ما علاقة ڤيروس الورم الحليمي البشري بسرطان الفم والمستقيم؟

يرتبط ڤيروس الورم الحليمي البشري (HPV) بالإصابة بعدة أنواع من السرطانات.

نشرح هنا بعضَ أنواعها المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري، وما هي علاقة هذا الفيروس بالسرطان، وكيفية حماية نفسك وأحبائك من السرطانات المرتبطة بالڤيروس..

ما هو ڤيروس الورم الحليمي البشري (HPV)؟ وكيف ينتقل؟

هو الڤيروس المسبِّب لأكثر الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس، لهُ قرابة مئة نوع؛ أربعون منها تنتشر بواسطة الاتصال الجنسي غير المحمي، ومن بينها الجنس الفموي.

ينتقل ال(HPV) عن طريق الجلد؛ إذ يمكنه الانتقال بواسطة أنماط العلاقة الجنسية جميعها، بما فيها المداعبة.

ما هي العلاقة بين فيروس الورم الحليمي البشري والسرطان؟

إنَّ 5% من السرطانات المنتشرة في أنحاء العالم سببها ڤيروسُ الورم الحليمي البشري، وترتبط معظم هذه السرطانات بنوعين من الفيروس: النوع 16، والنوع 18.

ويُعدُّ النوع 16 شديدَ الخطورة؛ أي احتمالية تحوُّلهِ إلى سرطان كبيرة جدًّا، مُختلفًا عن باقي الأنواع التي من الممكن لمناعتنا تحطيمُها عفويًّا.

ما هي السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري؟

يسبِّب فيروس الورم الحليمي البشري سرطانَ الشرج وسرطان عنق الرحم بنسبة (91%)، وسرطان الفم والبلعوم (70%)، وسرطان المهبل (75%)، وسرطان الفرج (69%)، وسرطان القضيب (63%).

إذ كشفت الدراسةُ للحمض النووي الخاص بفيروس الورم الحليمي البشري عن علاقته الوثيقة بسرطان جوف الفم، وقدمت مؤسسةُ السرطان العالمية تقاريرًا عن تزايد حالات الإصابة بسرطان الشرج وسرطان جوف الفم المتعلِّق بفيروس الورم الحليمي البشري.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC)؛ يُشخَّص سنويًّا ما يقارب 42700 شخصٍ مصاب بسرطان متعلِّق بهذا الڤيروس.

ما هو سرطان الفم والبلعوم، وماهي أعراضه؟

يعاني 10% من الرجال و3.6% من النساء الـ(HPV) المنتقل فمويًّا، وتزداد خطورة الإصابة به مع التقدُّم في العمر. ويظهر ڤيروس الورم الحليمي البشري عند معظم المصابين في غضون عام أو اثنين، في حين يبقى عند معظمهم وقتًا أطول.

يُصيب ڤيروس الورم الحليمي البشري الفمَ مُحدثًا سرطان به (بما في ذلك قاعدة اللسان واللوزتين) بما تظهر من أعراض مثل التهابات حلق طويلة الأمد، وآلام في الأذن والبلعوم، وبحة، وتضخُّم في العقد اللمفاوية، وفقدان وزن غير مبرر. ويعتقد الأطباء في أمريكا أنَّ ٧٠٪؜ من سرطانات الفم سببها ال(HPV).

يستغرق تحوُّل ال(HPV) إلى سرطان سنواتٍ عديدة، ومن غير المؤكَّد ما إذا كان قادرًا وحده على إحداث سرطان الفم والبلعوم، أو يلزم تضافرُ عوامل أخرى (مثل التدخين أو مضغ التبغ) لتتفاعل مع ال(HPV) مُحدثةً السرطانات.  

ما هو سرطان المستقيم، وما هي أعراضه؟ 

يُعدُّ ڤيروس الورم الحليمي البشري من الأسباب الرئيسية لسرطان المستقيم؛ إذ يصاب به الإنسان عن طريق الجنس الشرجي، ولكن يمكنه الانتقال عن طريق الأعضاء التناسلية المصابة الأخرى (كالمهبل عند الإناث/ والقضيب عند الذكور).

يعاني المريضُ المصاب بسرطان المستقيم طيفًا واسعًا من الأعراض التي لا تظهر في المرحلة الأولى، وتشمل أكثرُ الأعراض شيوعًا: ألمًا وحكة في المنطقة المحيطة بالشرج، وإفرازاتٍ من فتحة الشرج، والشعورَ بالحاجة المستمرة إلى الذهاب إلى الحمام.

كيف يمكن تجنُّب الإصابة بسرطان الفم والمستقيم المتعلِّق بڤيروس الورم الحليمي البشري؟

- طُوِّر لقاحٌ يحمي من أنواع ڤيروس الورم الحليمي البشري التي تسبِّب سرطانَ الفم والبلعوم، ومن ثمَّ قد تمنع حدوثَه، لكن هذه الدراسات لم تنتهِ بعد.

- إنَّ الاستخدام الجيد للواقي الذكري (خصوصًا في حالة سرطان المستقيم)، إضافة إلى حواجز الأسنان (dental dams) تقلِّل فرصَ انتقال ڤيروس الورم الحليمي البشري من شخص إلى آخر، لكن في حال وجود إنتانات؛ يمكن للأماكن المكشوفة نقلُ المرض.

إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بال(ـHPV) أو كنت تعاني إحدى أعراض سرطان الفم أو المستقيم؛ راجع الطبيب فورًا. فالتشخيص المبكر للسرطان يساعد على تحسين النتائج؛ إذ يمكن علاج الأورام الصغيرة على نحو أكثر فعالية، وأقل تأثيرات جانبية.

المصادر: 

1- هنا

2- هنا

3- هنا