الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية

هل أصبح لدينا سكر مفيد؟

تزداد المخاوف من أضرار السكر المضاف يومًا بعد يوم، فهو خالٍ من المغذيات وذو محتوى عالٍ من الفركتوز، ويؤدي الإفراط في تناوله إلى حدوث مشكلات عديدة؛ مثل الإصابة بالسكري وأمراض القلب ومتلازمة التمثيل الغذائي (المتلازمة الاستقلابية Metabolic syndrome)، ونظرًا لأنَّ البدائل الطبيعية هي الخيار الأمثل فقد بدأ البعض باستخدام ما يُعرف بـ"سكر جوز الهند" بدلًا من السكر التقليدي. فما هو هذا النوع الجديد من السكر؟ وهل أصبح بإمكاننا القول أن لدينا سكرًا صحيًا؟

يتميز سكر جوز الهند بانخفاض المؤشر الغلايسيمي* الخاص به، وهو مقياس لقدرة الأطعمة على رفع سكر الدم بعد تناولها، ويبلغ 100 للغلوكوز النقي. وهو سكر طبيعي مستخرج من عصارة جوز الهند بعد جمعها وخضوعها لحرارة معينة تسمح بتبخر الماء منها لينتج منها سكر بني اللون يشبه لون السكر الخام لكن حجم حبيباته أصغر قليلًا. ويبقى السؤال هل لهذا النوع من السكر أي قيمة غذائية؟

في الواقع لا يحتوي سكر المائدة (السكروز) أو شراب الذرة عالي الفركتوز على أية مغذيات؛ أي إنهما يقدمان سعرات حرارية فارغة. على عكس ذلك، يحتفظ سكر جوز الهند ببعض المغذيات الموجودة في جوز الهند، مثل الحديد والزنك والكالسيوم والبوتاسيوم وبعض الأحماض الدهنية القصير السلسلة مثل البوليفينولات ومضادات الأكسدة.

كذلك يحتوي على ألياف الإينولين Inulin التي تعمل عمل البريبيوتيك Prebiotics** وتبطئ عملية امتصاص الغلوكوز، مما يفسر انخفاض المؤشر الغلايسيمي لهذا السكر الجديد مقارنةً مع سكر المائدة، إذ لا يزيد مؤشره على 54، علمًا أن تلك القيمة قد تختلف من شخصٍ لآخر، وتبلغ في سكر المائدة 60.

الجدير بالذكر أنَّ سكر جوز الهند ذو محتوى عالٍ من السعرات الحرارية؛ أي إنه يتشابه مع سكر المائدة في ذلك، لذا لا بد من الانتباه إلى الكمية المتناولة منه كي لا تتجاوز النسبة الموصى بها.

كذلك لا بدَّ من التنويه بأن سكر المائدة يتألف من 50% فركتوز و50% غلوكوز، أما سكر جوز الهند يتألف من 70-80% سكروز، ويتألف الأخير بدوره من الفركتوز والغلوكوز، ويشكل الفركتوز نصفه الكمية؛ وبذلك فهو يماثل السكر العادي في هذه الناحية، ويؤدي الإفراط في تناول الفركتوز إلى الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.

وفي النهاية، وعلى الرغم من احتواء سكر جوز الهند على بعض المغذيات، لكنَّ تأثيره في الصحة مشابه إلى حدٍ كبير لتأثير سكر المائدة، لذلك يجب تناوله باعتدال، فهو ليس حلًا سحريًا ولا غذاء معجزة كما يصور البعض!! 

المصدر:

هنا