الفلسفة وعلم الاجتماع > علم المنطق والأبستمولوجيا

مغالطة الانحياز التأكيدي (التأييد دون التفنيد) Confirmation Bias Fallacy

يقع الفرد بمغالطة الانحياز التأكيدي (Confirmation bias fallacy) عندما يميل الفرد للبحث عن أدلة تؤيد فَرْضِيَّتَه ويتجاهلُ الأدِلَّة التي تُفَنِّدُها أو لا يُولِيها الاهتمام ذاته، وبذلك تعدُّ هذه المغالطة صورة من صور الانحياز الانتقائي (Selection Bias) في جمع الأدلة.

وفي مجال الاستدلال الاحصائي يُعَدُّ انحياز التأييد نوعًا من الانحياز المعرفي تجاه تأييد الفَرْضِيَّة محل الدراسة، ومن أجل معادلة هذا الميل البشري؛ شُدِّد المنهج العلمي بطريقة تُلزِمنا بأن نحاول تفنيد فرضياتنا، فإنَّ العثور على دليلٍ يؤكد الفرضية غير كافٍ لإثبات صدقها، في حين العثور على دليل واحد يدحضها يكفي لإثبات كذبها.

ولكن يُحدِث تَكْرار البيانات المُفنِّدة تحولات في التفكير النظري؛ إذ يستبعدها الباحثون بدايةً لعَدِّها نِتَاج خطأ أو عوامل دخيلة، ويؤدي تراكم البيانات المُفَنِّدة وتَكْرارها تغيّرًا في إستراتيجيات الاستدلال السببي.

مذهب التكذيب Falsificationism

رفض (كارل بوبر) فكرة أن المعرفة العلمية تتراكم عن طريق تأييد الفرضيات؛ إذ رأى أنَّ الفرضيات لا تكون جديرة بالقَبول ما لم تكن قابلة للتكذيب، لأنه من السهل أن تجد أمثلة مؤيدة للفرضيات سهولةً تجعل من المُستبعَد أن يكون هذا طريق العلم الصحيح.

تفيد دعوى (بوبر) أنَّ قَبول الفرضيات عن طريق إيجاد أدلة مؤيدة سيؤدي بنا إلى قبول عدد لا يحصى من الفرضيات الكاذبة، أما الحصول على فرضية صمدت أمام عدة محاولات لتكذيبها؛ فعندئذٍ يمكن القبول بها، ليس لكونها فرضية صادقة بل لكونها أفضل فرضية متاحة حتى الآن.

إذًا ليس التأييد هو معيار العلم؛ بل التكذيب.

مثال (1): يصدق الناس التنجيم بسبب التفاتِهم نحو الأحداث التي تتفق معه وإغفالهم تلك التي لا تتفق.

مثال (2): اعتقاد شخص بأنَّ الرقم سبعة هو رقم حظه بسبب تكراره في الأشياء ذات الأرقام التي تخصّه، مثل يوم وشهر ميلاده، ورقم هاتفه، ورقمه الوطني، وترتيبه بين إخوته، ولكنه أغفل عدم وجود هذا الرقم في الأشياء الأخرى.

المصادر:

1- مصطفى، عادل. المغالطات المنطقية (فصول في المنطق غير الصوري)، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، ط1، 2007. ص179 إلى ص154

2-  هنا