الكيمياء والصيدلة > مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة

الواقيات الشمسيَّة

يمكنكم الاستماع إلى العمل عبر الرابط:

يعدّ ضوء الشمس ضرورياً للعديد من الوظائف الجسدية المهمة، بما في ذلك إنتاج فيتامين د، والحفاظ على توازن الساعة البيولوجية، والمزاج اليومي، ومع ذلك؛ فإن التعرض لأشعة الشمس أكثر من اللازم هو أمر ضار، إذ قد تسبّب الأشعة الفوق البنفسجية تلف الجلد على المدى القصير والطويل، بالإضافة إلى حروق الشمس وعلامات الشيخوخة،  وسرطان الجلد حتى.

يعتقد معظم الناس أنهم يحمون بشراتهم من أشعة الشمس المباشرة في فصل الصيف باستخدام الواقيات الشمسية، فهل تعلم كيف تعمل الواقيات الشمسية؟ وماهي مكوناتها؟ وهل يمكن أن تنعكس سلباً على صحتنا؟

هناك نوعان من واقيات الشمس:

1- حاصرات فيزيائية (مركبات غير عضوية): تعكس الأشعة الفوق البنفسجية UV وتشتيتها، وتحتوي على إحدى هاتين المادتين: أوكسيد الزنك أو ثاني أوكسيد التيتانيوم.

2- حاصرات كيميائية (مركبات عضوية):تمتص الأشعة الفوق البنفسجية قبل أن تتفاعل مع الجلد عن طريق روابطها الكيميائية، وتشمل على إحدى المركبات التالية عادة: أوكسي بينزون، أفوبينزون، وأوتوكريلين.

هل هناك مخاطر لاستخدام الواقي الشمسي؟

تناول فريق أبحاث منظمة الغذاء والدواء FDA بقيادة الدكتور مورالي ماتا Murali K Matta مسألة الامتصاص الجهازي للواقيات الشمسية، بعد أن ثبت في دراسة سريرية مصغرة حدوث امتصاص جهازي للمكونات الفعالة عند استخدام الواقيات الشمسية -امتصاص وجب معه إجراء اختبارات للسلامة- وبعد فشلت محاولات الوكالة في جعل الشركات المُصنعة للواقيات الشمسية تُنتج وفقًا للمعطيات المطلوبة.

ويحرص مؤلفي هذه الدراسة على عدم ثني الأفراد عن استخدام الواقيات الشمسية، لكنهم يطالبون بإجراء اختبارات أمان فورية لهذه المركبات.

سجل ماتا وزملاؤه 24 متطوعاً يتمتعون بصحة جيدة في تجربة عشوائية لأربع تركيبات متوفرة تجارياً من الواقيات الشمسية، وأظهرت النتائج الأولية أن التركيز الأعلى في البلازما كان لمركب الأفوبينزون، فيما أفادت النتائج الثانوية وجود تركيزات عظمى في البلازما لثلاثة مكونات إضافية هي: الأوكسي بينزون،الأوتوكريلين، والإيكامسول.

وطُبِّقَت الواقيات الشمسية بما يتوافق مع التصنيف الحالي (وهو 2ملغ لكل سم2 لـ 75% من سطح الجسم ولـ 4 مرات في اليوم)، ثم جمع الباحثون 30 عينة دم على مدى 7 أيام من كل نوع من الأنواع المُطبَّقة، مع الإشارة إلى أن الدراسة قد أُجريت دون تعرّض المتطوعين للحرارة أو أشعة الشمس أو الرطوبة، وأن هذه الدراسة لم تصمَّم للنظر في اختلاف الامتصاص حسب نوع تركيبة الواقي الشمسي أو نوع الجلد أو عمر المستخدم.

ولاحظ ماتا وزملاؤه في اليوم الأول؛ بعد 4 تطبيقات للواقي الشمسي ظهور تركيزات جهازية تزيد عن 0.5 نانوغرام/مل لدى 23 من 24 متطوع وذلك لجميع المكونات الفعّالة في التركيبة المطبقة، ويمثل هذا الرقم عتبة الحد الأدنى للقلق السُمي TC الذي تبنته الوكالة.

وأظهرت النتائج ظهور المستويات الجهازية التي تزيد عن.0.5نانوغرام/مل بسرعة في غضون 6 ساعات بعد أول تطبيق لمركب الأفوبينزون، في حين ظهرت بعد ساعتين من تطبيق الأوكسي بينزون، وبعد 6 ساعات من تطبيق الأوتوكريلين، وقد استمر تركيز هذه العوامل في الزيادة مع مرور الوقت مما يشير إلى تراكمها في الجسم.

وأشار الباحثون إلى أن الآثار السريرية لتركيزات البلازما التي تزيد عن 0.5 نانوغرام/مل من هذه المركبات تستلزم مزيداً من البحث والدراسات لتحديد الأهمية السريرية لهذه الزيادات، وكان من بين مخاوفهم التقارير السابقة عن تواجد مركب الأوكسي بنزون في حليب الأم والسائل الأمنيوسي والبول والدم والتأثير المحتمل لذلك في نشاط الغدد الصم.

وفي السياق ذاته، فقد أشارت الافتتاحية المرافقة للدراسة أن موافقة FDA على الواقيات الشمسية التي تؤخذ من دون وصفة طبية OTC للوقاية من الحروق الشمسية تستمر في اتباع معايير «قبل العصر الحديث لتقييم الأدوية»، وهذا يحتاج تغييرًا من أجل تسهيل تحليل مخاطر هذا المنتج وفوائده على نحو دقيق .

ونؤكد دائماً على أهمية الحماية من أشعة الشمس لمحاولة الوقاية من سرطان الجلد، وتكون الحماية عن طريق استخدام الواقي الشمسي المناسب بالإضافة إلى ارتداء ملابس واقية وقبعات ونظارات شمسية.

ونعرض لكم فيما يأتي بعض النصائح عن استخدام الواقي الشمسي:

1- لا نستخدم منتجات واقية من الشمس على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر.

2- يجب اختيار منتجات بدرجة SPF بين 15 و 50.

3- تعد واقيات الشمس الحاوية على ثاني أوكسيد التيتانيوم أو أوكسيد الزنك أكثر أماناً  للأطفال عموماً.

4- يجب أن يطبق واقي الشمس بكمية كافية على أجزاء البشرة المكشوفة كلها بما في ذلك اليدين والقدمين والوجه (تجنب منطقة العين) والأذنين وخلف الرقبة، وذلك قبل الخروج بنصف ساعة.

5- يجب إعادة تطبيق واقي الشمس باستمرار، كل ساعتين على الأقل، خاصة في حالة التعرق أو التعرض للماء.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا