الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

المنافسة الاحتكارية

تُعدُّ كلٌّ من السوق الاحتكارية والسوق التنافسية هيكلَين سوقيَّين يتمتعان بالعديد من الفروق الأساسية مثل حصة السوق، ومراقبة الأسعار، والعوائق أمام الدخول.

تتميز السوق الاحتكارية بسيطرة شركة واحدة على السوق، فهي من يحدد مستويات الأسعار ومستويات العرض والطلب على المنتجات والخدمات في السوق، ثمَّ إنَّ الشركة المسيطرة تملك حصة إجمالية في السوق، وهذا ما يخلق نقاطَ دُخول وخروج صعبة، ويعود ذلك إلى سبب وجود عوائق كثيرة تَحُول دون دخول الشركات في السوق الاحتكارية.

أما السوق التنافسية فيسيطر عليها عددٌ من الشركات لا شركة واحدة فحسب كما هو الحال في السوق الاحتكارية، وهذا ما يجعل المنافسة فيها كاملة، ثم إنَّ كلَّ شركة تتمتع بحصة صغيرة في السوق، أمَّا عوائق دخول هذه السوق فهي منخفضة نسبيًّا بالمقارنة مع السوق الاحتكارية؛ ما يسمح للشركات بالدخول والخروج بسهولة. 

لا يملك المشترون خيارَ شراء السلع أو الخدمات التي تقدمها الشركة في السوق الاحتكارية فهي تشمل بائعًا واحدًا فقط، على عكس السوق التنافسية التي تتيح للمستهلك اختيار إمكانية شراء السلع والخدمات لوجود عدد كبير من المشترين والبائعين. إلَّا أنَّ الأرباح في السوق التنافسية ليست قابلة للزيادة كما في الاحتكارية، إذ إنَّها كافية للبقاء في العمل فقط، لأنَّه في حال فعل ذلك يمكنُ أن تدخل السوقَ شركاتٌ أخرى تخفّض من الأرباح، إضافة إلى أنَّ هناك أكثر من شركة تتشارك لإنتاج منتج أو خدمة ما؛ أي إنَّ كلَّ شركة تنتج جزءًا صغيرًا من إجمالي الصناعة، وهذا ما يُفقِد الشركات سيطرتها على الأسعار. 

تتوضع المنافسة الاحتكارية بين السوق الاحتكارية والسوق التنافسية، إذ إنَّها تجمع بين خواص كل من السوق الاحتكارية والسوق التنافسية معًا، فجميع الشركات فيها تملك درجة محددة من التحكم في السوق، ثمَّ إنَّها تضع حواجز ضئيلة للغاية لدخول السوق؛ ما يجعلها مماثلة للسوق التنافسية. إضافة إلى أنها تضم العديد من المنتجين والمستهلكين، لكنَّ المنتجات في هذه السوق تُعدُّ بدائل قريبة على عكس كل من السوق الاحتكارية والتنافسية. فالمنتجاتُ في السوق الاحتكارية لا تحوي أيَّ بدائل، وعلى الرغم من تنوّع المنتجات في السوق التنافسية فإنّها تكون متطابقة تمامًا، أمَّا لأسعار فهي بيد المشتربن.

إنَّ وجود أسواق احتكارية بحتة نادرٌ للغاية، وربما يكاد يكون مستحيلًا، وبخاصة في ظل غياب الحواجز المطلقة أمام الدخول مثل فرض حظرٍ على المنافسة أو حيازة الشركة جميعَ الموارد الطبيعية، وهذا ما يعيدنا إلى عالمنا الواقعي؛ إذ تكون السوق الحقيقية مُكوَّنة من مزيج بين السوق الاحتكارية والسوق التنافسية.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا