علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

دعم الأقران

يُعتمد كثيراً في الآونة الأخيرة على أنواعٍ جديدةٍ من العلاج غير الدوائي، ويُشجّع المرضى على اختبار أنفسهم والاختلاط بالآخرين واكتشاف مواهبهم والتخطيط لمستقبلهم. إحدى هذه الطرائق المتبعة تُسمّى بجماعة دعم الأقران.

يُعرّف دعم الأقران بأنه عملية تقديم المساعدة غير المهنية وغير المختصة بين أفرادٍ تعرّضوا لخبراتٍ وتجارب متماثلة، وذلك لتحقيق الشفاء الطويل الأمد. وتكون هذه المساعدة على شكل دعمٍ قد يكون عاطفياً أو اجتماعياً أو عملياً، ولكنّ الأهم أن يكون هذا الدعم متبادَلاً بما يفيد من قدّمه ومن تلقّاه على حدٍّ سواء. وهو دعمٌ يركّز على نقاط القوّة لدى الأفراد الذين يتشاركون الخبرات والتجارب ويتعاطفون مع بعضهم البعض. 

وأظهرت الأبحاث أن شبكات الدعم هذه تؤدي إلى خفض الأعراض النفسية، وبالنتيجة إلى خفض اللجوء إلى المستشفيات، وتساعد على تعزيز احترام الذات والأداء الاجتماعي، وترفع مستويات الثقة بالنفس وتولّد المشاعر الإيجابية لدى الأفراد. 

تُعدُّ الاضطرابات النفسية وإدمان الكحول والمخدرات أكثر المواضيع مناقشةً في دعم الأقران. وقد ثبت أن لدعم الأقران دورٌ فعالٌ ورئيسيٌّ في علاج الإدمان، فأولئك الذين شاركوا في العلاج بما فيه دعم الأقران أظهروا امتناعاً أكثر من غيرهم عن العودة للإدمان، وكانوا أكثر تقبّلاً للعلاج.

يمكن استخدام جماعة دعم الأقران في ما يأتي: الإدمان، القلق، الاكتئاب، حالات الطلاق، مشكلات العلاقات، غيرها من الأمراض والاضطرابات العقلية.

أنواع جماعات دعم الأقران:

- السماعي: ويعتمد بالدرجة الأولى على مهارات التواصل والإصغاء الفعال المباشر وغير المباشر، ويعتمد على إيجاد طرائق لحلِّ المشكلات معاً، وعادةً ما يكون المُصغي مُدَرَّباً مختصّاً في الاستشارة النفسية.

- التعليمي: هنا يدرَّب أشخاصٌ على إعطاء معلوماتٍ لغيرهم من الأقران حول مواضيع معينة كالتعامل مع: الإدمان، الاكتئاب، القلق. ويكون الأفراد في هذه المجموعة من العمر نفسه والحالة والخبرات السابقة ذاتها.

- المزدوج: وهنا يقوم كلُّ فردٍ بمساعدة فردٍ آخر، إذ يوجّهه ويعلّمه.

- المرافق: هنا يرافق أشخاصٌ تلقّوا تدريباً معيناً جماعاتٍ أخرى لتقديم التوجيه والمشورة، ولمساعدتهم على التأقلم. وإن فكرة القدوة الإيجابي تؤدي دوراً مهماً في هذا النوع.

- حلُّ النزاعات: إذ يقدم أفرادٌ مدربون المساعدة لتنمية مهارات حلِّ المشكلات والنزاعات لدى الأفراد داخل المجموعة، ويساعدون على تقديم الحلول لبعض المواقف. 

ما يحققه دعم الأقران:

1- مساعدة الأفراد على اتخاذ خطواتٍ مهمةٍ نحو الشفاء.

2- اكتساب خبراتٍ متنوّعةٍ عن طريق تبادل التجارب بين الأفراد.

3- تحقيق التعاون بين القائم على جماعة دعم الأقران وبين المستفيدين منها.

4- إتاحة الفرصة لتشكيل جماعات دعم أقرانٍ صغرى، إذ يدرّب الأشخاص على تقديم خدمة دعم الأقران بأنفسهم مع الإشراف المناسب.

5- استخدام خبرات الأشخاص المستفيدين لتطوير الخدمة بحدِّ ذاتها.

6- ومن أهمِّ فوائد دعم الأقران المبادئُ التي يسعى إلى تحقيقها، وهي: السلامة والثقة، كن على طبيعتك، التبادلية، الحدُّ من وصمة العار، المساواة، التمكين، التضامن، الاستقلال، القوة والإمكانات، وجود الخيارات.

دُرست نتائج عددٍ من مجموعات استهدفت أشخاصاً يعانون أمراضاً مزمنةً مختلفةً في مناطق عديدة، ووُجد أن جماعة الأقران تعمّق شعور الفرد بالاتصال، وتقلّل من الوحدة، وتساهم في زيادة إنتاجية الحلول لدى الفرد. إلا أن من مآخذها احتمالية تورّط الموجِّه بعلاقةٍ عاطفيةٍ مع الفرد المُستلِم للخدمة، وهو أمرٌ قد يؤدي إلى تراجع الحالة الصحية لدى الفرد، وخاصةً إن تطلّب الأمر إنهاء الخدمة. ولتفادي هذا الأمر يجب العمل على تدريب مقدّمي الخدمة مهنياً ومتابعتهم. 

على الرغم من عدِّ التحسينات التي تقدمها الخدمة على المستوى الذاتي للفرد من أهم العناصر المؤثرة في خدمات دعم الأقران، إلا أن الدراسات ما زالت مستمرةً حول فوائد ومآخذ هذه الخدمات وكيفية استخدامها بالشكل المفيد والصحي.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا