الطبيعة والعلوم البيئية > ورقو الأخضر شهر أيلول

تأثير البيئة في الصحة النفسية

تُعرّف الصحة حسب منظمة الصحة العالمية إلى أنها حالة من التعافي التام جسديًّا وعقليًّا واجتماعيًّا، وليست مجرد غياب المرض أو الألم، وبدلًا من التركيز على الأعراض ومسببات المرض فإن هذا المفهوم يركز على العوامل المساهمة في بناء الصحة على نحو شامل، وتعدّ الطبيعة المحيطة بنا أحد أهم هذه العوامل.

أثبتت الدراسات أن السكان الذين يعيشون في مدينة بمساحات خضراء كبيرة يتمتعون بصحة بدنية ونفسية أفضل من سكان المناطق الذين لديهم نقص في المساحات الخضراء، ففي دراسة شملت 36 شخصًا طُلب منهم قضاء عشر دقائق أو أكثر، ثلاث مرات في الأسبوع ولمدة ثماني أسابيع في أماكن مثل الحدائق العامة والمساحات الخضراء قرب العمل، أظهروا مستويات أقل بهرمون التوتر(الكورتيزول) مقارنة بما قبل التجربة.

تساهم البيئات الطبيعية في استعادة الانتباه بعد المهمات الشاقة، حتى أن الأطفال الذين يعانون اضطراب (قصور الانتباه وفرط الحركة  ADHD )، والذين يعيشون في بيئات طبيعية يمكنهم التركيز أكثر من الأطفال الطبيعيين الذين يعيشون في الأبنية السكنية.

ولا يقتصر الأمر على قضاء الوقت في الطبيعة الخضراء، فمجموعة من الباحثين وجدوا أن مجرد الاستماع لأصوات الطبيعة يؤثر في الاسترخاء والهضم في الجهاز العصبي، كذلك عندما يستمع الدماغ للأصوات الطبيعية فإنه سيعكس تركيزه نحو الخارج وفي حال استماعه لأصوات اصطناعية فإنه سيعكس تركيزه نحو الداخل بوضع مشابه لحالات القلق واضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب. 

لكل الأسباب السابقة وأكثر تُعدّ الطبيعة الخضراء الملاذ الآمن لأرواحنا و دواء من دون وصفة. 

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا