمار في الأشخاص المناسبين، لأنك عندما تحتاجُ إلى موظفٍ فهذا يعني أنك بحاجةٍ إلى مساعدة، والكثير من رواد الأعمال يخطئون عندما يوظفون بسرعة وبتكلفةٍ منخفضة للغاية مما يعرضهم للفشل في اختيار الموظفين المناسبين. إنَّ الاستثمار في الأشخاص الموهوبين والموثوقين سينقل عملك إلى مستوىً آخر. 

7- خطط لمستقبلك:

ينظر الكثير من رواد الأعمال لمشاريعهم على أنَّها شريان حياتهم، ولكن من الضروري التفكير في المستقبل واقتطاع بعض المدخرات لحالات الطوارئ والتقاعد؛ أي إنَّ عليهم النظر لمشاريعهم على أنها مصدرٌ للتدفق النقدي فقط، وعليهم التركيز على بناء قيمةٍ لأنفسهم خارج هذه المشاريع.

8- أتمتة المهام:

لا يزال الكثير من رواد الأعمال يؤدّون الأعمال يدويًّا، ولا يستفيدون من التكنولوجيا في تنمية أعمالهم. يساعد استخدام أنظمةٍ مثل CRM أو QuickBooks في إدارة الشؤون المالية وأتمتة المهام؛ الأمرُ الذي يوفر الوقت للتركيز على المسائلِ التجاريةِ الأكثرِ إلحاحًا.

9- الإنفاق أكثر من اللازم على المخزون:

غالبًا ما يكون رواد الأعمال متحمسينَ للبدء، لسوء الحظ فإن حماستهم تعميهم عن واقع الأعمال، وينتهي بهم المطاف إلى زيادةِ الإنفاق، وفي بعض الأحيان إلى درجة عدم القدرة على سداد الديون؛ لذا يفضَّلُ دائمًا الحفاظُ على الأمان المالي على الرغم من أن هذا غير ممكن دائمًا.

10- تجاهل هامش الربح والتكاليف:

إن الإيرادات الإجمالية وغيرها من المقاييس التي لا تركز على الهوامش الإجمالية لا معنى لها، فمن يهتمُّ في حال كنتَ تجني 100 دولار إذا كانت التكلفة المقابلة لهذا الإيراد 110 دولار! لذلك تتبع هذه التكاليفَ باستمرارٍ، وأحدث التغيير عليها في وقتٍ مبكرٍ لتتجنب تحول مشروعك إلى مشروعٍ غير مجدٍ استثماريًا.

11- عدم استشارة المختصين:

إنَّ أكبر خطأ هو عدم استشارة المختصين؛ إذ يحتاج رواد الأعمال إلى مجلسٍ احترافيٍّ من المستشارين يوجه العمل في المجال المحاسبي والضريبي والقانوني.

12- الفشل في التخطيط وتتبع مقاييس الحملات التسويقية:

يجب على الشخص أن يقبل بحقيقة أنَّ التكيف مع الواقع والتركيز على ما ينفع هو السبيل للنجاح، وهذا ينطبق مباشرةً على الاستمرار في إنفاق الأموال على برامجِ التسويق التي لا تؤدي إلى النتائج المرجوة أو المتوقعة. فقبل إنفاق دولارٍ واحد على أيّةِ حملة تسويق أو علامة تجارية؛ فصِّلْ ما تتوقع تحقيقه عن طريق هذا الدولار على مدى مُدَّةٍ زمنيةٍ محددة.

13- توقُّع الإيرادات المستقبلية:

من دون وجود رأسِ مالٍ كافٍ واحتياطيٍّ نقديٍّ كبير، يحاول العديد من رواد الأعمال مواجهة الإنفاق اليومي باستخدام الإيرادات المستقبلية المتوقَّعة؛ لكن لسوء الحظ "على أرض الواقع" لا تصل الإيرادات المستقبلية المتوقعة دائمًا في الوقت المحدد.

14- عدم تخصيص أموال لتغطية النفقات:

عندما تتقاضى أجرًا -كونك رياديَّ أعمالٍ- مقابل أولِ مجموعةِ خدماتٍ أو أعمالٍ قدمتها للعملاء، تأكد من وضع هذا الأجر جانبًا من أجل الضرائب والتسويق والنفقات اليومية العامة، وكذلك كاحتياطيّ للأيام التي لا تتدفق فيها الإيرادات للشركة. لذا فإنَّ أول أجورٍ تتلقاها هي ليست ملكًا لك بل هي ملك الشركة. "أنت آخر من يحصل على المال"؛ وعليك التخطيط وفقًا لذلك.

المصدر: هنا