التعليم واللغات > اللغويات

هل يؤثر مخزونك اللغوي في معالجتك للغة؟

يختلف المتحدثون الأصليون بلغة ما في عدد الكلمات التي يُتقنونها، ولكن ما هي آثار التباين في عدد المفردات في معالجة اللغة؟ ولماذا يختلف الناس في عدد المفردات الخاصة بهم؟ بحثت (نينا ماينز) في هذين السؤالين، وقدمت أطروحتها في هذا الموضوع في جامعة (رادباود نيمخين) في هولندا.

المفردات ومعالجة اللغة

تُعدُّ معرفة كلمات اللغة جانبًا أساسيًّا في إتقان الفرد للغته، وقد تَبيَّن أن الناطقين الأصليين بلغة ما يختلفون اختلافًا كبيرًا في عدد المفردات لديهم، ويرتبطُ التباين في عدد المفردات بدوره بالاختلافات في معالجة اللغة، وقد أكدت أبحاث (ماينز) دراساتِ سابقة عن الموضوع وأظهرت أن الأفراد الذين لديهم عدد مفردات أكبر هم أسرع وأدق في تعرُّف الكلمات وإنتاجها، وكان هذا صحيحًا ليس فقط بالنسبة للمشاركين العاديين في الأبحاث اللغوية النفسية؛ أي طلاب الجامعات، بل أيضًا للأفراد من خلفياتٍ أكثر تنوعًا، وعلى الرغم من أن النتائج أظهرت عمومًا النمط نفسه من العلاقة بين المفردات ومعالجة اللغة، كانت هناك اختلافات طفيفة بين مجموعة المشاركين العاديين والمجموعة الأكثر تنوعًا، وتوضح هذه النتائج أهمية إجراء الاختبارات ليس فقط على طلاب الجامعات بل أيضًا على المشاركين من خلفيات تعليمية أكثر تنوعًا.

تعلُّم الكلمات

لماذا يتعلم بعض الناس كلمات أكثر من الآخرين، وينتهي بهم الأمر إلى إتقان مفردات أكثر من غيرهم؟ على الرغم من حقيقة أن تعلم الكلمات يستمر بلا شك مدى الحياة، لا يُعرف الكثير عن العوامل التي تؤثر في تعلم اللغة الأم في مرحلة البلوغ، وقد كشفت دراسة (ماينز) عن تعلم الكلمات ومشروع النمذجة الحسابية الذي أجرته أن القدرات المعرفية -مثل الذكاء العام وسرعة المعالجة العامة- تؤثر على الأرجح في كلٍّ من تعلم الكلمات ومعالجتها عند البالغين، ولذلك ارتبط مستوى الذكاء الأعلى وسرعة المعالجة العامة الأعلى بتحسينِ تعلم الكلمات، ومن ثم زيادةِ عدد المفردات من ناحية وزيادةِ سرعة معالجة اللغة من ناحية أخرى.

وهكذا تشير نتائج (ماينز) إلى أنه قد لا تؤدي زيادةُ عدد المفردات في حد ذاتها إلى تحسين معالجة اللغة، ولكن قد تكون العواملُ نفسها التي تؤدي إلى التباين في تعلم الكلمات وحجم المفردات هي مصدر الاختلاف في معالجة اللغة.

المصدر: 

هنا