الطب > مقالات طبية

الرضاعة الطبيعية وفوائدها للأم

يوصي خبراء عدَّة في المجال الطبي -بما في ذلك الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) والكلية الأمريكية لمختصي التوليد وأمراض النساء- بالرضاعة الطبيعية حصرًا (دون أي طعام آخر) مدة ستة أشهر، وبالرضاعة الطبيعية مدة عام على الأقل، وذلك مع غيرها من الأطعمة التي ينبغي أن تبدأ في الشهر السادس من عمر الطفل، مثل الخضروات، والحبوب، والفواكه، والبروتينات.

إذ يُوفِّر حليب الثدي التغذية المثالية للرضَّع؛ لأنه يحتوي مزيجًا مثاليًّا من الفيتامينات، والبروتين، والدهون، وكل ما يحتاجه الطفل للنمو، ثم إن هذه العناصر يَسهُلُ للطفل هضمها أكثر من تركيبة حليب الأطفال.

إضافة إلى ذلك، يحتوي حليبُ الثدي على أجسام ضادة تساعد الطفل على محاربة الفيروسات والبكتيريا، فالرضاعة الطبيعية تُقلِّل من خطر إصابة الطفل بالربو أو الحساسية. 

فكلّما طالت فترة الرضاعة الطبيعية طالت مدة الحماية وازدادت الفوائد، فهي تقلل من مخاطر إصابة الطفل بالإنتانات والإسهالات، وتفيد في الوقاية من متلازمة موت الرضيع المفاجئ، وتقلل من خطر الإصابة بسرطان الدم في مرحلة الطفولة، والبدانة، والسكري، وأمراض القلب، والشرايين في مرحلة البلوغ. 

لذلك يُنصح بعدم إعطاء أي شيء سوى حليب الثدي في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، فهذا بدوره كفيل بخفض عدد زيارات طفلك إلى المشافي والأطباء.

وأظهرت بعض الدراسات أيضًا؛ أن الرضاعة الطبيعية ترتبط بارتفاع معدل الذكاء في مرحلة الطفولة. لمزيد من المعلومات: هنا  

كذلك تساعد الطفل على الإرتباط مع الأم والشعور بالأمان بواسطة التقارب الجسدي والتواصل البصري. 

لمزيد من المعلومات عن أهمية الرضاعة للطفل:

هنا;

هنا;

أما فوائد الرضاعة الطبيعية للأم؛ فإن الرضاعة الطبيعية  تحرق السعرات الحرارية الزائدة، لذلك يمكن أن تُساعد على فقدان وزن الحمل بطريقة أسرع . 

وتعد إطالة فترة الرضاعة الطبيعية مفتاحًا للحصول على خصر أنحف لدى الأمهات، كذلك ترتبط بانخفاض مخاطر الأمراض القلبية الوعائية؛ إذ تُظهر الأبحاث الجديدة أن الإرضاع من الثدي مدة ستة أشهر أو أكثر يرتبط مع محيط خصر أصغر لدى الأمهات بعد سنوات لاحقة من الإرضاع، مقارنة بالأمهات اللواتي يرضعن فترة قصيرة أو اللواتي لا يرضعن أبدًا.

فمحيط الخصر يُعدُّ مقياسًا للسمنة المركزية، وتبيَّن أنه المؤشر الأفضل لتقييم المخاطر على المدى الطويل من وفيات أمراض الشريان التاجي، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، واضطراب شحوم الدم ومتلازمة الاستقلاب على نحو مستقل عن مؤشر كتلة الجسم BMI.

وبهذا تكون فترة الرضاعة الطبيعية مهمة عند دراسة صحة القلب، والأوعية الدموية، والصحة الاستقلابية الطويلة الأمد المتعلقة بالأمهات.

وقد أفادت دراسات سابقة أن النساء اللواتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لديهن سمنة مركزية أقل بعْدَ سنوات مقارنةً بالنساء اللواتي لم يفعلن ذلك؛ إذ تستهلك الرضاعة الطبيعية قرابة 500 سعرة حرارية في اليوم للأمهات.

وقد قُورنت السمنة المركزية بعد عشر سنوات تقريبًا لدى مجموعة من النساء، فكان متوسط محيط الخصر لدى الأمهات اللواتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية مدة ستة أشهر يبلغ 94 سم، أما اللواتي أرضعن أطفالهن مدة أطول فكان لديهن متوسط محيط الخصر 86 سم.

ويدعو الباحثون إلى إجراء مزيد من الأبحاث للتحقق من تأثير الرضاعة الطبيعية في حالات الحمل المتعددة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مدى الحياة.

نذكر أيضًا من فوائد الرضاعة الطبيعية التي تعود على الأم:

 يقلُّ لدى الأمهات اللواتي يرضعن خطر الاكتئاب بعد الولادة، مقارنةً بالأمهات اللواتي يرضعن فترة قصيرة أو اللواتي لا يرضعن أبدًا، فمن المعروف أن الرضاعة الطبيعية تُسبِّب تغيرات هرمونية في الجسم، ومن أكثر التغييرات وضوحًا، هو زيادة كمية الأوكسيتوسين المنتجة الذي يبدو أن له تأثيرات مضادة للقلق على المدى الطويل. 

ثم إن الرضاعة الطبيعية تقلل خطر حدوث أمراض عديدة، وتوفر للأم حماية طويلة الأمد ضد سرطان الثدي والمبيض؛ إذ يرتبط إجمالي الوقت الذي تقضيه المرأة في الرضاعة الطبيعية بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، فالنساء اللواتي يرضعن أكثر من 12 شهرًا في حياتهن يقلُّ لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض بنسبة 28٪.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الرضاعة الطبيعية تحمي من حدوث المتلازمة الاستقلابية؛ وهي مجموعة من الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والمشكلات الصحية الأخرى، ثم إن النساء اللواتي يرضعن مدة سنة أو سنتين ينخفض ​​لديهن -على مدى حياتهن- خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، وشحوم الدم المرتفعة وأمراض القلب، والنمط الثاني من داء السكري.

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3-هنا

4-هنا