الطب > مقالات طبية

الرنين المغناطيسي والرموش المغناطيسية.. خطر جديد!

إن التصوير بالرنين المغناطيسي هو تقنية تصوير غير غازية، تُنتج صورًا تشريحية ثلاثية الأبعاد مفصَّلة بالاعتماد على حقل مغناطيسي قوي يُجبر البروتونات في الجسم على التوافق مع هذا الحقل. 

ويُجرى التصوير بوضع المريض داخل جهاز التصوير ويجب عليه أن يبقى ثابتًا للغاية في أثناء

عملية التصوير حتى لا تُشوَّش الصورة، وأيضًا يمكن إعطاء عوامل التباين (التي تحتوي غالبًا على عنصر الغادولينيوم Gadolinium) للمريض عن طريق الوريد قبل أو في أثناء التصوير لزيادة السرعة التي تتوافق بها البروتونات مع المجال المغناطيسي. 

يُستخدم الرنين المغناطيسي خاصةً لتصوير الأنسجة غير العظمية أو الرخوة في الجسم، ومن الجدير بالذكر أن تقنية الرنين المغناطيسي تختلف عن غيرها من تقنيات التصوير؛ فهي

لا تستخدم الإشعاعات المؤينة الضارة كالأشعة السينية، ونظرًا إلى ذلك فهي التقنية

المفضلة عند الحاجة إلى التصوير المتكرر لأجل التشخيص أو العلاج.

إلا أنها تتضمن حقلًا مغناطيسيًّا قويًّا ثابتًا، وحقلًا مغناطيسيًّا يتغير مع الوقت، إضافة إلى

طاقة الموجات الراديوية التي يحمل كلٌّ منها بعضَ المخاوف التي تتعلق بالسلامة:

1.   تخلق الحقول المغناطيسية التي تتغير مع مرور الوقت ضوضاء قوية قد تضرُّ بالسمع في حالة عدم وجود حماية كافية للأذن، وقد تُسبِّب أيضًا تحفيزًا للعضلات أو الأعصاب المحيطية؛ مما يجعل المريض يشعر بإحساس كالارتعاش.

2.   يمكن أن تؤدي طاقة الترددات الراديوية المستخدمة في أثناء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي إلى رفع حرارة الجسم.

3.   يجذب الحقل المغناطيسي القوي الثابت الأجسامَ المغناطيسيةَ (مثل المفاتيح والهواتف المحمولة)؛ مما قد يتسبَّب بإصابة المريض أو الأطباء إذا أصبحت هذه الاجسام عبارة عن قذائف، لذلك قد يُمثِّل وجود معادن بجسمك خطرًا على سلامتك أو يؤثر في صورة الرنين المغناطيسي، وهذا ما يُفسِّر طلبَ مختص الأشعة من المريض إزالة الأشياء المعدنية (كالمجوهرات، دبابيس الشعر، النظارات الطبية، الساعات، الشعر المستعار، الأسنان الاصطناعية، المعينات السمعية)، كذلك يجب على المريض إخبار المختص إذا كانت هناك أجهزة معدنية أو إلكترونية في جسده (كالبدائل المفصلية المعدنية، صمامات القلب الصناعية، جهاز منظم ضربات القلب ومزيل الرجفان القابل للزراعة، مشابك معدنية، إلخ..)

ولهذا السبب يوجد لدى جميع مراكز التصوير بالرنين المغناطيسي أنظمة لفحص المرضى بحيث تُزال الأشياء المعدنية قبل دخول المرضى إلى غرفة التصوير، ثم إنها تتضمن عملية الفحص هذه عادةً استبانة يملؤها المرضى تحوي قائمةً بأشيع عمليات الزرع.

ولكن في الوقت الحالي يدور الحديث عن مخاطر تصوير المرضى الذين يستخدمون منتجًا تجميليًّا جديدًا نسبيًّا وهو الرموش المغناطيسية -التي تعتمد على المغناطيس بدلًا من الغراء لتثبيت الرموش الصناعية على الرموش الطبيعية- وتأثير هذه الرموش في صور الرنين المغناطيسي. 

أُجري العديد من الدراسات التي كان هدف أحدها تقييم حجم الآثار الناتجة عن الرموش المغناطيسية على تسلسلات التصوير القياسية المتعددة ومقارنة هذه الآثار بتلك التي تُحدثها المشابك المستخدمة لتدبير أمهات الدم وهي التي تُعدُّ مصدرًا شائعًا لتشويه الصورة.

تابع مع الصورة: استُخدم زوجان من الرموش المغناطيسية التي اختيرت من الشركة المصنعة نفسها واشتريت عشوائيًّا، ثم أُجريت ثقوب متعددة تقيس 2 مم في حاوية بلاستيكية و مُرِّر خيط أحادي خلال هذه الثقوب لإنشاء شبكة. بعد ذلك ثُبِّتت الرموش السابقة الذكر على خيوط النايلون وغُمرت بالماء المقطر وغُطِّيت بطبقة من البلاستيك لمنع الحركة الحرة للرموش في حال انفصلت، ومن ثم أُجري التصوير بالرنين المغناطيسي.

النتائج:

خلفت الرموش المغناطيسية آثارًا تشويهيةً على صور الرنين المغناطيسي أكبر بكثير من تلك التي أحدثتها المشابك المستخدمة لتدبير أمهات الدم، ويتضح ذلك في الصورة أدناه. 

وعلى الرغم من أنه اختُبر نوع واحد فقط من الرموش المغناطيسية، فمن المعقول افتراض أن جميع هذه الرموش ستُحدث التأثير ذاته؛ مما يؤدي إلى تشويه الحقل المغناطيسي. 

وعلاوةً على أن هذه الرموش المغناطيسية أدت إلى تدهور الصور كثيرًا، ولكن من الممكن أيضًا أن تُشكِّل خطرًا على المريض، وعلى هذا الأساس ينبغي إضافتها إلى استبانة التصوير بالرنين المغناطيسي، ويجب على المختصين تقديم النصح للمرضى بعدم استخدامها في يوم التصوير، واستجواب الذين يبدو أن لديهم رموشًا طويلةً على نحو غير عادي.

وأيضًا يجب على كامل الفريق الطبي المختص والذين يمكنهم الوصول إلى غرفة التصوير تجنب استخدامها كذلك.

إذًا يُعدُّ مفهوم التصوير بالرنين المغناطيسي غير الآمن هدفًا للعديد من الدراسات، لذلك من المهم لدى علماء الأشعة أن يكونوا على دراية بالأجهزة والأدوات الجديدة التي لا توجد ضمن القائمة الخاصة في الاستبانات، ولكنها قد تمثِّل خطرًا لحدوث تأثيرات سلبية، بدلًا من الانتظار حتى تتراكم هذه التأثيرات والأحداث.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا;