الغذاء والتغذية > حميات وأنظمة غذائية

ما هي الصفات المشتركة للحميات الناجحة؟

تعد كل من حمية البحر المتوسط Mediterranean diet والحميات المنخفضة الكربوهيدرات Low-carb diets، وحمية الباليو Paleo diet، وحمية الأغذية الكاملة والنباتية Whole-foods plant-based diet من أهم الحميات الغذائية وأشهرها حول العالم.

وتتميز جميع هذه الحميات بمواصفات مشتركة جعلتها تكتسب شهرتها تلك.. فما هي تلك المواصفات؟ نتعرفها في مقال اليوم..

1- الابتعاد عن السكر المضاف:

يعد استهلاك السكر المضاف من أسوأ المكونات التي تستهلك بكثرة في عصرنا هذا، وعل العكس فإن الاعتدال بتناوله يعد مفتاحًا أساسيًا لحياة صحية. ويشير السكر المضاف إلى جميع أنواع السكريات المضافة للأطعمة والعصائر في أثناء تصنيعها؛ أي التي لا تكون موجودة من أصل المادة الغذائية.

إن سكر الفركتوز من أشهر السكريات المضافة إلى الأغذية، ويسبب زيادة السعرات الحرارية الفارغة دون أية قيمة غذائية تعود بالفائدة على الجسم، إذ يؤدي الاستهلاك الفائض منها إلى تكوّن الدهون وارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية في الدم ومن ثم زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين والبدانة والسكري. كذلك يشكِّل استقلاب الفركتوز عبئًا على الكبد، فهو المسؤول عن استقلابه في الجسم، وبذلك فإن الكميات الفائضة منه تعد من أهم أسباب الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.

2- تجنّب استهلاك الكربوهيدرات المكررة:

تشمل الكربوهيدرات المكررة كلًا من السكر والأطعمة النشوية المكررة، ومنها منتجات الحبوب كالدقيق الأبيض المكرر الذي يصنع من القمح بعد نزع الألياف والنخالة منه وطحن السويداء (الاندوسبيرم). وتحتوي الكربوهيدرات المكررة على سعرات حرارية كثيرة، وتتصف بكونها سريعة الهضم وتؤدي إلى ارتفاعات شديدة وفجائية في مستوى السكر في الدم، مما يسبب زيادة الشهية للطعام لاحقًا نتيجة انخفاض السكر في الدم بشدة. وترتبط المنتجات المكررة بالمتلازمة الاستقلابية Metabolic syndrome التي تشمل البدانة والسكري من النمط 2 وأمراض القلب، لذا يفضل استهلاك منتجات الحبوب الكاملة ذات الألياف العالية والغنيّة بالفيتامينات والمعادن.

3- الابتعاد عن الزيوت النباتية ذات المحتوى العالي من الأوميغا-6:

بدأ إنتاج الزيوت المكررة في أوائل القرن العشرين، وترافق ذلك بزيادة استهلاك عدد من الزيوت النباتية منها زيت الكانولا، وزيت الذرة، وزيت الصويا، وزيت بذرة القطن. وتتصف هذه الأنواع المذكورة بارتفاع محتواها من الأحماض الدهنية غير المشبعة من نوع الأوميغا 6 الذي تحول مؤخرًا إلى مصدر قلق لكثير من العلماء نتيجة ارتفاع استهلاك بشدة.

وتسبب الأحماض الدهنية من نوع الأوميغا 6 تأكسد الكوليسترول الضار (LDL)، مما يسبب خللًا في وظائف الأنسجة البطانية في الجسم ويؤثر في احتمال الإصابة بأمراض القلب. من جهة أخرى، أشارت بعض الدراسات إلى وجود تأثير وقائي لهذه الأحماض الدهنية، وخصوصًا بعد أن توصلت بعض الدراسات إلى تأثير حمض اللينولييك Linoleic acid قد خفض المؤشرات الالتهابية في الدم. وحتى البتِّ في تأثير الأوميغا 6 في الصحة، يُنصح باختيار الزيوت المنخفضة بمحتواها من هذه الأحماض.

4- الحد من تناول الدهون المهدرجة والمتحولة:

تتكون الدهون المهدرجة في عملية تصنيعية تتضمن إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية لإشباع الروابط المزدوجة الموجودة فيها، وتسمى تلك العملية بـ (الهدرجة Hydrogenation)، وتؤدي هذه العملية إلى إنتاج مواد دهنية أكثر صلابةً في درجة حرارة الغرفة وأقل عرضة للفساد.

وتشير العديد من الدراسات إلى ارتباط الدهون المهدرجة بمشكلات القلب والالتهابات، وقد مُنع استخدامها كليًا في عدة دول حول العالم.

5- الإكثار من تناول الخضار والألياف:

ترتكز جميع الحميات الغذائية -في ما عدا بعض الاستثناءات القليلة- على استهلاك الخضار والفواكه لتعزيز الصحة كونها غنية بالمواد المضادة للأكسدة والمغذيات النباتية والألياف، ويسهم ذلك في تعزيز صحة القلب وضبط الوزن وتوازن الفلورا المعوية أيضًا.

وعلى الرغم من أن بعض الحميات تستبعد الحبوب والخضار النشوية (مثل حمية الباليو)، لكنَّ جميع الحميات الشهيرة والناجحة تتضمن تناول الكثير من الخضروات، وتسمح بدرجات مختلفة من استهلاك الفاكهة.

6- الانتباه إلى جودة الطعام بدلًا من التركيز على السعرات الحرارية:

على الرغم من أهمية السعرات الحرارية في خفض الوزن وتعزيز الصحة، إلا أن نوعية الطعام الذي نتناوله يعد الأهم، وينصح بالتركيز على جودة الطعام المتناول بدلًا من حساب السعرات الحرارية، ويكون ذلك باختيار الأصناف الكاملة والابتعاد عن الأطعمة المصنَّعة والتي تحتوي على مكونات كثيرة ومواد مضافة.

ولا بدَّ من التأكيد أخيرًا على أهمية اتباع الحميات التي تؤمن جميع العناصر الغذائية للجسم دون حرمانه من أي من المجموعات الغذائية الضرورية.

المصدر:

هنا