الطب > مقالات طبية

القيلة المائية للخصى Hydrocele

يُشكِّل استسقاء الخصية أحد أهم أسباب ازدياد حجم الخصية عند المولودين حديثًا وعند بعض البالغين، ولكن غالبًا ما تكون غير ذات أهمية كبيرة سريريًّا.

-        بدايةً دعنا نتعرف ماهيَّة هذه الحالة:

في الواقع، تُدعى هذه الحالة قيلة الخصية المائية Hydrocele؛ وهي عبارة عن انتفاخ غير مؤلم غالبًا في كيس الصفن نتيجة تجمع السوائل حول الخصية داخل الغلالة الغمدية (غلاف يحيط بالخصية) والحبل المنوي (مجموعة من الأوعية والأقنية التي تصل الصفن بالبطن).(1)، تولد هذه الحالة مع الجنين وغالبًا ما تختفي طبيعيًّا قبل السنة الأولى من العمر (ننتظر عادة حتى السنة الثالثة قبل التدخل جراحيًّا)، ولكن من الممكن أن تصيب البالغين ويكون سببها إصابة أو التهاب في الصفن.

-       حسنًا؛ ما مصدر هذه السوائل؟

إن السبب الرئيس لتراكم السوائل هو عدم التوازن بين إنتاجها وتصريفها، وتكون هذه السوائل إما منتجة خارجيًّا (قيلة من النوع المتصل مع جوف البريتوان) وإما داخليًّا (قيلة غير متصلة).

عند الأطفال مثلًا؛ تكون معظم القيلات من النوع المتصل؛ أي إن القناة التي كانت تصل الغلالة الغمدية بجوف البريتوان في الحياة الجنينية بقيت مفتوحة بعد الولادة؛ مما يؤدي إلى تسرب سوائل من الجوف إلى الغلالة الغمدية وتجمعها فيها. أما عند الأطفال الأكبر سنًّا والبالغين، فيكون السبب الأشيع هو حدوث التهاب أو رضٍّ في الصفن، ويمكن أن يكون سببه ورمًا في الظهارة المتوسطية للغلالة الغمدية (ولكن هذا نادر جدًّا). 

-        هل هذه الحالة خطيرة؟

القيلة بحد ذاتها لا تكون ذات خطورة كبيرة وحتى إنها غير مؤلمة، ولكن من الممكن أن يكون الخطر كامنًا في المسبب لهذه القيلة بحد ذاته (ورم الظهارة المتوسطية للغلالة الغمدية)؛ لذا من الموصى به زيارة الطبيب ليستقصي السبب وتُعالج هذه القيلة ومسببها.

-        ما أعراضها؟

إن القيلة لا تسبب ألمًا في معظم الحالات، ولكنها قد تُسبِّب بعض الإزعاج نتيجة ثقلها في حال كان حجمها كبيرًا. قد يتولّد بعض الألم في القيلات الناتجة عن الالتهاب؛ إذ يزداد هذا الألم مع ازدياد الالتهاب. أما حجمها فقد يتغير إذا كانت قيلة متصلة (إذ تصغر في الصباح وتكبر في باقي اليوم). 

-        ماذا عن علاجها؟ وهل تحتاج إلى علاج؟

بالمجمل؛ تكون القيلات غير المتصلة وغير العرضية لا تحتاج إلى علاج؛ إذ يُراقب المريض فقط تحسبًا من حدوث أعراض، أما في باقي الحالات؛ فيُلجأ إلى الجراحات، ولها ثلاث طرائق: إربي، وصفني، والعلاج بالتصليب.

1-     الإربي: ويُجرى فيه ربط القناة الواصلة بين الغلالة الغمدية والبريتوان في مستوى الحلقة الإربية الباطنة، ويُستعمل غالبًا في حالة القيلات المتصلة عند الأطفال.

2-     الصفني: ويُجرى فيه قصُّ الغلالة الغمدية وقلبها للخارج ومن ثم خياطتها، ويستعمل للحالات غير المتصلة، ويجب تجنبه في حالة الشك بوجود خباثة.

3-     العلاج بالتصليب والشفط: ويُجرى فيه شفط السائل المتجمع، وتصليب الأوردة المحلية (حقن مادة تؤدي إلى تقلص الأوعية وتحولها إلى بِنية ليفية مما يؤدي لاحقًا إلى امتصاص هذه الأوردة من الأنسجة المجاورة وتحوّل الدم إلى أوردة أخرى سليمة)، ولكن يكون هذا العلاج أقل فعالية من الجراحة وأكثر عرضة للنكس. (1)(3)(4)

إلى جانب الجراحة أيضًا؛ يُستعمل بعض العلاجات الداعمة بعد الجراحات. وتتعدد هذه العلاجات، منها ما وجدته دراسة أجريت على أشخاص خضعوا لجراحة لعلاج القيلة الخصيوية؛ إذ أجريت فيها مقارنة استعمال ما يسمى "حزام الصفن" بمقابل استعمال كيس رملي رافع للصفن بعد الجراحة. وجدت هذه الدراسة أنه في الفئة التي استعملت حزام الصفن كان تراجع حجم الصفن أكبر بكثير من فئة الكيس الرملي، وأنه كانت راحة المرضى ورضاهم بالحزام أكبر أيضًا من الكيس الرملي.

 لذا في المرة القادمة إذا رأيت رضيعًا بخصية كبيرة، فلا تقلق على مستقبله وكن مطمئنًا؛ فالمخاوف التي تقبع عن هذه الحالة أكبر بكثير من حجمها الحقيقي!

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا