الهندسة والآليات > الروبوتات

الروبوتات أطباء المستقبل

لا يخفى على أحد ريادة اليابان في المجال التكنولوجي وخصوصًا في مضمار الروبوتات والذكاء الصنعي، هذه المرة الصين أيضًا دخلت مجال المنافسة، فغزت الروبوتات الطبيبة كل من البلدين بأشكال مختلفة ومهام متفاوتة الصعوبة والدقة، من حمل ونقل المرضى إلى إجراء عمليات الفحص الدورية وحتى مجالسة العجزة والمسنين والترفيه عنهم.

في اليابان؛ ومع تزايد أعداد العجزة كبار السن وعدم وجود طاقم طبي بشري مؤهل بالعدد الكافي لخدمتهم، ظهرت الحاجة لإيجاد البدائل المتمثلة بـ الروبوتات والذكاء الصنعي.

إذ صمم المهندسون في مخابر Riken and Sumitomo Riko (الدب الروبوتي Robotic Bear) وهو روبوت قادر على حمل المرضى ونقلهم من وإلى كرسي متحرك أو من وضعية الوقوف إلى التمدد وبالعكس، وذلك لمساعدة الأطباء في المشافي والمراكز الطبية المكتظة. وهناك أيضًا العديد من الروبوتات اليابانية بتسميات مختلفة تؤدي مهام متنوعة لمساعدة الأطباء والمرضى وتسهيل معالجتهم. مثل (الروبوت بارو  Robot Paro) فهو مخصص للترفيه عن كبار السن والعجزة، والتقرب من المرضى الخجولين لخلق جو من الألفة وإزالة التوتر. 

أما في الصين؛ على عكس اليابان فالحاجة للروبوتات الطبيبة برزت بسبب الأعداد الكبيرة من الأطفال وليس كبار السن، إذ وزّعت شركة (WALKLAKE  والكليك) روبوتات الصحة على أكثر من 2000 مدرسة تحضيرية للأطفال في الصين، تفحص هذه الروبوتات بعض أعضاء الأطفال كالرأس واليدين بواسطة كاميرات مخصصة للتصوير وذلك لتحديد وجود حالات مرضية أم لا عن طريق الصور، وتستهلك هذه العملية مدة ثلاث ثواني تقريبًا لتحديد وجود مشكلة صحية أم لا، ثم تُرسل هذه الصور إلى طبيب بشري مختص لاتخاذ القرار النهائي.

تُستخدم هذه الروبوتات التي يبلغ طول كل منها 100 cm منذ 2017 في المدارس التحضيرية الصينية للفحص الطبي لأطفال تتراوح أعمارهم بين الثانية والسادسة، إذ يحتوي الروبوت على ميزان حرارة وكاميرات تبحث عن الأمراض الشائعة مثل التهاب الملتحمة والحمى وأمراض الفم وغير ذلك، وفي حال اكتشف أو شكك بوجود عارض صحي ما (إحمرار العينين، طفح جلدي، تقرحات بالفم...) فإنه يحيل الطفل إلى الطبيب البشري فورًا.

أما حاليًا؛ فيستخدم الروبوت الطبيب الصيني في محاولةٍ للحد من انتشار الأمراض في المدارس، إذ يقدم تقارير طبية يومية عن حالة الأطفال الصحية العامة، كما يمكنها ايضًا إرسال هذه التقارير إلى الأهل أو الاحتفاظ بها على الانترنت.

تقول الشركة المصنعة أنه من الممكن أيضًا توكيل الروبوتات بمهمات إضافية كإنشاء قاعدة بيانات تحتفظ بصور أهالي الأطفال أو الأشخاص المسؤولين عن إيصالهم من وإلى المدرسة، وذلك لمضاعفة العوامل الأمنية لحماية الأطفال من محاولات الاختطاف أو الاعتداءات.

على الرغم من نجاح تجربة الروبوت الطبيب في الصين إلا أن الخبراء في المملكة المتحدة يتخوفون من تطبيق نموذج مماثل، الدكتور ستيفن هيوز Dr Stephen Hughes عضو في مجموعة أبحاث الأجهزة الطبية والتكنولوجيا في جامعة أنجليا روسكين Anglia Ruskin University يقول مشككًا حول إمكانية تعميم التجربة الصينية: "أظن أن معظم الأهالي في بريطانيا سيتعاملون مع هذه الآلات بقلق".

ويضيف إلى ذلك مبررًا نجاح التجربة الصينية:

"هناك اختلافات ثقافية واضحة، مفروض على الأباء في الصين قبول الرقابة الحكومية، لكن هل لدى عامة الشعب من البريطانيين  ثقة كافية في النظام لكي يتقبلوا هذه التقنية؟".

من المرجح جدًا البدء بإدخال الذكاء الصنعي إلى المجال الطبي بشكل سريع وعلى مقياس عالمي، وقد يكون لذلك إيجابيات ومساوئ على حد سواء، من المساوئ مثلًا إمكانية القرصنة الالكترونية لبرامج الذكاء الصنعي والوصول إلى قواعد بيانات حساسة أو خاصة.

وعلى الرغم من جميع هذه العوامل والآراء ما تزال القدرة الروبوتية اليوم غير قادرة على منافسة قدرة الممرض أو الطبيب البشري (أو هذا ما نعتقده)، فقدرة البشر على تمييز المشاعر والتعاطف  والتعرف إلى الأحاسيس تفوق بشكل كبير قدرات الذكاء الصنعي والروبوتات، وهذه العوامل هي ما يضمن التفوق البشري في هذا المجال.

شاركنا رأيك في التعليقات، هل ترى أن مثل هذه الخطوات ضرورية لمكافحة انتشار الأمراض ودعم الأطباء والممرضين في أعمالهم؟ أم أن لها أبعاد أخرى تتجاوز المنفعة الصحية؟

هل سنصل لمرحلة الاستغناء عن الخدمات الطبية المقدمة من البشر؟

المصادر:

1- هنا

2- هنا