الفيزياء والفلك > علم الفلك

كيف اختير أول إنسان مشى على القمر؟

كان الهدف الرئيس لرحلة (أبولو 11) التي انطلقت عام  1969 هو إنجاز رحلةٍ بشرية إلى القمر ثم العودة إلى الأرض، وكانت تهدف أيضًا إلى استكشاف القمر عن طريق مركبة جوالة، ووضعِ كاميرا تلفزيونية على القمر ثم نقل الصور إلى الأرض، وتجربةِ أجهزةٍ لقياس الرياح الشمسية، ونشرِ جهازٍ لقياس النشاط الزلزالي وجهازِ ليزر معاكس، إضافةً إلى جمع عيّناتٍ لتربة القمر وصخوره، وتصويرِ التضاريس القمرية والمعدات المنشورة والمركبة القمرية الجوالة بكاميرات ثابتة ومتحركة.

يُعدُّ نيل أرمسترونغ أوَّلَ إنسان تطأ قدماه القمر، ثم تلاه رائد الفضاء أدوين ألدرين بعد قرابة 20 دقيقة، وبعد نجاح مهمة (أبولو 11) في الهبوط على سطح القمر لطالما توقَّعَ الناسُ أنَّ ناسا خططت لهذا الأمر منذ البداية، لأنَّ أرمسترونغ هو الأعلى رتبةً في طاقم الرحلة؛ إذ كانَ قائدَ الطاقم في حين كان ألدرين ربَّان الوحدة القمرية، مع وجودِ مايكل كولينز ربَّان المركبة الرئيسية، الذي بقي في المركبة المدارية القمرية.

وفي خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين للهبوط على سطح القمر؛ أوضح ألدرين أنّه جرتِ العادةُ في المهام الفضائية أن يُغادر المركبةَ رائدُ الفضاء الأقلَّ رتبة تاركًا قائد الطاقم خلف لوحة التحكم تحسُّبًا لأي حالة طوارئ، إلَّا أن رحلة القمر غيرت تلك العادة جاعلةً مِن القائد مَنْ يحظى بهذه الرمزية الكبيرة، لينزل أرمسترونغ  السلَّمَ محققًا "خطوتهُ الصغيرة".

ويُعزى سببُ تغيُّر البروتكول -وفقًا لموقع Apollo Expeditions to the Moon التابع لناسا- إلى أنَّ البوابة المفتوحة للمركبة الجوالة كانت في الاتجاه المقابل لألدرين، ولكي يعبر وينزل عبرها كانَ عليه أن يتحرك مرورًا بأرمسترونغ، وقد كانا يرتديان بدلات فضاء مع تجهيزاتها، وكان من الممكن في تجربة هذه الحركة أن يلحقَ الضررُ بالمركبة، إضافةً إلى ملاءمة فكرةِ كون قائد الطاقم هو من يخرج أوَّلًا؛ وفقًا لكثيرٍ من أعضاء فريق المهمة في ناسا. وحسب الرواية التاريخية؛ فإنَّ أرمسترونغ "لم يُسأل عن رأيه" بأن يكون أول رجل خارج المركبة، وأنَّ القرار في اختياره ليكون أول أنسان مشى على سطح القمر لم يستند إلى الرتبة.

عاد طاقم (أبولو11) بقرابة (22) كغم من تربة القمر وصخوره الَّتي مثَّلت أساسًا لكثيرٍ من الدراسات والأبحاث اللاحقة؛ إذ نشرت مجلة ساينس أوَّل مقالة في كانون الثاني (يناير) 1970؛ أي بعد ستة أشهر من عودة الطاقم، تلَتها أكثر من 150 مقالة علمية ركَّزت معظمها على دراسة تلك العينات. وقد أرَّخت هذه الرحلة لحقبة جديدة للبشرية والعلم معًا، ولا يزال القمر مقصدًا لكثيرٍ من الرحلات الفضائية -وسيبقى كذلك ضمن المدى القريب- في محاولة لجمع المعلومات عن تشكل الأرض وتابعها، والحصول على تصور أفضل لنظامنا الشمسي.  

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا