الغذاء والتغذية > تغذية الأطفال

التغذية والإرضاع.. كيف يؤثر طعامي في صحة طفلي؟

تحمل فترة الرضاعة أهميةً كبيرةً لحياة الطفل وتطور مناعته ومدِّه بالمغذيات المناسبة، وفي هذه الفترة يتسنَّى للأم استعادة ما فقدته من مغذيات في أثناء فترة الحمل، ولا يختلف النظام الغذائي الخاص بالنساء المرضعات عن غيرهن، لكنَّ السيدة قد تحتاج الحصول على 450-500 سعرةً حراريةً إضافيةً إن لم تكن مضطرةً إلى خفض وزنها في أثناء هذه الفترة، ويجب على الأم المرضع عمومًا استشارة أخصائي التغذية للحصول على النصائح المناسبة.

ويعد كلٌّ من الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والفيتامين A وD عناصر مفيدة وضرورية جدًا في مرحلة الرِضاعة، كذلك يمكن للنظام الغذائي الصحي والمتنوع أن يُساعد الطفل على تُقبل الأطعمة الصّلبة في وقتٍ لاحق.

وكثيرًا ما تتناهى إلى سمعنا نصائح عن بعض الأطعمة التي يجب تجنبها أو التي ينصح بتناولها في هذه الفترة، فماذا تعرفون عنها؟

نبدأ الإجابة عن هذا التساؤل باستعراض بعض الأطعمة التي يجب أن تأكلها الأم في أثناء الرضاعة الطبيعية

لا يوجد نظام غذائي موحدٌ يناسب جميع الأمهات في فترة الرضاعة، لكن الأساس يعتمد على النظام الصحي والمتنوع. وينصح بالتركيز على الأصناف الآتية:

-الفاكهة:

تعد من أهم مصادر الفيتامينات والمعادن والألياف، ووسيلة لتقليل الإمساك الذي تعاني منه بعض السيدات بعد الولادة، وأهمها البرتقال والغريفون والشمام والموز والخوخ والمشمش والمانجو.

-الخضروات:

تنصح النساء المرضعات بتناول 3 أكواب من الخضروات على الأقل يوميًا، إذ تتميز بغناها بالفيتامينات والمعادن ومُضادات الأكسدة، ويساعد تناولها على نحو كافٍ على تجديد مخازن العناصر الغذائية الداخلة في تكوين الحليب واصطناعه في جسم الأم. ومن أهم الخضروات نذكر السبانخ واللفت والجزر والبطاطا الحلوة واليقطين والطماطم والفلفل الأحمر.

-الحبوب الكاملة:

يجب على المرضعات تناول الحبوب الكاملة الغنية بالألياف والعناصر المعدنية المفيدة، مثل الأرز الأسمر والخبز المصنوع من القمح الكامل. كذلك يمكن لتناول الكينوا أن يكون مفيدًا نظرًا لاحتوائها على نسبةٍ جيدةٍ من البروتين.

-البروتينات:

يحتاج الجسم عند الرضاعة الطبيعية 25 غرامًا إضافيًا من البروتين يوميًا، ودون أن يقل المدخول اليومي من البروتين عن 65 غرامًا. ومن أهم الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين الفول والبازلاء والمكسرات واللحوم والدجاج والأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض الأوميغا 3 مثل السلمون والتراوت والسردين.

وبالمقابل، توجد بعض أنواع السمك التي يجب على المرضعات تجنبها مثل سمك التونة الأبيض وسمك أبو سيف وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الزئبق.

-مُنتجات الألبان:

تتعرض كلٌّ من الحوامل والمُرضعات إلى فقدان الكالسيوم من العظام، مما يُعرِضُهنَّ إلى هشاشة العظام إن لم يحصلوا على كميات كافية من الفيتامين D والكالسيوم، وتعد منتجات الألبان مصادر ممتازة لهذين العنصرين.

