الطب > ‏معلومة سريعة‬

سلسلة مضادات استطباب الطيران: الطيران مع فقر الدم المنجلي

يعدّ فقر الدم المنجلي من أكثر الأمراض الوراثية شيوعًا؛ إذ يَنتج عن طفرات متنحية في الصبغيات الجسدية تؤدي إلى اضطراب في خضاب الكريات الحمراء، وهو أكثر شيوعًا لدى الأفراد من سلالات إفريقية وهندية. إنَّ مصطلح المرض يدلُّ على مجموعة من الأعراض السريرية الناتجة عن شذوذات في خضاب الكريات الحمر وتشكُّل الخضاب المنجلي S إذ يشوّه وجود هذا الخضاب في الكرية الحمراء شكلَها ويجعلُها شبيهةً بالمنجل ممَّا يجعل هذا الشكل الطافر مسؤولًا عن العديد من درجاتٍ مختلفة من الانحلال الدموي، وتسدُّ هذه الكريات الشاذة الأوعية الدموية الصغيرة ممَّا ينجم عنه احتشاءات مؤلِمة عديدة في أنحاء الجسم.

ولمّا كانت وراثةُ المرض متنحيةً؛ فإمَّا أن يكونَ الشخص حاملًا لمورثتين طافرتيَن (متماثل اللواقح) مما يؤدي إلى إصابته بالمرض، وإمّا أن يكونَ حاملًا لمورثة طافرة (متخالف اللواقح)؛ أي يورث الطفرة لأولاده، ويكون هؤلاء الأشخاص عمومًا غير عرضيين، لكن تظهر أعراض المرض لديهم عند نقص الأكسجة الشديد.

إنَّ السفر بالطائرة مرتبط بالعديد من العوامل المُطلِقة لنوبات المرض لدى المسافرين المصابين، منها الشدة  والتعب والتجفاف والضغط المطبق على جسم المسافر عند وضع حزام الأمان والجلوس المُطوَّل في الرحلات الطويلة، إضافةً إلى اختلاف الضغط على الطائرة؛ المرتبطِ بانخفاض ضغط الأكسجين الشرياني (PaO2) في الارتفاعات العالية (3050 متر).

وعلى الرغم من عدم وجود أي خطر على الأشخاص غير العرضيين (الحاملين لمورثة طافرة واحدة) عند السفر بالطائرة؛ فقد بُلِّغ عن عدة حالات منفردة قليلة لأفرادٍ عانوا احتشاءَ طحال خلال سفرهم على ارتفاع عالٍ على متن طائرةٍ غير محكمة الضغط، ومع أنَّ الطائرات التجارية الحديثة أصبحت محكمة الضغط  فقد بُلِّغَ عن حالات شبيهة بما سبق أيضًا، وتختلف شدة النوبات والأعراض باختلاف تركيز الخضاب المنجلي لدى المرضى، إذ يحمل غير العرضيين تركيزًا أقلَّ من الخضاب المنجلي.

يوجدُ طيفٌ واسع من أنماط فقر الدم المنجلي، إلَّا أنَّ أكثرها خطورة على المرضى خلال سفرهم بالطائرة  هي تمنجل الكريات الحمراء من نمط هيموغلوبين (C) والثلاسيميا المنجلية نمط (+B)، إذ يُمنَع المرضى المصابون بأنماط فقر الدم المنجلي هذه من السفر بسبب حدوث تضخم الطحال واحتشائه، ونوبةِ ألمٍ بسبب تضيق الأوعية الدموية بسبب العوامل التي ذُكرت آنفًا.

وفي دراسةٍ لعدد كبير من حالات الداء المنجلي تبيَّنَ أنَّ حالات نقص الأكسجة في أثناء الطيران نادرةُ الحدوث في أيامنا هذه، باستثناء مرضى المنجلي المصابين بأمراض رئوية مُسبِّبة بالأصل نقصَ أوكسجين لديهم، أو مرضى المنجلي الذين يتلقون الأوكسجين أساسًا في المنزل.

ويجب أن يطلب المرضى المصابون بالداء المنجلي (SCD) دعمًا بالأوكسجين على متن الطائرة عند شعورهم بأي ضيق تنفسي.

وفي النهاية؛ سواء أكان المُسافر حاملًا أيَّ نمطٍ من أنماط فقر الدم المنجلي أم مصابًا به -ويتضمن ذلك طاقم الطائرة لا المسافرين فحسب- يجبُ عليه استشارة الطبيب قبل السفر للخضوع للفحوصات الضرورية لتقييم حالته واتخاذ الإجراءات المناسبة، وذلك ليس بسبب كلٍّ من نقص الأكسجة على الطائرة وانخفاض الضغط فحسب، بل بسبب خطورة الأمراض المعدية واختلاف الطقس عند سفر المريض من بلد لآخر أيضًا، ويُنصَح المسافرون عند سفرهم بالاسترخاء وشرب كثيرٍ من السوائل والتحرُّكِ والمشي في ردهة الطائرة لتخفيض خطر الخثرات، إذ يُعَدُّ تمنجل الدم بحدّ ذاته عاملًا مخثرًا.

المصادر:

1-هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا