الطبيعة والعلوم البيئية > ورقو الأخضر شهر أيلول

مَحميَّة الشوح والأرز - صلنفة

تعدُّ مَحميَّة الأرز والشوح مثالاً على مواقع التراث الطبيعي، وقد أُعلنَت منطقةً مَحميَّةً بيئيةً حراجيةً وغاباتٍ ذات طابع علمي تدريبي مع استغلال سياحي مدروس، منذ 22 تموز (يوليو) 1996 بقرار من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي السورية؛ وذلك بهدف المحافظة على الأنواع الحيَّة الرئيسة في المحمية، إضافة إلى استغلالها أغراض البحث العلمي والسياحة البيئية، وتأمين مصادر دخلٍ للسكان المحليين دون تعريض مكوِّنات الموقع لخطر التدهور والانقراض، وقد بُدِئ بتنفيذها عام 2002 م. 

تقع غابة الشوح والأرز في الجزء الشمالي من سلسلة الجبال الساحلية السورية على السفحَين الغربي والشرقي لِقمَّة جبل النبي متى (أعلى قمَّة في الجبال الساحلية التابعة إلى ناحية صلنفة في محافظة اللاذقية)، وهي منطقة جبلية عالية يحدُّها من الشمال طريقُ (صلنفة - محطة البث - الغاب)، ومن الجنوب (المنطقة العقارية وأبراج)، ومن الغرب طريق عام (صلنفة - جوبة برغال)، ومن الشرق (المنطقة العقارية وجورين والريحانة)، ويتراوح ارتفاعها بين 1100 م إلى 1562 م عن سطح البحر.

وصف المَحميَّة:

تقعُ المَحميَّة ضمن الغابات المتوسطية في سورية، وهي مؤلفة من قرابة 1000 هكتار من غابات الأرز على السفح الشرقي وبضع هكتارات من غابات الشوح على السفح الغربي، ولا تتجاوز التغطيةُ النباتيةُ الشجريةُ 40-50% من المساحة الكلية، وهي منطقة جبلية تتوزع على عدة جبال وهضاب وتلال تبلغ مساحتها الإجمالية 1.350 هكتار، وهناك  اقتراح للتوسع بها إلى 20.000 هكتار، ويمكن تقسيمها إلى 13 منطقة متجانسة:

9 مناطق في غابة الشوح، و3 مناطق في غابة الأرز، ومنطقة واحدة مختلطة من الشوح والأرز.

الأنواع النباتية والحيوانية في المَحميَّة:

· الأنواع النباتية:

عُثِر في المحمية على الكثير من الأنواع النباتية الجديدة التي لم يكن يُعرف بوجودها في الفلورا السورية؛ أبرزها: اللوز الشائع، والخوخ الزاحف والسفندر التزييني، ليُصبح مجموع عدد الأنواع النباتية الموجودة في المَحميَّة 142 نوع نباتي -بحسب بيانات 2006- موزَّعة على 107 أجناس و50 فصيلة نباتية، وهذا يشكل قرابة 11،88% من الأجناس النباتية، و38،46 % من الفصائل النباتية الموجودة في سورية، ويوجد في المنطقة 53 نوعاً خشبياً، و89 نوعاً من الأعشاب، إضافة إلى العديد من الأنواع النادرة والمهدَّدة بالانقراض.

ويُضاف إلى هذا التنوع النباتي العديدُ من الأنواع السحلبية والتريديات النادرة والمهددة والفطريات المتنوعة والعديد من الأصول الوراثية للأشجار المثمرة من الأجاص البري والتفاح البري والمَحلب والزعرور وخوخ الدب إضافة إلى العديد من الأنواع العشبية الأخرى.

وأيضًا تضمُّ المَحميَّة غابات من أشجار العذر واللزاب والشوح والأرز والبلوط والشربين.

· الأنواع الحيوانية:

يُقدَّر عدد أنواع الكائنات الحيوانية الحية في مَحميَّة الشوح والأرز بأكثر من 94 نوعاً؛ منها:

حيوانات من مختلف صفوف الفقاريات والثدييات؛ منها: الذئب، الثعلب، الضبع، الأرنب البري، السنجاب، الغزال الجبلي، الأيل الأسمر، إضافة إلى الخنزير البري وفأر الغابات والخلد والقنفذ وأنواع أخرى عديدة. وقد كانت محمية الشوح موئلاً للعديد من الأنواع التي واجهت الانقراض كالنمر السوري والدب البني السوري الذي اختفى ويُجرى العمل على إعادته إلى المحمية.

ومن الطيور: الشحرور، أبو الحن، العصفور الدوري، الغراب الأبقع، أبو زريق، العصفور الخضيري، الغراب الزيتوني، النسر الأقرع، إضافة إلى الحجل وباشق العصافير والسقراق والبومة الصغيرة النادرة أم قويق.

· المحمية بوصفها مشروعاً سياحياً:

يمكن زيارة مَحميَّة الشوح والأرز للتمتع بمناظرها ومشاهدة حيواناتها، ثم إنه يمكن الصعود إلى قمتها والتمتع بإطلالتها على القرى الريفية والمصايف المجاورة مثل عين البيضاء والبارد وباب جنة؛ وهي قرى جميلة تحوي ينابيع مياه عديدة، وهناك قريتا جب الغار وجب الشوح. ويُشارك السكانُ المحليون لهذه القرى بالمَحميَّة وحمايتها. وتقدِّم القرى المجاورة للمَحميَّة (صلنفة مثلاً) الخدمات الترفيهية كالمطاعم والمنتزهات للزائر.

المصدر:

مديرية الزراعة في اللاذقية

دائرة حراج اللاذقية

مصدر الصور:

أرشيف المهندس أحمد شباني