هل استهلاك كمية زائدة من السكر يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي؟

حقيقة أم خرافة؟

"إن استهلاك كثير من السكر يزيد خطر إصابتي بسرطان الثدي".

الإجابة:

يمكن عدُّ الفكرة السابقة -بقطعيَّتها- خرافةً شائعةً ارتبطت بأذهان كثيرين بأنواع السرطانات كافة، ومنها سرطان الثدي.

تستخدم كلٌّ من الخلايا السرطانية والسليمة السكر وقودًا لها، وعلى الرغم من أنَّ استهلاك الخلية السرطانية للسكر أسرع من الخلايا الطبيعية؛ إلا أنه لم يتبيَّن وجود أي دليل يُؤكِّد علاقة استهلاك السكر الزائد بإحداث التسرطن؛ إذ تحرَّت إحدى الدراسات -التي شملت عينة مؤلفة من 148,767 امرأة- علاقة السكر والكربوهيدرات بخطر الإصابة بسرطان الثدي؛ فأبدت النتائج عدمَ وجود أية علاقة تُذكَر بينهما. ولكن بحسب دراسةٍ أخرى؛ لوحظ وجود علاقة بين استهلاك الأطعمة الحاوية على السكر المُعالج (خصوصًا الحلويات) وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ وفُسِّرت تلك النتائج على أنَّ ذلك الاستهلاك الزائد من هذه الأطعمة يُسبِّب زيادةً في مستوى سكَّر الدم، ومنه زيادة في الأنسولين؛ إذ يعدُّ فرطُ أنسولين الدم عاملَ خطورة مؤهِّب للإصابة بسرطان الثدي نتيجة تحفيز النمو الورمي، فقد تكون المستويات المرتفعة (المزمنة) من الأنسولين إحدى السبل المرتبطة بتوازن الطاقة والتنشُّؤ الخبيث في الثدي.

بقيت النتائج والدراسات في هذا المجال متناقضة بعض الشيء؛ فقد كان يكمن موطئ الاختلاف بين النتائج في كيفية تصنيف استهلاك السكر؛ ولكن تبيَّن فيما بعد أن الدراسات التي ركَّزت فقط على استهلاك الحلويات قد أبدت علاقة إيجابية بين استهلاك تلك السكريات وخطر الإصابة بسرطان الثدي، في حين أبدت نظيراتها من الدراسات التي ركَّزت على السلوك الغذائي العام المتضمن استهلاكًا عاليًا من السكر على اختلاف مصادره علاقةً ضعيفةً بخطر الإصابة؛ مما يعني ضرورة إجراء دراسات أخرى لتحرِّي تلك العلاقة. 

لكن مما لا لبس فيه أنَّ استهلاك كمية زائدة من السكر تؤدي إلى زيادة الوزن، وهي التي تعدُّ عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي، إضافة إلى ذلك؛ ربطت بعض الدراسات بين داء السكري والخطر العالي للإصابة بالأنماط الأكثر عدوانية من سرطان الثدي، ولكن من غير المثبت بعد إن كانت هذه العلاقة ناتجة عن نزعة مرضى السكري للبدانة أم أنها ناتجة عن المستويات العالية من سكر الدم لديهم. 

مهما كانت نتائج الدراسات المستقبلية التي من شأنها تحرِّي تلك العلاقة الغامضة؛ فمن السليم اتخاذ إجراءات صحية في الغذاء؛ مثل تخفيف الحلويات والمشروبات المحلاة والأطعمة المُعالَجة التي تحوي سكريات، مع الانتباه إلى الملصقات والبطاقات المرفقة مع الأطعمة التي قد لا تصرِّح عن نسبة السكر المحتواة فيها، وأيضًا يعدُّ كلٌّ من النشاط الجسدي المعتدل والمحافظة على وزن صحي عاملَين مهمَّين للوقاية من سرطان الثدي.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا