الطبيعة والعلوم البيئية > ورقو الأخضر شهر أيلول

Le quattro stagioni الفصول الأربعة (الخريف والشتاء)

بين الخريف من جهة حيث الحصاد والاحتفالات والصيد، والشتاء من جهة أخرى حيث العواصف وصرير الأسنان والانزلاق على الجليد؛ كيف عبَّر عنها فيفالدي موسيقيًّا؟ وكيف استطاع تجسيدَ أحداث فصلين كاملين عبر موسيقاه؟ فلنكتشف معًا في هذا المقال.

L'Autunno الخريف:

هنا

Concerto in Fa Major

كونشيرتو الخريف من مقطوعة الفصول الأربعة هي كونشيرتو رائعة مليئة بالسعادة؛ يُخبرنا فيها فيفالدي عن موسم الحصاد في الحركة الأولى Allegro؛ إذ يصف موسم حصاد الثمار الذي يجلب الكثير من الفرح للمزارعين، فيمتلئ الجوُّ برقصاتهم وغنائهم.

وفي خضمِّ هذه السعادة ندرك تغيرًا مفاجئًا في الإيقاع الموسيقي، فيأخذ اللحنُ الطابعَ الهادئ وذلك في الميزور 90؛ إذ يصوّر لنا فيفالدي عبر ألحانه ذاك الضيف الذي يُسرف في الأكل والشرب ضمن الاحتفالات؛ مما يدفعه للخمول والتخمة والنوم، ثم يعود فيفالدي إلى theme موضوع البداية في الميزور 106 لينهي هذه الحركة بالفرحة العارمة التي تسيطر على الشعور.

في الحركة الثانية Adagio molto؛ انتقل إلى سلَّم re minore ليظهر حزن الأشجار لفقدان أوراقها؛ ففي الخريف تجف أوراقُ الأشجار شيئًا فشيئًا، ثم تأتي الرياح وتنتشل هذه الأوراق، فتقع على الأرض مشكلة بساطًا هشًّا، يمثل فيفالدي هذه الصورة باللحن الذي يحمله البيانو القيثاري (harpsichord) كلافسان.

في الحركة الثالثة Allegro؛ يعود إلى Fa Major ببداية مهيبة، ليحدثنا عن الصيادين الذين يجتمعون عند الفجر ويتبادلون النكت والضحكات ثم يستعدون لبَدء رحلة الصيد بلحن لعوب مبهج من solo الكمان مع مرافقة الأوركسترا (إذ تعزف الأوركسترا pizzicato: نقر على الأوتار دون استخدام القوس) معلنة بَدء الصيد.

تجري سلسلة من الحوارات بين الكمان والأوركسترا تتبع بعضها البعض لتصف مغامرة صيد الفريسة.

L'Inverno الشتاء:

هنا

Concerto in fa minore

الحركة الأولى Allegro non molto؛ تصف العلامات الأولى ذات الإيقاع السلس والثابت لنا السقوط البطيء لرقائق الثلج، ثم ذات الثلاثة أسنان (triple croche) والانتقال السريع بين علامتين متتاليتين (trill) في الجملة التي تبدأ بالميزور 11؛ إذ يصفان صرير الأسنان الناتج عن البرد الشديد، ثم في solo الكمان يجعلنا فيفالدي نشعر بالرياح التي تهزُّ رقائق الثلج المتساقطة، ثم بالتدريج تتصاعد الموسيقا لتوصلنا إلى نهاية هذه الحركة.

في الحركة الثانية Largo التي تسمى المطر Pioggia يحدثنا فيفالدي عن رجل سعيد وآمِن من البرد القارس بجوار مدفأة منزله؛ لذلك انتقل من سلم fa minore إلى سلم Mi bemol Major، ليُعبِّر عن سعادة الرجل وهو يراقب قطرات المطر المنهمرة من خلال نافذته المتمثلة بالإيقاع المرافق ل solo الكمان من قبل الأوركسترا؛ إذ يصف solo الكمان الدفءَ والسعادةَ التي يعيشها.

الحركة الثالثة Allegro؛ يعود إلى سلم fa minore، ويصف هنا عاصفة ثلجية قادمة من البحر المتوسط، فيصوّر لنا كيف يتوخَّى الناسَ أشدَّ الحذر في أثناء تحركهم على الجليد، فيمثل فيفالدي الانحرافات الثلجية الشمالية والرياح التي تزداد قوة بدور الأوركسترا بعد solo الكمان، ثم ينهي هذا العمل العظيم بنهاية تذكرنا بأنه على الرغم من كل صعوبات فصل الشتاء يجب دوما أن نتذكر محاسنه.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا