الطب > ‏معلومة سريعة‬

من صالونات التجميل إلى الكبد.. إنذار خطر!

كثيرًا ما تؤدي الممارسات الروتينية المغلوطة إلى انتشار أمراضٍ قد تستمر سنواتٍ طويلة لما تحمله من أعراض لا يُحمد عقباها، بل قد تودي بحياة المصابين أيضًا، ولكن هل يُعقَل لأماكن الأناقة والعناية الشخصية أن تكون مرتعًا للفيروسات، ومكانًا رئيسًا لتصدير العدوى الجرثومية والفيروسية؟ كيف ذلك؟ أجل، فعلى سبيل المثال؛ قد تكون صالونات التجميل بؤرة لواحد من أخطر الفيروسات البشرية، إنه فيروس التهاب الكبد من النمط B المشار إليه بالاختصار HBV.

يسبب الفيروس HBV التهابًا كبديًّا حادًّا، وقد يتجه للإزمان في بعض الحالات، فبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية؛ إنّ 27 مليون شخص مصاب بالعدوى بهذا الفيروس حتى عام 2016 م، وتسبَّب بـ 887000 حالة وفاة في عام 2015 م، وذلك تبعًا لما ينتج عنه من مضاعفات تشمل كلًّا من تشمّع الكبد وسرطانة الخلية الكبدية.

وتنتقل العدوى بهذا المرض عن طريق التماس مع الدم أو سوائل الجسم، إضافةً إلى أنه ينتقل من الأم الحامل إلى جنينها، وتبلغ نسبة العدوى به (50-100 مرة) أكثر من فيروس نقص المناعة البشرية HIV.

ونظرًا إلى الخطورة الكبيرة التي يحملها المرض، فمن الضروري الإشارة إلى الإجراءات المحتملة، فمن شأنه أن يتسبب بانتقال العدوى؛ إذ نجد أنّ لصالونات التجميل دورًا في سراية المرض، فبحسب دراسات عديدة وُجِدَ أنها في الغالب لا تحرص على اتباع خطوات التطهير والتعقيم الموصى بها من هيئات الصحة والسلامة المهنية؛ إذ نجد انتهاكات لمعايير استخدام أدوات خاصة لكل زبونٍ على حدة، فقطرات الدم المجهرية كفيلة لانتشار العدوى، ولا سيما عند تلوّث الأدوات كأحواض الأقدام والملاقط وطلاء الأظافر أيضًا، ففي إحدى الدراسات التي أجريت في البرازيل وشملت عينة عشوائية، شملت 100 اختصاصي تجميل من العاملين في الصالونات؛ إذ قُيّمت بيئة العمل بواسطة  فحص مصولهم للكشف عن التهاب الكبد B، فأظهرت النتائج أن الالتزام بالمعايير المهنية للسلامة لم يكن كافيًا، ولوحظ أن 5% فقط من المشاركين كانوا يستخدمون القفازات، ولم يغسل أيٌ منهم يديه!

إضافةً إلى أنّ 7% فقط يستخدمون موادًّا صالحة للاستخدام مرة واحدة، و93% لم ينظفوا موادهم المستخدمة من قبل!

وكذلك أظهرت الدراسة أنّ واحدًا من كل عشرة من العاملين في مجال تجميل الصالوات كان يحمل واسمات مصلية للالتهاب الكبد b أو c.

لذلك من الأفضل جلب الزبون أدواته الخاصة أو التأكد أن الصالون يستخدم أدوات وقطع خاصة بكل زبون، وكذلك يتّبع معايير الصحة الرسمية والسلامة المهنية، كتعقيم الأدوات التي تستخدم مرات عدَّة وتطهيرها.

فلا بدّ من التنبيه لأن شفرات الحلاقة والأدوات الحادة يجب أن تكون شخصية، فمشاركتها تزيد من خطر العدوى.

أما لدى السيدات خصوصًا، فإذا كان هناك جروح، أو لدغات حشرات، أو عدوى جلدية، فيجب تجنب طلاء أظافر اليدين والقدمين إلى أن تُشفى.

ومن الجدير بالذكر أنّ للعيادات السنّية نصيبًا من هذه العدوى الفيروسة أيضًا، وخصوصًا لدى جرّاحي الفم واللثة؛ لذلك يُنصح أطباء الأسنان بأخذ لقاح ضد فيروس التهاب الكبد HBV كل 4 سنوات، والحرص على غسل اليدين قبل علاج المرضى، واستخدام الأقنعة والزي المناسب للحماية من بقع الدم واللعاب، واستخدام النظارات والأقنعة الواقية، ومن المهم جدًّا تعقيم الأدوات، واستخدام المعقمات الحرارية؛ لضمان عدم انتشار عدوى بين المرضى. 

وعمومًا، للوقاية من الإصابة الفيروسية بالـHBV من الأفضل اتباع القواعد الصحية العامة الآتية:

1- أخذ اللقاح (في حال عدم الإصابة). 

2- استخدام الواقي الذكري في أثناء كل ممارسة جنسية. 

3- ارتداء القفازات عند الاضطرار لمس ضمادات شخص آخر. 

4- تغطية الجروح. 

5- عدم مشاركة شفرات الحلاقة، أو فرشاة الأسنان، أو أدوات العناية بالأظافر، والأقراط مع أي شخص آخر.

6- عدم مشاركة مضغ اللبانة، أو مضغ طعام الطفل مسبقًا. 

وفي الختام، يقال الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء، فاحرص أن تتمتع دومًا بصحة جيدة باتباع خطوات بسيطة من العقامة تجعلك بمنأى عن فيروسات وجراثيم قد تسبب العدوى بها إصابات قد تدوم سنوات طويلة. 

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا

7- هنا