البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

نداء جديد تستعمله الأفيال: "إنسان.. اهربوا.." !!

"الأشرار قادمون!!! اهربــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا" دير بالك في إنسان ع يمينك!! يا شباب سمعان دق طبول كني اجوا المجانين!! اركدوا عم يشلفونا بالرماح!!!

هذا ليس سيناريو في مسلسلٍ للرسوم المتحركة، بل إنه ما يحدث فعلاً بين الفيلة النائمة في أحضان الطبيعة حينما يباغتها شرُّ الإنسان، ولكن كيف يقول الفيل للآخر: هناك آدميون؟!

ليس غريباً أن يُصبح الإنسان العدوَّ الأوَّل للفيلة! خاصةً في ظلِّ الانخفاض الحاد بتعداداتها في معظم أصنافها، وقد اتّضح أن الفيلة تشترك بنداءٍ تحذيريٍّ خاصٍ للهروب من البشر.

ذُكِر في مجلّة (PLOS ONE) أن الدكتورة لوسي كينغ (Lucy King) من جامعة اوكسفورد قامت بتسجيل أصواتٍ لقبائل "السامبورو" في كينيا الشمالية، ثم قامت بتشغيلها على مسامع مجموعةٍ من الفيلة المسترخية، فتنبّهت الفيلة وهمّت بالجريِ مُحدثةً دويّاً ونهيماً (النهيم هو صوت الفيل) منخفضاً.

إضافةً لذلك، عندما سجّلت كينغ ذاك النهيم -الذي بدى كأصوات زمجرة الطقس في مشهدٍ خطيرٍ لأحد أفلام الخيال العلميّ- وأسمعته لمجموعةٍ أُخرى من الفيلة؛ لاحظت ردود الفعل ذاتها، ويعكس الاختلاف بين أصوات النهيم درجة الخطورة وبالتالي تحفيز ردود الفعل المناسبة.

أظهرت دراسات كينغ عام 2007 أن الفيلة استجابت بردود فعلٍ مشابهةٍ حين سمعت صوت النحل الهائج الذي قد تلحق لسعته ضرراً كبيراً حول العينين والخرطوم وخلف الأذنين، كما قد تُضِرُّ بالفيلة حديثي الولادة، وعلى أية حالٍ تبيّن أن ذلك لم يكن نداء خطرٍ مُعَمَّمٍ لجميع التهديدات كما هي الحال في بقية المجتمعات الحيوانيّة، فصوت نهيم الفيلة الناتج كردَّة فعلٍ لسماع أصوات البشر يختلف عن ذاك الناتج عن سماع أصوات النحل، حتى أن الفيلة عندما سمعت صوت النحل قامت بهزِّ رؤوسها مُحَاوَلَةً منها لإزاحة النحل، ولم تفعل هذا عندما سمعت كلمات الإنسان.

وتقول كينغ في هذا السياق: "يبدو أن الفيلة تستطيع التلاعب بمسالكها الصوتية (فم، لسان، خرطوم...إلخ) لتُشَكِّلَ نداءاتٍ تحذيريةً مختلفةً، ونحن نعترف بإمكانية أن تكون هذه النداءات التحذيرية ناتجاً ثانويّاً لهروب الفيلة، أي مُجَرَّد استجابةٍ انفعاليّةٍ للتهديد الذي تتلقّاه الفيلةُ الأخرى (التي تسمع صوت التهديد أولاً)، ولكن من جهةٍ ثانيةٍ، نعتقد أن من المحتمل كَونُ تلك التنبيهات الصوتية التي تصدرها الفيلة مشابهةً لِلُغَةِ الإنسان، وبأنها تُصدِرُ هذه النداءات إراديّاً بهدف تحذير أقرانها من تهديدٍ معيّنٍ، حيث تتضمن نتائج بحثنا أن بإمكان النداءات التحذيرية للفيل الأفريقي التمييز بين نوعين من التهديدات، مُظهرةً تحديدَ درجة الخطر وسرعته"، ومما ذكر في ورقة البحث: "تبدي الفيلة مرونة صوتية وقدرة على التعلم الصوتي عبر تقليد أصوات الطبيعية في البيئة المحيطة، ومقاطع صوتية لأصناف أخرى متضمنة أنواع من الفيلة وحتى الإنسان".

ومن الجدير بالذكر أن النحل يُعدُّ نوعاً ما حاجزاً للحدِّ من الصراع بين الفيلة والبشر، حيث تُستخدم بيوت النحل لمنع الفيلة من الشرود نحو القُرى والمزارع، بينما ينتفع المزارعون أيضاً بحصولهم على العسل، وتقول كينغ أنه في حال لم يكن من المناسب إقامة خلايا النحل هذه، فإن التسجيلات الصوتية تفي بالغرض، وتختم قائلةً: "معرفة المزيد عن كيفية استجابة الفيلة للتهديدات المختلفة كالنحل والبشر سيساعدنا لوضع خطط واستراتيجيات تحول دون الصراع بين الفيل والإنسان وبالتالي حماية كلا الطرفين".

يعني أهم شي الجماعة يبطلوا القتيلات والخناقات، لأنه الفيلة فعلاً مخلوقات ذكية لازم نحترم حقها بالحياة معنا على هالكوكب ولازم البشر يوقفوا عن اصطيادها خاصة بهدف استعمال عاجها بالتجارة غير الشرعية، الأفيال كائنات ذكية وأكيد تستحق الحياة بسلام..

المصدر:

هنا

هنا

مصدر الصورة: هنا