الهندسة والآليات > الروبوتات

الروبوتات تخطط لاجتياح دورة الألعاب الأولمبية في اليابان 2020

أعلنت اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية عام 2020 إطلاق (برنامج روبوتات طوكيو 2020) ويتضمن البرنامج تسخير مجموعة من الروبوتات الخدمية؛ لتقديم خدمات متنوعة للزوار خلال الألعاب.(1)

ويجمع هذا البرنامج مجموعة واسعة من الاختصاصيين في مجال الروبوتيكس ويلقى الدعم من أمانة مجلس وزراء اليابان ووزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقانة ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة؛ إضافة إلى حكومة العاصمة وهيئة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 بالتعاون مع شركات باناسونيك وتويوتا موتورز.(3)

بهدف جعل الألعاب الأولمبية في طوكيو الأكثر ابتكارًا في التاريخ وعرض تقنيات الروبوتيكس المتطورة في اليابان لدول العالم كُشِفَ عن نموذجي الروبوتات التي ستستخدم ضمن الألعاب؛ الأول HSR (روبوت الدعم البشري Human Support Robot) وهو روبوت بارتفاع متر واحد تقريبًا ويملك ذراع واحدة قادرة على الإمساك بالأشياء والتقاطها من الأرض ورفعها إلى الأعلى ويمكن أن يعمل الروبوت باستقلالية أو يُتحَكُم به عن بعد، والروبوت الآخر هو DSR (روبوت دعم التوصيل Delivery Support Robot) وكلاهما من تطوير شركة تويوتا موتورز وإنتاجها (5) وسيكونان مسؤولين عن مساعدة الزوار الذين يستخدمون كراسي مدولبة بتوجيههم إلى مقاعدهم وتزويدهم بالمعلومات عن الحدث القائم والعروض المقدمة وتوصيل الطعام ومختلف الاحتياجات إليهم؛(4) فمثلاً عندما يطلب أحد الزوار طعامًا أو شرابًا عن طريق أي جهاز لَوحي ينقل DSR الطلب في سلة مخصصة؛ ليُسلِمها إلى HSR الذي سيُوصلها بدوره مباشرة إلى الزوار، و قد صرحت تويوتا أنه من المتوقع استخدام  16 روبوتًا من HSR ومن ثمانية إلى عشرة روبوتات من DSR ضمن المدرجات،(5) وكذلك من المتوقع أن تصبح هذه الإصدارات من الروبوتات متاحة للبيع للعموم بحلول عام 2030(2)

وستُستخدَم بدلات الطاقة المساعدة من تطوير شركة باناسونيك في منطقة ما خلف الكواليس للمعارض والقرى الأولمبية والبارالمبية؛ لتنزيل الحمولات الثقيلة من الطعام والشراب ونقلها وللتخلص من النفايات مما يُسهِّل العمل البشري ويؤمن بيئة عمل أكثر صحة وأمان، وسوف تُفرِغ هذه البدلات وتَنقُل حاجيات الرياضيين المشاركين وحقائبهم إلى الحافلات عند استقبالهم في المطارات.(4) 

وقد صرَّحت باناسونيك بأن بدلات Atoun Model Y بوزن 4.5 كيلوغرام للبدلة الواحدة قادرة على تخفيف عبء الحمولات العالية المطبقة على أسفل ظهر المستخدم بنسبة 10 إلى 40 بالمئة.(5) 

وقد صرح مدير عام باناسونيك يوشيفومي أوشيدا قائلًا: "نريد الحصول على مجتمع يستطيع الناس العمل فيه بغض النظر عن الفروق الجنسية والعمرية؛ إذ تصبح بدلات الطاقة الخاصة بنا ذات قيمة عالية عند الحاجة إلى حمل حقيبة أو صندوق ثقيل".(2)

إضافة إلى السابق ستؤدي مجموعة من الروبوتات الأخرى بواجبات إضافية خلال الألعاب، ولكن لم يُصرَّح عنها بعد، وعمومًا؛ ستساعد الروبوتات بتقديم ألعاب أكثر أمانًا ومرونة، وبالرغم من أن الروبوتات ستُستخدَم لتأدية وظائف محددة تمامًا خلال الألعاب؛ فإن المتوقع من المشروع إظهار إمكانية استخدام الروبوتات بتطبيقات واسعة أكثر في الحياة اليومية.(3) 

ويُعدُّ هذا الجانب من أكبر فوائد هذا المشروع؛ إذ إنه من المحتمل وجود روبوتات أخرى أكثر تطورًا قادرة على تقديم خدمات أكثر أهمية من HSR؛ لكن روبوتات HSR الخاصة بتويوتا هي مِنصات بحثية وستؤدي مهام بحثية مختلفة خلال عملها ضمن الألعاب عن طريق استثمار وجودها في بيئة حياة يومية مثل الألعاب الأولمبية؛ مما يساعد على تطوير سلوكها وأدائها أداءً أفضل من التجارب المخبرية العادية. (1)

و قد صرح نائب رئيس طوكيو 2020 ماساكي كوميا: "نطلق مشروع الروبوتات هذا بمساعدة كثيرٍ من الأشخاص بهدف إنشاء ألعاب مبتكرة فعلًا تنطبق مع رؤية طوكيو 2020، ونريد من أكبر عدد ممكن من الأشخاص أن يجرب هذه التقنيات التي تشكل أحد نقاط قوة اليابان وأؤمن بأنه عن طريق هذه الدورة من الألعاب سنبدأ بطابع جديد للألعاب الأولمبية يمتد إلى الدورات في السنين القادمة".(3)

تشكل الألعاب الأولمبية فرصًا للبلدان لإظهار إنجازاتها الثقافية والتقنية؛ ففي المرة الأخيرة التي استضافت اليابان الألعاب الأولمبية عام 1964 كشفت عن قطار شينكانسن المدعو بالطلقة، وقد عُدَّت تلك الدورة من الألعاب الأولمبية نقطة انعطاف في تاريخ اليابان إذ عرضت البلاد تقدمها الاقتصادي ولا سيما أنها كانت تتعافى  من آثار الحرب العالمية الثانية.(2)

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا