التوعية الجنسية > أيام عالمية

اليوم العالمي للصحة النفسية 2019م (الصحة النفسية والانتحار لدى الأقليات الجنسية)

يُحتفَل باليوم العالمي للصحة النفسية في 10 تشرين الثاني/ أكتوبر من كل عام؛ وذلك بهدف زيادة الوعي بقضايا الصحة النفسية في أنحاء العالم وجمع الجهود لمساعدة من هم بحاجةٍ إلى ذلك وتمكينهم لإحداث تغيير مستدام.

وفي هذا العام، اتخذ الاتحاد العالمي للصحة النفسية (WFMH) الموضوعَ الرئيس لهذا اليوم تحت عنوان "الوقاية من الانتحار". 

يقدِّم فريق التوعية الجنسية -بالتزامن مع هذا اليوم- مجموعةً من الدراسات عن الصحة النفسية ومعدلات الانتحار لأفراد الأقليات الجنسية.

الصحة النفسية عند الأقليات الجنسية:

ذكرت العديد من الدراسات والمراجعات والتحليلات التلوية ارتفاعَ مشكلات الصحة النفسية عند أفراد الأقليات الجنسية.

وتضمنت مراجعةٌ منهجية نُشرت عام 2015م عديدًا من الدراسات الحديثة، وتقصَّت فيما إذا كان الأفراد معرضين لخطر متزايد للإصابة بمجموعةٍ من مشكلات الصحة النفسية بحسب الميول الجنسية والأنواع الاجتماعية ومراحل الحياة والمناطق الجغرافية.

وأبلغت غالبية الدراسات عن مخاطر مرتفعة للإصابة بالاكتئاب والقلق ومحاولات الانتحار أو الانتحار فعليًّا، والمشكلات المرتبطة بالمواد المسبِّبة للإدمان لدى الأقليات الجنسية من الرجال والنساء، والمراهقين والبالغين من مناطق جغرافية متعددة وبأشكال مختلفة من الميول الجنسية (السلوك والانجذاب والهوية)، وكان ذلك أوضح في الدراسات الحديثة والعالية الجودة خصوصًا.

أحد الاستثناءات البارزة هي المشكلات المتعلقة بالكحول؛ إذ أبلغت عديدٌ من الدراسات عن عدم وجود أيِّ تأثير أو تأثير عكسي بين كون المرء من الأقليات الجنسية والمشكلات المرتبطة بإدمان الكحول، وخاصةً بالنسبة إلى الرجال من الأقليات الجنسية (SM).

من الجدير بالذكر أنَّ مجموعة ثنائيي الميول الجنسية كانت أكثرَ مجموعةٍ فرعية من الأقليات الجنسية عرضةً لخطر الإصابة بمشكلات في الصحة النفسية في غالبية الدراسات؛ وبذلك دعمت هذه المراجعة كونَ أفراد الأقليات الجنسية معًا -وبوصفهم مجموعاتٍ فرعية- معرضين للإصابة بمشكلات في الصحة النفسية.

الانتحار عند الأقليات الجنسية:

من الصعب الوصول إلى أرقام دقيقة عند التحدُّث عن الانتحار أو الأقليات الجنسية، فما بالك بدراسة الانتحار ومحاولاته والتفكير به عندهم! إذ إنَّ الوصمة التي تلحق بالإنسان الذي أقدم على فعل الانتحار -وربما بعائلته- تؤدي إلى انخفاض الحالات التي يُبلَّغ عنها للمؤسسات الصحية على أنَّها انتحار، إضافة إلى أنَّ الخوف والوصمة في العديد من أنحاء العالم يدفعان أفراد الاقليات الجنسية إلى إخفاء اختلافهم الجنسي؛ ومن ثمَّ يؤثر في أرقام هؤلاء الأفراد وإحصائياتهم.

وحاولت مراجعة منهجية نُشرت عام 2016م تفاديَ عوامل التحيُّز المتوقَّعة من ناحية قلة تمثيل الأقليات الجنسية في دراسات المجتمع من جهة، ومن ناحية قلة التبليغ عن حوادث الانتحار عمومًا؛ من أجل الوصول إلى أرقام دقيقة، وت المراجعة أنَّ معدلات محاولات الانتحار عند غيريي الميول الجنسية المستجيبين للدراسة تُراوح نسبة 4% مقابل 11% عند الأقليات الجنسية أو 22%، وذلك بحسب اختلاف طرائق اعتيان المشاركين في الدراسات.

وأكدت الدراسة على دور المكان والزمان والظروف الاجتماعية المشاركة عند دراسة صحة الأقليات الجنسية. ووجدت هذه المراجعة ارتفاعَ معدلات محاولات الانتحار عند ثنائيي الميول الجنسية بالمقارنة مع مثليي ومثليات الميول الجنسية، وقد خرجت بنتيحة جديدة؛ وهي انخفاض في نسبة أفراد الأقليات الجنسية الذين قد أبلغوا عن محاولة الانتحار في أثناء حياتهم، الأمر الذي يمكن أن يربط بين الوصمة والتوتر الاجتماعي الذي يعيشه أفراد الأقليات الجنسية مع السلوكيات المرتبطة بالانتحار، ويمكن مع هذا الاكتشاف أن يؤدي تحسُّن الظروف الاجتماعية والحياتية لهؤلاء الأفراد دورًا مهمًّا في تقليل معدلات محاولات الانتحار لديهم.

ووجدت دراسة نُشرت في أيار 2019م أنَّ معدلات التفكير والتخطيط بالانتحار لدى  البالغين من متوسطي وكبار العمر (أكبر من 50 عامًا) من الأقليات الجنسية أكثر من أقرانهم من غيريي الجنس.

وبيَّنت دراسة أخرى -شملت طلابَ المدارس واليافعين- ارتفاعَ معدلات التفكير والتخطيط ومحاولات الانتحار والانتحار عند الأقليات الجنسية من هذه الفئة العمرية بالمقارنة مع غيرهم من غيريي الميول الجنسية، وأظهرت هذه الدراسة وجدكذلك ارتفاعَ هذه المعدلات على نحو واضح عند ثنائيي الميول الجنسية أيضًا. لكنَّها لم تشمل  مغايري الهوية الجنسية؛ الأمر الذي يحدُّ من تعميم نتائج الدراسة ويتطلب دراساتٍ لاحقة.

تتطلب معدلاتُ اختطار الانتحار المرتفعة عند الأقليات الجنسية ردَّ فعل شامل بما في ذلك البحث لفهم ومنع الانتحار بين الأقليات الجنسية، ويجب أن يناقش الاطباء مع المرضى ميولَهم الجنسية وتأمين موارد الصحة النفسية المناسبة أيضًا، وعلى مقدِّمي الرعاية لليافعين والشباب من الأقليات الجنسية أن ينتبهوا لعلامات أو سلوكيات تُنذر بمحاولة الانتحار والبحث عن المساعدة الداعمة إن اقتضى الأمر.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا