الهندسة والآليات > الروبوتات

"فرحات" الروبوت التفاعلي

بعد سنوات من التصميم والتعديل ها هو الروبوت فرحات يبصر النور .. أجل .. فرحات يبصر النور .. لكن من هو ؟!

في الواقع الروبوت فرحات يمثل روبوتاً قادراً على تغيير وجهه وتعابيره الخاصة، صمَّمه المعهد الملكي للتقنية في ستوكهولم - السويد، يتمتع فرحات بذكاء مميز يفوق العديد من الروبوتات التفاعلية المكافئة له؛ إذ لم يكن تصميمه لغرض معين في المرحلة الأولى وهنا تبدو أهمية هذا الروبوت؛ إذ بإمكانه تغيير شكله وصوته ليناسب العديد من الأشخاص الافتراضيين.

 بنية فرحات

إنَّ الواجهة الأمامية لهذا الروبوت هي عبارة عن قناع شفاف وتنعكس عليه الصورة ليظهر لدينا العديد من أوجه الشخصيات، أما الرقبة تتمتع بثلاث درجات من حرية الحركة للسماح بحركة رأس طبيعية.

إضافة إلى ذلك، يحتوي على كاميرات وميكروفونات للمراقبة ورصد الوجوه باستمرار (الموقف والتعابير)، وذلك لإبداء الاستجابة المناسبة بناء على خلفية تقوم على نظام ذكاء صنعي؛ لفهم المكان الذي يقف فيه الشخص وكيف يقف؟ ويدرك متى يستطيع التحدث ومتى يصمت ليستمع إلى المحادثة حوله.

لا بدَّ من القول أنَّ المراقبة هي المفتاح الأساسي للروبوتات التفاعلية، فهي تدرك ويمكن أن تستجيب للبيئات ومواقف أكثر تعقيدًا؛ إذ تُحوَّل البيانات الخام إلى معلومات سياقية، وذلك من خلال منصات عمل خاصة لهذه الروبوتات، فهي ليست آلة سؤال أو جواب بل تشمل مجموعة واسعة من الاحتمالات والأصوات المختلفة التي رُّخص لها لخدمة الذكاء الصنعي، وللعديد من اللغات، ونجد هناك الأمور الأكثر تعقيدًا والتي تشمل معالجة اللغات الطبيعية وأدوات تنسيق حركات الرأس وتعابير الوجه.

 في الواقع الجلوس في غرفة أحد هذه الوجوه التفاعلية تجعلك تشعر بالحماس من آلية عمله؛ فتجده يدير رأسه بزوايا طبيعية، يرمش عيناه أو قد يحرك فمه تمامًا كالإنسان الطبيعي على الرغم من أنَّه تمثال نصف بشري، والأمر أشبه بالجلوس مع سوني من فيلم I, Robot؛ لا يمكن أن نعدَّه إنسانًا طبيعيًّا ولكن بالوقت ذاته ليس كغيره من الروبوتات.

أين يعمل فرحات؟

بالتعاون مع Deutsche Bahn (شركة قِطارات ألمانية)، أنشأ فرحات بوابًا متعدد اللغات، يعمل على مكتب في مطار فرانكفورت الدولي في ألمانيا، إضافة إلى عمله في وكالة توظيف في السويد مما دفع العديد من الأشخاص للتحضير قبل الدخول للمقابلة معه، ويعمل أيضاً في هولندا لتدريب موظفين للمساعدة على التدريس، وفي بعض الحالات يُستخدم لتدريب الأشخاص كيفية إجراء المحادثات الصعبة والحساسة؛ إذ يُمكنه الإدعاء بأنَّه غاضب أو مستاء، ويضع العديد من السيناريوهات العاطفية، فلا تستغرب يومًا ما إذا دخلت إلى مقابلة عمل ووجدت أمامك فرحات يجري معك المقابلة؛ لأنَّ هذا قد يمنع أي تحيزات من الجانب البشري.

يعمل علماء النفس في جامعة ستوكهولم على خلق شخصية إنسانية تظهر عليها بوادر الاكتئاب، وذلك لسد الفجوة بين العلم النظري والعلم التطبيقي، هنا ظهر فرحات كممثل لسيناريو حقيقة لإحدى الشخصيات تعاني المرحلة الأولى من مرض ألزهايمر، ويبدو عليه العلامات الأولية للخرف.

مما سبق نجد أنَّ الروبوت فرحات لم يُخلق لحالة خاصة أو سيناريو محدد وإنما وُجِد ليتفاعل مع العديد من الحالات المختلفة، ولم يتطلب صنعه رعاية شركة تجارية كبيرة أو مؤسسة ضخمة وإنَّما بإمكانك تصميم روبوت تفاعلي بأبسط الموارد.

تعمل الروبوتات التفاعلية الآن على نحوٍ واسع في مختلف الأعمال؛ فَإضافة إلى السابق من الممكن إيجاد جرو  إلكتروني للرعاية الطبية في اليابان، أو هناك السائقين الإلكترونيين للمسافات الطويلة.

أو حتى الآن بإمكانك إيجاد الروبوت في المنزل للتفاعل مع الأطفال وقراءة قصص ما قبل النوم والتقاط الصور والاحتفاظ بالذكريات الجميلة.

لكن ما مدى استعدادنا في الواقع للتعامل مع هذا النوع من الروبوتات؟ وإلى أي مدى بإمكانه الدخول إلى حياتنا؟  هل سيشعر الأشخاص بالارتياح عند مقابلة روبوتات بدلاً من الأشخاص.

إنَّ الروبوتات التفاعلية تشبه السيارات الذاتية القيادة إلى حد ما، تنقلنا من مرحلة إلى أخرى، لكن مثلما يكون من الصعب للعديد من الأشخاص تسليم دفة القيادة لروبوت، كذلك هو الأمر برفض فكرة أنَّ الروبوت سوف يستطيع أن يفهمنا أكثر من بعض الأشخاص من أي وقت مضى.

المصدر:

هنا