الطب > زراعة الأعضاء

زرع الكلية

عندما لا تؤدي الكلية وظيفتها على أكمل وجه؛ تبدأ الفضلات والسوائل الزائدة بالتراكم داخل الجسم. يُعدُّ غسيلُ الكلية أحدَ طرائق العلاج، ولكن زرع الكلية خيار متاح أيضًا 6؛ إذ يُوفِّر للمريض حريةً أكبر مع جدوله اليومي، ويُساعده على الشعور بالتحسن، ثم إن مُعدَّلات البقاء أعلى بعد عملية زرع الكلية. 

إن زرعَ الكلية عبارة عن عملية جراحية تُوضع فيها كلية سليمة مأخوذة من متبرع حي أو متوفٍّ لدى مريض لم تعد كليتاه تعملان جيدًا.

 تاريخ زرع الكلى: 

عام 1902؛ نجحت أول مرة عملية زرع كلية عند كلب؛ إذ وصلت الكلية إلى شريانه السباتي وتركت نهاية الحالب حرة، طرحت تلك الكلية البول مدة يومين ثم ماتت.

عام 1909؛ حاول الأطباء زرع كلى بشرية من مرضى متوفين لدى قرود، وفي العام التالي كانت أول تجربة لزرع كلية غير بشرية لدى الإنسان، استُخدمت فيها كلى الكلاب والقرود والماعز والحملان؛ ولكن لم تنجح أيٌّ منها.

عام 1939؛ أجرى طبيبٌ روسيٌّ أول عملية زرع من متبرع بشري متوفٍّ، وقد نجا المريض يومين فقط، لكن العضو المزروع لم يعمل أبدًا.

عام 1953؛ أُجريت أول عملية ناجحة -مؤقتًا- لزرع كلية بشرية وكانت في باريس حيث تلقَّى صبيٌّ في الـ16 من عمره كلية من والدته بوصفها متبرعًا حيًّا.

عام 1954؛ كانت العلامة الفارقة مع أول عملية زرع ناجحة على المدى الطويل من الطبيب Joseph Murray؛ إذ أُجري الزرع بين توءمين متماثلين، ونجت تلك الكلية مدة 8 سنوات.

عام 1962؛ أُجريت أول عملية زرع كلية بين مرضى مستقلين وراثيًّا باستخدام الكابتات المناعية.  

أنواع المتبرعين: 

- المتبرع الحي: قد يكون أحد أفراد العائلة أو شخصًا غريبًا.

- المتبرع المتوفي: يدرج اسم المريض في قائمة انتظار حتى تصبح هناك كلية متاحة. 

في كلتا الحالتين يخضع دم المريض وأنسجته للفحص للتأكد من تطابقه مع المتبرع. 1 ويعتمد طول المدة التي ينتظرها المريض حتى يحصل على كلية من متبرع متوفٍّ على درجة التطابق أو التوافق بين المريض والمتبرع، ومنذ متى بدأ المريض بغسيل الكلى، وعلى مأمول حياة هذا المريض بعد الزرع. قد يحصل بعض المرضى على توافق بعد عدة أشهر، في حين ينتظر آخرون عدة سنوات. 

 بعض الحالات التي تمنع الفرد من التبرع بكليته: 

- ارتفاع ضغط الدم غير المضبوط.

- داء السكري.

- أمراض الكلية (كالحصيات الكلوية التي تحمل خطر النكس..).

- أمراض الكبد.

- السرطان. 

- إنتان مزمن. 

أمراض الكلى بالمرحلة الأخيرة End-stage renal disease:

تحدث عندما تكون الكليتان قد خسرتا قرابة 90% من قدرتهما على العمل على نحو طبيعي، ويحتاج المصابون إلى إزالة الفضلات من مجرى الدم للبقاء على قيد الحياة سواء بغسيل الكلية أم زرعها.

وتُعدُّ عملية الزرع الخيار الأفضل لنسبة قليلة من هؤلاء المرضى، إن كان المريض مرشحًا جيدًا.

وأشيع الأسباب التي تؤدي إلى المرحلة الأخيرة من الداء الكلوي ESRD:

- داء السكري.

- ارتفاع ضغط الدم المزمن غير المضبوط.

- التهاب الكبب والكلية المزمن.

- داء الكلية المتعددة الكيسات. 

العملية الجراحية:

هي عملية معقدة تستغرق قرابة ثلاث ساعات، ويُخدَّر فيها المريض ثم يفتح الجراحُ البطنَ، تحديدًا أسفل البطن. لا تستأصل كليتا المتلقي إلا إن كانتا ملتهبتين أو تُسبِّبان ألمًا له، ثم توضع كلية المتبرع وتوصل أوعيتها الدموية بجسم المتلقي، يوصل الجراح بعد ذلك الحالبَ إلى مثانة المتلقي.

يغلق الجرح، ويدخل الجراح أيضًا أنبوبًا صغيرًا يُدعى الدعامة (stent) في الحالب ليساعد المريض على التبول، ويُزال بإجراءٍ بسيطٍ بعد قرابة 6 أسابيع إلى 12 أسبوعًا.

لمعرفة المزيد من التفاصيل عن العملية الجراحية يمكنك الاطلاع على مقالنا السابق 

هنا

بعد الزرع:

يجب أن يبدأ المريض بتناول مُثبِّطات المناعة مباشرة بعد العمل الجراحي، بهدف تجنُّب حدوث الرفض المناعي للكلية المزروعة. تبدأ معظم الكلى المزروعة بالعمل بعد العمل الجراحي مباشرةً، خاصة إن كان مصدرها من متبرع حي، إلا أنها قد تحتاج أحيانًا إلى بضعة أيام أو بضعة أسابيع كي تعمل جيدًا. وفي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى التحال الدموي مؤقتًا. 

عمومًا تستمر الكلية المأخوذة من متبرع حي من 15 عامًا إلى 20 عامًا. أما الكلية من شخص قد مات مؤخرًا قد تستمر من 10 عامًا إلى 15 عامًا.

التعافي من العملية الجراحية:

يبقى معظم المرضى في المشفى مدة أسبوع، ويفترض أن يشعر المريض بتحسن في أسبوعين، إلا أنه لن يتمكن من القيادة أو رفع الأشياء الثقيلة مدة شهر تقريبًا. وأيضًا ينصح الأطباء بأخذ إجازة قرابة 6 أسابيع إلى 8 أسابيع. 

تساعد الحركة والنشاط على التعافي، ويُحدِّد الطبيب التمارينَ الآمنة والمدة المسموحة لممارستها، يبدأ العديد من الأشخاص بالمشي وتمارين التمدد stretching، ثم قد ينتقلون إلى تدريبات أكثف ولمدة أطول. 

يُعدُّ الإقلاعُ عن كلٍّ من التدخين والكحول أمرًا أساسيًّا للحفاظ على صحة جيدة. سيتمكن الشخص الذي خضع لزرع كلية من تناول الفواكه والخضراوات 6 وشرب سوائل بكميات أكبر من المريض الذي يخضع للتحال، ولكن يجب اختيار أغذية تُحافظ على ضغط الدم منخفضًا وسكر الدم مستقرًّا.  

متى تجب مراجعة الطبيب؟

يعرض زرع الكلية لخطر الإصابة بمشكلات صحية كارتفاع ضغط الدم والداء السكري، وأيضًا يزداد خطر حدوث الإنتان في موضع الجرح أو في الجسم.  

وهناك احتمال لرفض الجسم للكلية المزروعة، عند ذلك يلاحظ:

- حمى.

- سعال.

- إقياء.

- غثيان. 

- ألم، خاصة في أثناء التبول.

- البول المطروح أقل من الطبيعي.

ويجب مراجعة الطبيب على الفور عند ملاحظة أي من تلك الأعراض. 

قد تكون عملية زرع الكلى أكثر خطورة من غسيل الكلى لدى بعض الأشخاص الذين يعانون فشلًا كلويًّا.

بعض الحالات التي تجعل المريض غير مؤهل لزرع الكلية:

- أمراض القلب الشديدة.

- سرطان مع نقائل.

- سرطان معالج مؤخرًا.

- قصور الكبد.

- مرض عقلي غير مُسيطر عليه جيدًا.

- الخرف.

- تعاطي الكحول أو المخدرات.

- أي سبب آخر يمكن أن يؤثر في قدرة المريض على الخضوع للعملية بأمان وتناول الأدوية التي يحتاجها لتجنب رفض العضو مناعيًّا. 

المخاطر الصحية المرتبطة بزرع الكلية:

يُعالج زرعُ الكلية أمراضَ الكلى المتقدمة والفشلَ الكلوي، لكنه لا يضمن الشفاء التام؛ إذ يمكن لبعض أمراض الكلى أن تعود بعد الزرع، ومن أهم المخاطر المرتبطة بهذا الإجراء:

- المخاطر المرتبطة بالخضوع لعمل جراحي عمومًا.

- رفض العضو المزروع. 

- التأثيرات الجانبية للأدوية الموصوفة بعد الجراحة التي تمنع الجسم من رفض العضو الجديد (مثبطات المناعة).   

مضاعفات الإجراء:

تحمل عملية زرع الكلية خطر حدوث مضاعفات خطيرة؛ متضمنة:

- الجلطات الدموية.

- النزف.

- حدوث تسريب أو انسداد في الحالب (الأنبوب الذي يصل الكلية بالمثانة).

- إنتان.

- فشل الكلية الجديدة.

- رفض الجسم الكلية الجديدة.

- إنتان أو سرطان قد ينتقل مع الكلية الجديدة. 

- الموت والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا

7- هنا

8- هنا

9- هنا