الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

لماذا عليك أن تبحث عن اللون البنفسجي؟

يدلّ اللون البنفسجيّ وتدرجاته في بعض الخضار والفواكه غالبًا على وجود نوعٍ محددٍ من المركبات الكيميائية المنتشرة في المملكة النباتية والتي تُعرف بالأنثوسيانينات Anthocyanins، وهي إحدى عناصر مجموعة الفلافونويدات Flavonoid group التي تنتشر في الشاي والعسل والنبيذ والفاكهة والخضار والمكسرات وزيت الزيتون والكاكاو والحبوب. إنها واسعة الانتشار بالفعل، وتعد أكثر مجموعات الفلافونويدات وضوحًا بسبب ألوانها المميزة التي تشمل الأحمر والأزرق والبنفسجي.

وعلى الرغم من أن الإنسان ليس مجبرًا على الحصول على هذه المغذيات النباتية لأداء وظائفه الأساسيّة، لكنها تؤدي دورًا شديد الأهمية في حماية الخلايا من التلف، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، ونتعرف في مقال اليوم بعضًا من أهم الأغذية ذات اللون البنفسجي المميز ونستعرض معًا فوائدها الصحية..

 

الخوخ:

من أغنى أنواع الفاكهة بالأنثوسيانينات، وتحتوي الثمار الناضجة على كميّات أكبر من تلك المركبات الحيوية التي تتركز عادةً في قشرة الثمرة، إذ يفوق محتواها من مضادات الأكسدة محتوى اللب بقرابة 20 ضعفًا.

 

الثمار التوتيّة:

تتميز أصناف التوت المختلفة بتنوع ألوانها بين الأحمر والأزرق والأسود؛ مثل التوت الأحمر والتوت الأسود والعنب البري والفراولة وغيرها، وهي تمتلك خصائص وفوائد متشابهة وتؤدي دورًا شديد الأهمية في تحسين القدرات الذهنية والمزاج.

 

البطاطا:

ونقصد بها البطاطا البنفسجية طبعًا، وتحتوي إلى جانب الأنثوسيانينات على الكثير من مضادات الأكسدة، متفوقةً بذلك على البطاطا العادية بقرابة ضعفين إلى ثلاثة، فضلًا عن البوتاسيوم والمغنيزيوم والفيتامين C والألياف.

 

الكرز الأحمر:

قد تساعد الأنثوسيانينات التي تعطي تلك الفاكهة لونها الغنيّ الدّاكن على خفض ضغط الدم والحفاظ على صحّة الأوعية الدّموية، ويمكن أن تساعد على تخفيف حدة أمراض المفاصل؛ مثل الفصال العظمي والنّقرس. ويحتوي الكرز أيضًا على مغذّيات يحتمل أن تسهم في الوقاية من السّرطان وأمراض القلب والسّكري.

 

العنب:

توجد الأنثوسيانينات بكثرة في العنب الأحمر والأسود، فضلًا عن احتواء العنب على مركب ضروري للصحة يُسمى الريسفيراترول Resveratrol، وقد جذب هذا المركب كثيرًا من الاهتمام كونه جزءًا من مجموعة العناصر الغذائيّة التي تعمل على نحو متآزرٍ للمساعدة على حماية الخلايا من التّلف الذي يؤدّي إلى الإصابة ببعض الأمراض، ويتركّز هذا المرّكب بكثرة في قشور ثمار العنب.

 

القرنبيط البنفسجي:

هل شاهدتم قرنبيطًا بنفسجيًا من قبل؟ نعم، إنه موجودٌ بالفعل، إذ سبَّب اختلافٌ جينيٌّ بسيط زيادة كمية الأنثوسيانينات وتغير لون القرنبيط من الأبيض إلى البنفسجي. ومن جهةٍ أخرى يحتوي القرنبيط على الكثير من المغذيات النباتية Phytonutrients، والفيتامين C، والعناصر المعدنية. 

 

الجزر البنفسجي:

وهو أحد أصناف الجزر الغنية بالأنثوسيانينات، إضافةً إلى البيتا كاروتين والكاروتينويدات الأخرى الموجودة في الجزر البرتقاليّ؛ وجميعها مغذّياتٌ مفيدةٌ تؤدّي دوراً في مكافحة السّرطان وتحسين مناعة الجسم بسبب فعاليته المضادة للأكسدة.

الملفوف البنفسجي:

من ميزاته أنّ الجسم يمتص الأنثوسيانينات الموجودة فيه بسهولةٍ شديدة بعد الطهي، كذلك فإنّ تخميره في أثناء صنع المخلّل يساعد على تزويد الجسم بالبروبيوتيك الطّبيعي Probiotics الضروري لتغذية جراثيم الأمعاء تغذية مناسبة وصحية تساعدها على أداء دورها في محاربة الجراثيم الممرضة وامتصاص المواد الغذائية وهضم الطعام وحتى السيطرة على القلق.

الشّوندر:

يأتي لون الشوندر من نوعٍ مختلفٍ من مضادات الأكسدة المسماة بالبيتالاين Betalains، وتوجد تلك الأصباغ الحمراء والصفراء في سوق نباتات أخرى مثل السلق Chard والراوند Rhubarb إضافةً إلى بعض أنواع الفطريّات. ويلاحظ عمومًا أن البيتالاين يتفكك على نحو أسهل من الأنثوسيانين عند الطهي، لذا يفضل أن تعامل معاملاتٍ بسيطة مثل الطبخ بالبخار، وذلك للحفاظ على أكبر قدرٍ ممكن من مركباتها المفيدة للقلب والدماغ وضبط سكر الدم.

وبالطّبع فإنّ ارتباط اللون البنفسجي بوجود المغذّيات النباتيّة لا يعني أنّ الأطعمة المصنَّعة والحلويات التي أضيفت إليها الملونات الصناعية البنفسجية ستتحول إلى وجبات صحية، فتلك ليست إلا ملونات صناعية!

وعلى الرغم من ذلك، فقد استخدمت الأنثوسيانينات لإعطاء لون بنفسجي غامقٍ لبعض الأطعمة مثل رقائق الذّرة والمشروبات الغازية والحلوى الهلامية، لكن الكميات المضافة لن تزودنا بالفوائد الصحية المرجوة كما هو الحال عند تناولها من مصادرها الطبيعي، خصوصًا وأن الأخير ستزوِّدنا أيضًا بطيف واسعٍ من المغذيات الأخرى التي لن نحصل عليها بسهولةٍ من مكانٍ آخر!

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا