علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

الألوان الحقيقية وسيلة لاكتشاف شخصيتك (الجزء الأول)

منذ القدم بحث الناس عن طريقة مناسبة لفهم العقل البشري، إذ أدركوا أن معرفة شخصيتنا وفهمها يمكن أن يطور من مهاراتنا التي تساعدنا في مختلف مجالات حياتنا، إضافة إلى القدرة على التعامل مع الاختلافات فيما بيننا. فكانت البدايات عند اكتشاف أبقراط للنظرية الشخصية التي أدرك من خلالها أنه يمكنُ تقسيمُ البشر إلى أربع فئاتٍ حسب المزاج، وطوَّرَ لاحقًا ديفيد كيرسي مفهومَه عن النظرية الشخصية، وأكَّد أنها منهجية تسعى إلى مساعدة الناس على فهم السلوك البشري والسماح لهم بالتعرف إلى الاختلافات في الآخرين وقبولها وتعلمها.

وفي السنوات الأخيرة؛ حاولت أساليب مختلفة جعلَ النظرية الشخصية متاحةً ومفيدةً خارج نطاق علماء النفس والاختصاصيين النفسيين من خلال الألوان الحقيقية (Real Colors)، التي تُعَدُّ أداةَ تقييم حقيقية ومفهومة وسهلة التطبيق في حياتنا اليومية، إضافة إلى أنَّها توفر فهمًا أفضلَ لأنماط التعلم والتعليم والتواصل.

تُمكِّنُ الألوانُ الحقيقية الشخصَ من اكتشاف نقاط قوته إضافة إلى تعرُّفهِ نقاطَ قوة الآخرين، وهذا يساعده  على بناء علاقات فورية مع الناس، وتعلُّمِ طرائقَ أكثر فعالية للتواصل معهم. ومن المهم أيضًا أنه يصبح أكثر قدرة على الاستماع لما يقوله الآخرون وتقبل وجهات نظرهم. 

تعتمد الألوان الحقيقية على أربعة ألوان أساسية، وهي: الذهبي والأخضر والبرتقالي والأزرق.

أن تكونَ من مُحبّي اللون الذهبي يعني أنك شخصٌ مخلص وجدير بالثقة يمكن الاعتماد عليه، ويسعى إلى تحقيق القيم التقليدية ويثق بالسلطة والتقاليد، ويلاحظ ويتذكر الحقائق مثل التوجيهات والتعليمات، وهو دقيق جدًّا في مواعيده يحاول دائمًا الوفاء بها؛ فالوقت مهم جدًّا له، إضافةً إلى أنه يملك القدرة على إدارة الوقت وتحديد الأولويات والعمل بكفاءة، ويسعى دائمًا إلى تحقيق التوازن في أموره، وأن يكونَ كلُّ شيء في مساره الصحيح، وهذا ما يساعده على تنظيم الأمور المالية، إذ إِنّه يُعَدُّ من المحظوظين. ولذلك فإنًّ محبّي اللون الذهبي هم أشخاصٌ منظمون جدًّا، ويدركون كيفية إنجاز الأمور المُوكَلة إليهم بالطريقة الصحيحة، ولهم قدرة عالية على تحمل المسؤوليات، فلديهم مهارةٌ عالية في القيادة والتنظيم، وهم يؤمنون بأنَّ العملَ أهمُّ من اللهو وهذا تؤكده سماتهم السابقة، وفيما يخصُّ حياتَهم العاطفية فهم يؤمنون بالرؤية التقليدية للحب والزواج من أجل بناء علاقة طويلة.

يراه الآخرون شخصًا جامدًا ومملًّا، عنيدًا ومتسلطًا واستبداديًّا، لا يملك خيالًا وأفعالُه مُتوقَّعة، إضافة إلى أنَّه من الأشخاص الذين يسببون الإحباط للآخرين عندما يعملون ساعاتٍ طويلة، ويخططون لكل شيء مع سرعة في الحكم وهوسٍ بالسيطرة والتسلط.

أما شخصيةُ مُحبّي اللون الأخضر فتميل لأَن تكون مثالية؛ فهم أشخاصٌ فضوليون وعمليُّون وموضوعيّون ومبتكرون على الرغم من أنهم غير عاطفيين، وهم أشخاص صعبٌ مراسهم يكرهون الشعور بعدم الكفاءة؛ ما يدفعهم إلى طرح العديد من الأسئلة والبحث عن المعرفة واكتشاف التفسيرات والحقائق. وهم يملكون مخزونًا واسعًا من المفردات تساعدهم على دخول نقاشات عديدة، وفي كثير من الأحيان؛ يستغرقون وقتًا لإعطاء الأجوبة لأنَّهم يرفضون إعطاء أجوبة خاطئة. وتؤهّلهم هذه السمات ليكونوا باحثين جيدين، وهم يعتقدون أنَّ العمل ما هو إلّا لعبةٌ، ويستمتعون بالتحدّيات التي تواجههم، ويسعون إلى إيجاد طرائق جديدة لإنجاز الأعمال الروتينية، لذلك من المهم في أثناء العمل معهم التعرف إلى قدراتهم وأفكارهم، إضافة إلى منحهم فرصًا للتعلم وتطوير مهاراتهم المنطقية والعلمية. وفي الحب أيضًا يفضلون استخدام عقلهم أوَّلًا ثم يدعون القلب يملي عليهم، إضافة إلى أنَّ لديهم صعوبةً في التعبير عن مشاعرهم. 

في بعض الأحيان يراهم الآخرون عديمي الشفقة ومتحكمين بمشاعرهم أو لا يهتمون بمشاعر الآخرين، ويعتقدون أنَّهم متكبرون وغريبو الأطوار وغير واقعيين، وقد يشعر الآخرون بالإحباط منهم عندما يعيشون معهم في المستقبل، ويكثرون من الكلام إضافة إلى انتقاداتهم لغيرهم بطريقة قاسية. 

قد يكون من الممتع أن تكتشف شخصيتك وتفهمها لتركز على نقاط قوتك وتعززها، وسنعرض في الجزء الثاني من المقال سمات الألوان المتبقية.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا