هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير

هل نستطيع العيش بغير أشجار؟

تؤدي الغابات دوراً مهماً في تخزين الكربون وتنظيم المناخ والحفاظ على التنوع الحيوي؛ إذ تُسهم في تخفيض نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو (1) وتطلق الأكسجين خلال عملية التركيب الضوئي -وهي عملية تستفيد فيها النباتات والطحالب إضافة إلى بعض أنواع البكتيريا من ضوء الشمس وتحويله إلى طاقة كيميائية- ولكن هناك نوعان للتركيب الضوئي؛ الأكسجيني وغير الأكسجيني. وتتشابه العمليتان في مبادئهما الأساسية، لكن التركيب الضوئي الأكسجيني هو الأكثر شيوعاً بين النباتات والطحالب وبعض البكتيريا؛ إذ تنقل طاقة الضوء الإلكترونات من الماء إلى ثاني أكسيد الكربون لإنتاج الكربوهيدرات، وينتج عن هذه العملية الأكسجين إضافةً إلى الكربوهيدرات؛ أمَّا في التركيب غير الأكسجيني لا يُطلَق الأكسجين، ومن هنا جاء اسمه. (2)

هناك فكرة شائعة؛ أنَّ أشجار الغابات التي يُقدّر تعدادها بـ 3.04 تريليون شجرة على كوكب الأرض (وفق دراسة عام 2015) والتي تغطي مساحة 31 % من مساحة الأرض (3) هي المسؤول الأساسي عن تزويدنا بالأكسجين الذي نتنفسه، فهل يقارب هذا الاعتقاد الحقيقة؟ 

تبلغ نسبة الأكسجين في الجو قرابة 21%، ولكن يُطلق نصف هذه النسبة فقط خلال عملية التركيب الضوئي عن طريق الأشجار وباقي النباتات على اليابسة؛ في حين يُطلَق النصف الآخر من هذه النسبة في المحيطات عبر كائنات مجهرية بحرية تُدعى العوالق النباتية phytoplankton. فإذا افترضنا زوال الغطاء الأخضر عن كوكبنا فهذا لا يعني زوال الأكسجين من الجو؛ وإنَّما تنخفض نسبته فقط، لكن هل ستكون هذه النسبة كافية لبقائنا أحياء على كوكب الأرض؟ (3)

تنتج الشجرة المورقة الناضجة ما يكفي لتنفس عشرة أشخاص سنوياً؛ فإذا زودتنا العوالق النباتية phytoplankton بنصف كمية الأكسجين المطلوب؛ فهذا يعني بقاءنا 4000 سنة إضافية قبل أن ينفد مخزون الأكسجين، (3) ويحتاج هذا إلى دراسةٍ معمقةٍ تأخذ بالحسبان العديد من العوامل، مثل التزايد السكاني الذي سيُسهم في نقص كمية الأكسجين المتوفرة وإنتاج المزيد من ثاني أكسيد الكربون؛ إلا أنَّ ازدياده سيُسهم في نمو المزيد من العوالق النباتية phytoplankton.

ولكن بالطبع لن نستطيع العيش من دون الغابات وأشجارها، فهي توفر لنا ولشركائنا من الكائنات الأخرى الظل والجمال والموطن، وترد عنّا التلوث وترفع شأن كل بقعة تُغرس جذورها فيها.

المصادر: