الطبيعة والعلوم البيئية > ورقو الأخضر شهر أيلول

قلب واحد؛ شجرة واحدة

في 29 من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2015؛ أُنير برجُ إيفل بأضواء خضراء محوِّلةً إياه إلى غابة افتراضية مُشِعَّة مدة خمس ليالٍ متتالية في مدينة الأضواء باريس، وبوصفه جزءًا من مؤتمر الأمم المتحدة COP21؛ أُعلِنَ عن مشروع (قلب واحد، شجرة واحدة) (1HEART 1TREE).

افتتحت الفنانة نزيهة مستاوي المشروعَ بالتزامن مع مؤتمر الأمم المتحدة المُنعقِد في باريس عن التغيُّر المناخي، واستهدفت برجَ إيفل تحديدًا وعدة معالم أثرية أخرى في المدينة لإبراز وجوب أن تكون الطبيعة في قلب قضايانا الثقافية، يُعزِّز مشروعُ الفن التفاعلي هذا صيتَ مدينة باريس بأنها مدينة الأضواء، وشَهِدَ هذا الحدث 1.4 مليون شخص، ونتيجةً لذلك؛ زُرِعت أكثر من 100.000 شجرة عبر برامج إعادة التحريج (إعادة تشجير الغابات).

كيف يعمل المشروع؟

أُطلِقَ تطبيقٌ للهواتف الذكية يسمح للمشاركين باختيار شجرة يودُّون زرعها مع تخصيص رسالة، وتحمل هذه الرسالة اسمَ الشخص أو رسالةً شخصيةً تظهر مع الشجرة الافتراضية؛ مما خلق ارتباطًا بين المواطن وبين خطر إزالة الغابات، وفي أثناء اختيار الشجرة؛ يضع المشارِك بصمةَ إصبعه على كاميرا الهاتف ليعمل التطبيق على التقاط نبضات قلبه، وتظهر الأشجارُ الافتراضيةُ على برج إيفل على شكلٍ ثلاثي الأبعاد؛ مما يؤدي إلى إنشاء غابة افتراضية كل ليلة، ومن ثمَّ تُزرَع شجرة حقيقية مقابل كل شجرة افتراضية في واحد من سبعة برامج لإعادة التحريج في جميع أنحاء العالم؛ الأمر الذي يؤدي إلى نتائج بيئية واجتماعية طويلة الأمد، ويحصل المشارِك على موعد لمشاهدة شجرته تنمو إما مباشرةً أمام النصب وإما عبر بث مباشر على هاتفه، وكل شخص يحصل على فيديو لشجرته الافتراضية التي تحمل اسمه أو رسالته الشخصية، وبعد ثلاث سنوات تالية؛ بإمكانه متابعة شجرته أو غابته واقعيًّا وهي تنمو، وبإمكان المشاركين التبرع مباشرةً عبر موقع المشروع نفسه: هنا;

استلهمت الفنانة نزيهة مستاوي فكرةَ مشروعها من زيارتها للأمازون ومشاهدتها الارتباط الوثيق بين قبائل المنطقة وبين الطبيعة؛ إذ بنظرهم كل شجرة هي كائن حي آخر. وترى نزيهة مستاوي أن التكنولوجيا تُعرَّف بالطريقة التي نستخدمها فيها، وأن علاقتنا بالطبيعة غالبًا محدودة نتيجة ضعف الإمكانيات والأدوات، وأن الفن -قبل كل شيء- يُعنى بجمع الناس على تحفيز خيالهم وتوسيع فضاء الاحتمالات لديهم، وعبر هذا المزج أصبح لدينا طريقة تمكِّننا من استرداد مسؤوليتنا تجاه البيئة.

المصادر:

[1] هنا

[2] هنا

[3] هنا