الطب > السرطان

مزيلات العرق وسرطان الثدي

حقيقة أم خرافة؟

"إن استخدام مزيلات العرق سيُسبب إصابتكِ بسرطان الثدي".

الإجابة: خرافة.

لا شكَّ -سيدتي- أنه -وبحكم استعمالك للسوشيال ميديا- قد وصلتك العديد من الرسائل بمختلف الصيغ والأشكال عن ضرورة تجنُّب استعمال مزيلات العرق نظرًا إلى كونها أحد أهم مسببات "هداك المرض"، أو ما يُعرف ببساطة باسم "سرطان الثدي".

فيا تُرى ما مدى صحة هذه المعلومات؟ وهل عليكِ فعلًا أن تتركي استعمال المزيلات حفاظًا على صحة ثديك؟

تابعي القراءة لتعرفي أكثر..

أولًا لنعرف ما مصدر كل ذلك الكم الهائل من هذه المعلومات والادِّعاءات عن مزيلات العرق وسرطان الثدي؟

في الواقع بدأت عندما لاحظ مجموعةٌ من العلماء توارد عددٍ كبيرٍ من الحالات التي يكون فيها سرطان الثدي متوضِّعًا في الربع العلوي الخارجي من الثدي (أي من جهة الإبط)؛ مما زاد لديهم الشك بأن المواد التي توضع لإزالة تعرق منطقة الإبط قد تؤدي دورًا في هذا، خصوصًا أن مزيلات العرق هذه تحتوي على مواد قد تكون ذات أثر ضار (أملاح الألمنيوم)، وزاد شكَّهم ارتفاعُ نسب حدوث سرطان الربع العلوي الخارجي في كل من بريطانيا وويلز وسكوتلاندا في العشرين سنة الأخيرة من القرن الماضي، وهو الذي كان مترافقًا مع ازديادٍ في استعمال مزيلات العرق عمومًا.

إذًا هل أستنتج من كلامك هذا أن لمزيلات العرق فعلًا دورًا في تحريض نشوء سرطان الثدي؟

لا، أبدًا، لم أتكلم بعدُ عن وجهة النظر الأخرى، فهناك مجموعة أخرى من العلماء اقترحت أنَّ سبب شيوع السرطان في الربع العلوي الخارجي هو لأنه يحتوي على كمية أكبر من الخلايا الظهارية التي ينشأ السرطان على حسابها، فبذلك خلايا أكثر => احتمال نشوء سرطان فيها أكبر! ثم إن مزيلات العرق ليست الموادَّ الكيميائية الوحيدة التي توضع في مكان قريب من الثدي، فهناك كريمات الجسم وكريمات الترطيب وكريم واقي الشمس التي يمكن أن تكون هي الأخرى مسببًا لهذه النسب العالية. 

حسنًا! لم أفهم.. مزيلات العرق لها علاقة أم لا؟

في الواقع كل ما سبق هي مجرد نظريات تحتاج إلى دراسة علمية تبحث في هذا الموضوع عن كثب. لذا درست العديد من الأبحاث العلاقةَ بين استعمال مزيلات العرق وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وكانت خلاصة معظمها أنه لا توجد علاقة علمية مثبتة حتى الآن بين استعمال مزيلات العرق وسرطان الثدي1، بالمقابل أكدت بعض الدراسات أنه يجب البحث أكثر في خطرها وأن الأبحاث الحالية غير كافية.

الخلاصة؛ لا تزال سلامة مزيلات العرق وأمانها موضعَ جدل في المجتمع العلمي وتحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة، ولكن حتى الآن لا تملك أية من مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية أو المؤسسة الأمريكية للسرطان دليلًا علميًّا مثبتًا على وجود علاقة بين مزيلات العرق وسرطان الثدي.

المصادر:

[1] هنا#

[2] هنا

[3] هنا

[4] هنا