الطب > مقالات طبية

اِلتهاب الدماغ Encephalitis - الجزء الأول

يُعرَّف التهاب الدماغ encephalitis بأنه أذية التهابية تُصيب نسيج الدماغ. ويكون حدوثه نادرًا؛ إذ يُصيب واحدًا من بين 200 ألف شخص في الولايات المتحدة كلَّ عام، ولكنه من الحالات المرضية الخطيرة التي تتطلّب علاجًا آنيًّا في المشفى.

أسبابه:

 السبب الأشيع هو العدوى بالفيروسات، لذا قد يشار إليه بالتهاب الدماغ الفيروسي viral encephalitis؛ أي، تحدث الإصابة بعد التعرض لإنتان فيروسي.

وفي بعض الحالات النادرة يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو فطرية، ويمكن أن يكون تناول أدوية معيّنة أو بعض المواد السامّة سببًا في حدوثه.

ومن أهم هذه الفيروسات:

1- فيروس الحلأ البسيط  (herpes simplex virus (HSV، بنمطَيه الأول HSV type1، والثاني HSV type2، ويُعدُّ المسبب الأشيع للالتهاب الدماغ.

2- عائلة فيروسات الحلأ الأخرى، مثل فيروس ابشتاين-بارEpstein-Barr virus والفيروس النطاقي الحُماقي  VZV. 

3- الفيروسات المعوية Enteroviruses، مثل فيروس كوكساكي، وفيروس شلل الأطفال.

4- الفيروسات المنقولة بالبعوض، والمُسببة لأنواع إنتانات عديدة، مثل التهاب الدماغ لا كروس، والتهاب الدماغ القديس لويس، والتهاب الدماغ الخيلي الشرقي، والخيلي الغربي.

5- فيروس داء الكَلَب rabies.

وللالتهاب الدماغ نمطان أساسيان، هما:

نمط أولي Primary Encephalitis: يُصيب الفيروس الدماغ مباشرةً، وتتركّز الإصابة في هذه النمط في منطقة محددة، أو يمكنها الانتشار.

نمط ثانوي Secondary Encephalitis: يُهاجم جهاز المناعة -في هذه الحالة- خلايا الدماغ السليمة على نحوٍ خاطئ، بدلًا من مهاجمة الخلايا المسببة للالتهاب، ويُعرف هذا النمط أيضًا بـ(التهاب الدماغ التالي للعدوى post-infectious encephalitis)، ويحدث عادةً بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة الأولية.

 

التهاب الدماغ عند الأطفال:

ترتفع احتمالية إصابة الطفل بالتهاب الدماغ في حال وجود أيّ مما يأتي:

- إنتانات الجهاز التنفسي العلوي.

- الأمراض التي تترافق مع حصول غثيان، مثل: إسهال أو إقياء.

- فيروسات النكاف، والحصبة، والحصبة الألمانية، وجدري الماء.

- داء السل.

- الأطفال غير الملقحين ضد بعض الفيروسات. 

ومن الجدير ذكره؛ أن الأطفال، وكبار السن، والأشخاص الضعيفي المناعة هم الفئة الأكثر عرضةً للهجمة المرضية. 

أعراضه:

تتراوح علامات التهاب الدماغ من خفيفة، مشابهة للإنفلونزا (مثل الحمى والصداع) إلى أعراض أكثر خطورة، كتشوشِ الرؤية، أو اضطرابات في حركة الحواس، أو الغياب عن الوعي.

الأعراض المبكرة:

- حرارة تصل إلى 38 Cْ أو أعلى من ذلك.

 - صداع.

- شعور بالوهن، وعدم الراحة.

- ألم المفاصل والعضلات. 

- وفي مثل هذه الحالات نكتفي بالراحة، وإعطاء المريض سوائل ومسكنات الألم.

الأعراض الأكثر خطورة:

- نوبات اختلاجية.

- هيجان، وارتباك وتبدلات في السلوك والشخصية.

- فقدٌ عامٌّ بالحواس.

- اضطراب الوعي، ويتراوح بين التخليط، وعدم التوجه، والغياب الكامل عن الوعي. 

- صعوبة في التكلّم، ومُشاكلات في الرؤية.

- أعراض مشابهة للاِلتهاب السحايا، مثل الحساسية للضوء الساطع، وطفح بقعي، وصلابة الرقبة.

وعند الرضع: 

تظهر لديهم علامات إضافية، أهمها: 

- البكاء المستمر.

- سوء تغذية؛ أي عدم وصول وادر كافٍ من الغذاء.

- صلابة في الجسم.

- انتفاخ في اليوافيخ (مناطق غير ملتحمة من عظام الجمجمة تكون طبيعيًّا لدى الرضع).

- غثيان وإقياء. (مصدر2و3)

- صورة توضح الانتفاخ الحاصل في جمجمة الطفل

كيف يُشخَّص التهاب الدماغ، وما مضاعفاته؟ وهل من خطة علاجية معينة؟

هذا ما سنستعرضه تفصيلًا في جزءٍ ثانٍ للمقال، سيتناولُ الجانب العلاجي الوقائي للمرض.

انتظرونا..

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا