الاقتصاد والعلوم الإدارية > سلسلة أساسيات الاقتصاد

الحلقة السابعة: الأسواق الاحتكارية

سنتعرف في هذا الجزء على بعض المفاهيم وهي :الأسواق الاحتكارية ونوعيها و مفهوم المنافسة الكاملة:

يفترض الاقتصاديون أن هناك عدداً كبيراً من البائعين والمشترين في السوق، وهذا يعني وجود منافسة في السوق مما يسمح للأسعار بأن تتغير وفقاً للتغيرات في العرض والطلب. علاوة على ذلك، هناك بدائل لكل المنتجات (تقريباً) بحيث إذا أصبح سعر منتج ما مرتفعاً جداً، يمكن للمشتري أن يختار بديلاً أرخص. في السوق الذي يحوي العديد من المنتجين والمستهلكين، يكون لكل من المنتِج والمستهلك قدرة متساوية في التأثير على السعر.

في بعض الصناعات ليس هناك بدائل، كما أنه لا توجد منافسة. في السوق الذي يحوي منتجاً واحداً أو بعض المنتجين لسلعة أو خدمة، يمكن للمنتج أن يتحكم بالسعر، و هذا يعني أنه ليس للمستهلك خيار آخر، ولا يمكنه تعظيم منفعته الكلية، و لا يملك إلا تأثيراً ضئيلاً جداً على أسعار المنتجات.

سوق الاحتكار هو السوق الذي يحوي منتجاً أو مشترياً وحيد لسلعة معينة. و بعبارة أخرى، هناك مشروع واحد فقط ضمن الصناعة. يكون الدخول إلى هذا السوق مقيداً بسبب التكلفة العالية أو بسبب معوقات أخرى قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية. مثلاً، يمكن للحكومة أن تحتكر صناعة معينة للسيطرة عليها كالكهرباء .

من الأسباب الأخرى للعوائق التي تقف ضد الدخول في صناعة احتكارية هي أنه في أغلب الأحيان يوجد كيان واحد لديه الحقوق الحصرية لمورد طبيعي ما. مثلاً: للحكومة السعودية سيطرة كاملة على صناعة النفط. قد يكون الاحتكار أيضاً عندما تملك إحدى الشركات حقوق الطبع والنشر أو براءة اختراع تمنع الآخرين من دخول السوق، فعلى سبيل المثال: كانت شركة فايرز تمتلك براءة اختراع لعقار الفياغرا في بداية اختراعه.ا.

يوجد في سوق احتكار القلة عدد قليل فقط من الشركات التي تشكل صناعة معينة. و تمتلك هذه المجموعة المختارة من الشركات السيطرة على السعر. شأنه شأن سوق الاحتكار يتضمن سوق احتكار القلة حواجزَ كبيرة للدخول إليه. تكون المنتجات التي تنتجها الشركات في سوق احتكار القلة متماثلة تقريباً، و بالتالي تكون الشركات التي تتنافس على حصة في السوق مترابطة كنتيجة لقوى السوق.

لنفترض على سبيل المثال أن اقتصاداً ما يحتاج فقط لإنتاج مائة وحدة. تقوم الشركة X بإنتاج خمسين وحدة، و تقوم منافستها الشركة Y بإنتاج الوحدات الخمسين الأخرى. و بالتالي سيكون سعر أحد هذين النوعين من المنتج متوقفاً على سعر النوع الآخر، أي سيكون السعران متساويين. و بالتالي إذا بدأت الشركة X ببيع منتجاتها عند سعر أقل، فإنها ستحصل على حصة أكبر في السوق فتضطر الشركة Y عندئذ إلى خفض أسعارها هي الأخرى.

هناك بنيتان متطرفتان لبنية السوق:الاحتكار و نقيضه و هي المنافسة التامة. تتميز المنافسة الكاملة بوجود العديد من المشترين و البائعين، و كذلك العديد من المنتجات المتشابهة في طبيعتها، وكنتيجة لذلك يكون هناك العديد من البدائل. تعني المنافسة الكاملة أن هناك القليل فقط من العوائق للدخول للسوق (بل ربما لا توجد أية عوائق) و تتحدد الأسعار وفقاً للعرض والطلب. و بالتالي يكون المنتجون في سوق المنافسة التامة خاضعون للأسعار التي يحددها السوق ولا يكون لديهم أي تأثير عليها. فعلى سبيل المثال في سوق المنافسة التامة إذا قررت إحدى الشركات زيادة أسعار منتجاتها، يتحول المستهلكون إلى أقرب منافس (سعر منتجاته أقل). إذ أنَّ أية زيادة في السعر تقوم بها أي شركة ستؤدي إلى فقدان الأرباح وتناقص حصتها السوقية.

المصدر :

هنا

مصدر الصورة : هنا