ويمكن للأشخاص الذين يمتنعون عن تناول منتجات الألبان الحصول على الكالسيوم من الخضروات الداكنة والفاصولياء وعصير البرتقال المُدعم، وتُوصي الأكاديمية الوطنية للعلوم بتناول النساء اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية قرابة 1000 ملغ من الكالسيوم يوميًا.

يذكر أن الشمس هي المصدر الأول والرئيس للفيتامين D، لكن تناول الأطعمة الغنية به مثل الأسماك أو تناول المكملات الغذائية يمكن أن يحسن نسبه في الجسم.

وقد تحتاج بعض النساء المرضعات إلى مكملات غذائية تعمل على تحفيز إفراز الحليب في الجسم، ويكون ذلك تحت إشراف الطبيب المختص.

ما الأطعمة التي يجب على المرضع تجنبها خلال هذه المرحلة؟

ليست هناك أطعمة ممنوعة تمامًا على المرضع، لكن عليها اتباع بعض النصائح حرصًا على عدم التسبب بأي ضرر للرضيع، وهي:

1- يجب على المرضع الحد من تناول الأسماك المحتوية على الزئبق.

2- تخفيف المشروبات المحتوية على الكافيين كالقهوة والشاي وغيرها، لأنها تؤثر على نحو كبير في نوم الرضيع على الرغم من أنها الكميات التي تصل إلى الحليب قليلة.

3- يجب على الأم استشارة اختصاصي التغذية عند أخذ القرار باتباع برنامج غذائي معين وذلك لضمان حصولها على كامل احتياجاتها واحتياجات الطفل.

4- تفضل بعض السيدات التقليل من تناول التوابل والأطعمة الحريفة، فضلًا عن الخضروات الصليبية مثل القرنبيط والملفوف وغيرها لأنها تزيد النفخة وتشكل الغازات عند الأم والطفل، لكنَّ بعض الدراسات أشارت إلى أن هذه الأطعمة لا تؤثر كثيرًا في الأطفال، لذا يمكن للأم أن تقيّم ذلك وتختار الأفضل لها ولطفلها.

5- يفضل الحد من تناول الكحول قدر الإمكان، إذ توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها The Centers for Disease Control and Prevention (CDC) بألا تزيد الكمية عن كأس واحد في اليوم، ويفضل أن يفصلها عن الإرضاع ساعتان على الأقل.

هل يمكن لبعض الأطعمة أن تزيد إفراز حليب الأم؟

إن الأبحاث التي أجريت لمعرفة تأثير الأطعمة في زيادة من حليب الأم قليلة ومختلطة النتائج، لكن بعضها أشار إلى دور بعض الأعشاب في زيادة إفراز الحليب لدى المرضع، ومن هذه الأطعمة نذكر الشوفان Oatmeal، وبذور الحلبة Fenugreek seeds والمدرَّة المخزنية Goat's-rue أو French lilac؛ وهي نبات من فصيلة البقوليات وتسمى باللاتينية Galega officinalis.

تشكل الرضاعة الطبيعية تحديًا صعبًا خاصةً في الأسابيع الأولى من الولادة، وفي هذه الفترة يشعر الكثير من الآباء والأمهات بالتعب الشديد الذي يمنعهم حتى من تناول الطعام على نحو جيد وصحي، وعليهم أن يتذكروا دائمًا أن صحة الطفل تتأثر بصحة مقدمي الرعاية إليه، لذا فإن اهتمام الأم بصحتها وغذائها يضمن حصول طفلها على أفضل رعاية ممكنة ويحسن مناعته ويدعم نموه الصحي أكثر.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

المراجع العلمية:

Bazzano، A. N.، Cenac، L.، Brandt، A. J.، Barnett، J.، Thibeau، S.، & Theall، K. P. (2017، February 27). Maternal experiences with and sources of information on galactagogues to support lactation: A cross-sectional study. International Journal of Women's Health، 9، 105–113 هنا

Kominiarek، M. A.، & Rajan، P. (2016، November). Nutrition recommendations in pregnancy and lactation. Medical Clinics of North America، 100(6)، 1199–1215. هنا