الكيمياء والصيدلة > صيدلة سريرية

الألم المزمن عند كبار السن

يُعرف الألم بأنه تجربةٌ حسية عاطفية غير سارّة، مرتبطة بتلف فعلي أو محتمل للأنسجة، وقد وجدت بعض الأبحاث أنّ أكثر من 50% من كبار السن يعانون الألم المزمن، الذي -على الرّغم من عدم وجود تعريف مقبول عالمياً له- يعرف غالباً أنه الألم المستمر مدة أطول من الوقت المتوقع للشفاء، والمقدر بـ 12 أسبوعاً عادة.

يعدّ الألم المزمن من أكثر الحالات التي يواجهها مقدمو الرعاية الصحّيّة شيوعاً، خاصة لدى كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاماً.

ويتعرّض كبار السّن الذين يعانون ألماً مزمناً غير مُعالَج إلى عواقب صحيّة كالاكتئاب والقلق وانخفاض القدرة على الحركة واضطرابات النوم، إضافة إلى عدد من المخاطر الصحية الأخرى، وقد تتطور آثاره السلبيّة فلا تقتصر على المريض نفسه فحسب؛ بسبب العزلة الاجتماعيّة التي قد يعانيها. 

ومن المتوقّع أن ترتفعَ معدّلات انتشار الألم المزمن؛ ففي عام 2035 سيصبحُ قرابة ربع سكّان الاتحاد الأوروبي في عمر 65 سنة فما فوق؛ الأمر الّذي سيزيد تأثير الألم المزمن لدى هذه الفئة في الصحة العامة؛ مما زاد بدوره أهميّة مواجهة هذا الألم والتخفيف منه.

ولكن توجد عوائق عديدة تحدُّ من عملية التخلص من الألم لدى كبار السن؛ لعلّ أهمها خوف المرضى من الإدمان على الأدوية، وامتناعهم عن طلب العلاج، أو الاعتقاد بأن الألم ظاهرة طبيعية في الشيخوخة.

وفي مسح أُجري في الولايات المتّحدة شمل 7601 شخص؛ أفاد 52.8% أنّهم عانوا الألم المزمن في الشهر السابق للمسح، وقد ارتبطت عوامل عدة بارتفاع خطر الإصابة بالألم المزمن منها التقدّم في العمر، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والسمنة والتدخين وعوامل الإصابات السابقة والصدمات النفسية في فترة الطفولة والاكتئاب والقلق وغيرها، فضلاً عن الإناث وهن أكثر عرضة للإصابة من الذكور.

وتعتمدُ بروتوكولات تخفيف الألم عند كبار السّن على البدء باستخدام الطرائق غير الدوائيّة والمسكّنات غير الأفيونيّة، وفي حال عدم فعاليّة هذه الطرائق يمكن النّظر إلى إمكانيّة استخدام المسكّنات الأفيونيّة بأدنى جرعة ممكنة، ثمّ معايرة الجرعة للوصول إلى تخفيف فعّال للألم اعتماداً على شدّة الألم وتأثيره في الحالة الوظيفيّة والمدّة المتوقّعة للألم وموافقة المريض وأسرته على منهجيّة العلاج، مع الانتباه لتدبير التأثيرات غير المرغوبة لهذه المسكّنات.

ويزداد تعقيد المنهجيّة المتّبعة للتخلّص من الألم المزمن اعتماداً على أمور عدة؛ منها التغيّرات الفيزيولوجيّة المرتبطة بالعمر؛ فهي تغيّر امتصاص الأدوية وتنقص الإطراح الكلوي، وغيرها من العوامل كأمراض الرئة والقلب والأوعية الدموية.

وتبين في توصيات وإرشادات تخص العلاجات الدوائيّة المخففة للألم لدى كبار السّن في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية أنّ استخدام مشاركات دوائيّة مخفّفة للألم يعزز الفعاليّة الحاصلة ويخفّف السمية مقارنةً باستعمال دواء وحيد بجرعات مرتفعة.

وتبيّن هذه التوصيات عدداً من مستويات الأمان وعوامل الخطر لعدد من الأدوية المستخدمة لتسكين الألم لدى كبار السّن؛ نذكر منها:

- الباراسيتامول (Paracetamol) الذي يستخدم للألم الخفيف إلى متوسط الشدة.

- مضادّات الالتهاب غير الستيروئيديّة الفمويّة (NSAIDs) تستخدم لأقصر مدّة ممكنة عند فشل العلاجات الأخرى.

- الترامادول (Tramadol) الّذي يستخدم أحياناً عند المرضى غير المستجيبين للباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.

- المواد الأفيونيّة (Opioids) التي تستخدم للألم المعتدل والشديد.

 

المصادر:

هنا

هنا