الطبيعة والعلوم البيئية > ورقو الأخضر شهر أيلول

ضرر مخلفات الحرائق والغازات المنبعثة على صحة الإنسان

مع تزايد حالات الحرائق وخاصة التي تهتك الغطاء النباتي، تزايدت الحاجة إلى إدراك مخاطرها على صحة الإنسان، فلم تقتصر فقط على الحروق؛ إذ  قُدِّرَت حالات الوفاة السنوية العالمية الناتجة عن دخان حرائق الغطاء النباتي قرابة 339000 حالة وفاة، فعلى الرغم من أن الحرائق تعد جزءًا مهمًّا من الدورة الطبيعية للغابات، ولكن انبعاث منتجات الاحتراق ونقلها بواسطة الغلاف الجوي يمثل مشكلة صحية عالمية مكلفة ومتنامية تؤثر على المجتمعات الأكثر عرضة لهذه الحرائق، والأفراد الذين لديهم حساسية أكبر تُجاه الآثار الصحية الضارة بسبب التعرض إلى الدخان؛ كالذين يعانون الأمراض القلبية أو الرئوية، والمسنين، والأطفال، والمصابين بالسكري (لأنهم أكثر عرضة؛ إذ إنهم مصابون بأمراض قلبية وعائية)، والحوامل.

يتكون دخان الحرائق من مزيج معقد من الغازات، والجسيمات الدقيقة الناتجة عن حرق الأخشاب والمواد العضوية الأخرى؛ إذ تعدُّ هذه الجزيئات الدقيقة أكثر مكونات الدخان تهديدًا للصحة؛ إذ تشتمل الانبعاثات الرئيسة الناتجة عن حرائق البراري، و المسؤولة عن تفاقم سوء جودة الهواء على جزيئات الهواء المحيط، مثل الجزيئات الدقيقة والخشنة، والغازات، وأول أكسيد الكربون (CO)، والميثان، وأكسيد النيتروز (N2O)، وأكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية الكربونية المتطايرة، وكذلك مواد سامة عديدة ، وتحتوي الانبعاثات أيضًا على عدد من المعادن الزهيدة (وهي معادن تكون بكميات قليلة جدًا في الأنسجة الحية).

و تتأثر جودة الهواء بتكون الملوثات الثانوية، مثل: الضبوب/الرذاذ العضوي، والأوزون الناتج عن التفاعل الضوئي بين أكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة في الجو.

ما مخاطر استنشاق الدخان؟

قد يسبب استنشاق الدخان إصابة خطيرة تحتِّم الحاجة إلى التقييم والعلاج في أقرب وقت ممكن؛ إذ يمكن أن تسبب هذه الانبعاثات مجموعة من المشكلات تترواح خطورتها من حرق العينين وسيلان الأنف إلى تفاقم الربو، والانسداد الرئوي المزمن، والتهاب القصبات، وذات الرئة. كذلك من الممكن ارتباط استنشاق الدخان بأحداث عديدة صحية قلبية وعائية ودماغية وعائية، على الرغم أن الأبحاث لم تكن حاسمة فيما يتعلق بهذه العلاقة؛ إذ وُجد ذلك أوضح عند البالغين ممَّن تقارب أعمارهم 65 فما فوق، ولكن لا بد من إجراء مزيد من الدراسات لتأكيد هذا الارتباط.

وفي أسوأ الحالات قد يؤدي استنشاق الدخان إلى قصور تنفسي، فيؤثر هذا على القلب، والدماغ، ويُعدُّ تهديدًا للحياة. 

الآليات الرئيسة التي تفسر الآثار الصحية للجسيمات والغازات المستنشقة:

أولاً، يمكن أن تتفاعل الجسيمات المستنشقة مع المستقبلات العصبية في الرئة، وتنشط المنعكس الذي يؤدي إلى زيادة في ضغط الدم وتغيرات في نظم القلب.

ثانيًا، تتفاعل ملوثات الهواء مع الخلايا في الوحدات السنخية في الرئة؛ لتتولد استجابات التهابية محلية وجهازية.

ثالثًا، إن الجسيمات التي يقل قطرها عن 0.1 ميكرومتر يمكنها تجاوز الغشاء السنخي للرئةِ ما يؤدي لعدد من التغييرات الوظيفية بما في ذلك: خلل ببطانةِ الأوعية الدموية، وزيادة خطر العدوى، فتزيدُ احتمالية الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.

وقد تزيد هذه الأحداث خطر الإصابة بنقص تروية القلب، والمتلازمة الإكليلية الحادة، والسكتة الدماغية، وعدم انتظام ضربات القلب، وفشل القلب، ولكن ذلك لم يُؤكد بعد.

وفي الختام لا بدَّ لنا من تقديم بعض النصائح لحمايتك من دخان الحرائق، ولاسيما إذا كنت تعيش في منطقة معرضة لذلك: فإن كنت تعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية، أو الرئة - بما في ذلك الربو - تحدث مع طبيبك قبل موسم الحريق، واستعد بتأمين كمية مناسبة من الطعام الذي لا يتطلب الطهي، وغير القابل للتلف، و شراء مُنَقٍّ للهواء، وأقنعة واقية.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا