التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

الحياة الجنسية والسرطان

تختلف المشاعر والمواقف الجنسية اختلافًا كبيرًا بين الناس؛ فبعضهم لا يتغيَّرون كثيرًا أو لا يتغيَّرون البتة من ناحية رغبتهم الجنسية ومستوى طاقتهم في أثناء معالجة السرطان. ويجد آخرون أنَّ اهتمامهم بالجنس يقلُّ بسبب أعراض السرطان والعلاج المرافق له.

إذا تغيَّرت رغباتك الجنسية ومستويات طاقتك في أثناء العلاج؛ فضع في حسبانك أنَّ ذلك يحدث لكثيرٍ من المرضى.

وقد يساهم التوتر والتعب وغير ذلك من تأثيرات في خفض رغبتك الجنسية، إضافةً إلى أنَّ شعورك حيال جسدك يمكن أن يؤدِّي دورًا في هذا المجال.

إذا كنت قد تمتَّعت بحياة جنسية صحية قبل البدء بالعلاج؛ فستجد -على الأرجح- متعةً في العلاقة الحميمية الجسدية في أثناء علاجك، فالعلاقة الحميمية تأخذ معنى جديدًا وتتَّصل بشريكك على نحو مختلف، فالمعانقة واللمس وإمساك الأيادي قد تصبح مهمةً أكثر، في حين أنَّ الجنس قد يصبح أقلَّ أهمية.

إنَّ للسرطان وعلاجه آثارًا عديدة مثل: ( التعب/ الوهن، والتهيُّج الجلدي، والحزن أو الاكتئاب، والقلق أو التوتر، ومشكلات الأمعاء؛ مثل الإسهال، ومشكلات المثانة، ومشكلات الفم، ومشكلات في التنفُّس، والتغييرات في المظهر والتندُّب والانتفاخات، والتغييرات في الهرمونات الجنسية الخاصة بك) قد لا ترغب في ممارسة الجنس إذا كان لديك أيٌّ من هذه الآثار الجانبية أو المشاعر، فبعض الناس يقولون أنَّهم يصبحون أقلَّ جاذبيةً بسبب تلك الأعراض، وتنخفض طاقتهم اللازمة للاهتمام بأنفسهم وإثارة شريكهم.

وإذا كنت شريكًا لشخصٍ مصاب بالسرطان؛ فمن الممكن أن تشعر بالقلق الشديد، لأنَّ شريكك يبدو ضعيفًا جدًّا، وهذا مفهوم، ولكن لا تخف؛ ذلك أنَّ عديدًا من المرضى يشعرون بالتحسُّن عند انتهاء العلاج، ومنهم من يستطيع التحكُّم على نحو أفضل في أعراضهم.

هل للمسكِّنات دورٌ في تحسين التجربة الجنسية؟

تساعد المسكِّنات -إذا كنت تعاني كثيرًا من الآلام بسبب السرطان- في الاستعداد لأيِّ نشاط جنسي، فعلى سبيل المثال، يمكنك تناول مسكِّنات الألم قبل 30 إلى 60 دقيقة؛ الأمر الذي يزيد نسبةَ المتعة والإثارة لديك.

ما هي البدائل المتوافرة لديَّ؟

إن كنت تملك شريكًا متفهِّمًا؛ يمكنكما استخدام بدائل الجنس، مثل التركيز على إظهار مشاعركما بعضكما لبعض، والاستماع إلى موسيقا رومنسية ضمن أجواءٍ شاعرية، واللمس والتمسيد، والتقبيل، والتدليك، والتحدُّث بصدق عن عدم رغبتك في ممارسة الجنس موضِّحًا السبب؛ فقد يظلُّ الشريك قادرًا على إثارتك ومساعدتك على الاستمتاع بالنشاط الجنسي.

ومن المهم الاتفاق على ما هو مقبول لدى كلِّ واحد منكما؛ أي أن تصرِّحا عن مخاوفكما، وأَلّا تخافا من إخبار بعضكما بما تحبِّان وما لا تحبِّان. يمكن أن يكون الحديث عن الجنس أمرًا صعبًا، لكنَّ الحديث عن المشاعر وما يريده كلُّ شخص قد يكون مطمئنًا أكثر.

ما الذي يجب على النساء المصابات بالسرطان توقُّعه؟

فيما يخصُّ النساء قيد العلاج أو سبقَ أن تعالجن من السرطان؛ فسوف يشهدنَ تغيُّراتٍ في مظهرهن الخارجي؛ ما يؤدِّي إلى ضمور التآلف الجنسي، إضافة إلى شعورهن بالقلق جرَّاء تعرَّضهن للألم في أثناء عملية الإيلاج، وعدم القدرة على الوصول إلى النشوة في أثناء الجماع. 

وهناك أسئلةٌ شائعة لدى معظم النساء المصابات لا بدَّ من الإجابة عنها، مثل:

"هل يمكن ممارسة الجنس في أثناء المعالجة؟"

هناك بعض العوامل التي تحدِّد ما إذا كان النشاط الجنسي آمنًا في أثناء المعالجة أو لا، لكن -وعلى نحو عام- يمكن ألَّا تشعر النساء بالحميمية الجنسية بعدَ العمليات أو في أثناء جلسات الأشعة والعلاج الكيميائي.

فإذا خاضت المرأة عمليةً جراحية في المنطقة الحوضية من جسمها، أو كانت نسبة الكريات البيض منخفضةً (أقل من ٥٠٠٠٠)؛ فمن الأفضل أن تنتظر بعض الوقت حتى تلتئم الجراح وتُعوَّض الكريات قبل ممارسة الجنس الذي يتطلَّب الاختراق المهبلي أو الشرجي؛ لأنَّ نسبة التعرُّض للإنتان أو النزيف تكون كبيرة، وإذا كانت المعالجة لسرطان فموي؛ فيجب توخِّي الحذر في أثناء الجنس الفموي.

"كيف أحظى بنشاطٍ جنسي صحي وآمن؟"

في البدء، تأكَّدي من استخدامِ موانع حمل موثوقة، وخاصةً عند خضوعك لجلسات الأشعة؛ فالإشعاع يبقى في مفرزاتك المهبلية ما يقارب ال٧٢ ساعة بعد الجلسة.

فكِّري خارج الصندوق؛ ليس من الضروري أن يتضمَّن النشاط الجنسي نشاطًا فمويًّا أو اختراقًا، فيمكن أن تستخدمي بدائلَ الجنس التي تكلَّمنا عنها في الفقرة السابقة.

وقد تؤدِّي بعض الجراحات التي تستهدف استئصالَ السرطان إلى جعل بعض الوضعيَّات الجنسية مؤلمة؛ جرِّبي عديدًا من الوضعيَّات لتكتشفي ما يناسبكِ ويناسب شريككِ أيضًا.

تحدَّثي مع الفريق الطبي عن كيفية التلاؤم مع تغيُّرات شكلك الخارجي؛ فعلى سبيل المثال، يمكنكِ المحافظة على وزنكِ المناسب عن طريق ممارسة بعض التمارين الرياضية، أو ارتداء ملابس أنيقة تشعرك بالراحة، أو تعلُّم أساليب تجميلية للتعامل مع الآثار الجانبية؛ مثل اختلاف لون الجلد، والتأقلم مع التغيُّرات المهبلية في أثناء معالجة السرطان وبعدها، فالجفاف المهبلي ممكن أن يجعل الجماع المهبلي مؤلمًا.

ماذا عن الحياة الجنسية للرجال المصابين للسرطان؟

فيما يتعلَّق بالصحة الجنسية للرجالِ المصابين بالسرطان؛ فلا تختلف الأعراض كثيرًا عن النساء، فهم يشعرون أيضًا بعدم الرغبة والنفور وضعف الانتصاب والإثارة، ولكن لا بدَّ من الإشارة إلى خصوصيات تأثير العلاج في صحة الرجل الجنسية؛ فإجراء عملية في الحوض ينتج منها تغيُّراتٌ في الأعصاب والأوعية الدموية المسؤولة عن الانتصاب، وهذا قد يؤدِّي إلى ضعف القدرة على الوصول والمحافظة على الانتصاب القضيبي، وهناك بعض الرجال الذين يحتاجون إلى سنتين أو أكثر لتحقيق فعالية الانتصاب مرة أخرى.

وقد تسبِّب عملياتُ سرطان البروستات أيضًا (الاستمناءَ الجاف) لعدم وجود البروستات أو الحويصلين المنويين، وغيابها يؤدِّي إلى وجود صديد في السائل المنوي مع تغيير في قلوية هذا السائل الحيوي؛ الأمر الذي يؤثِّر سلبًا في حركة الحيوانات المنوية وعددها. ويجب التذكير أنَّ ذلك ليس بالأمر الخطر؛ لأنَّ الرجال يمكن أن يصلوا إلى النشوة دون البروستات، لكن قد تؤثِّر في الصحة الإنجابية.

إنَّ التعرُّض للإشعاع في المنطقة السفلية من البطن قد يساهم في تراجع الانتصاب عند بعض الرجال، وقد يحدث ذلك بعد سنةٍ أو أكثر من المعالجة. وفيما يخصُّ العلاج الكيميائي والهرموني؛ عادةً لا يسبِّب خللًا في الانتصاب، ولكن قد يقلِّل من رغبة الرجل في النشاط الجنسي.

ماذا بشأن الإنجاب؟ هل يمكنني إنجاب طفل وأنا قيد العلاج؟

بخصوص الخصوبة والإنجاب؛ قد يكون الحمل ممكنًا في أثناء علاج السرطان؛ لكنَّه ليس قرارًا عقلانيًّا؛ لأنَّ هناك احتمالًا كبيرًا في حدوث بعض التشوُّهات الخُلقية بسبب بعض العلاجات.

وعادةً يطلب الأطباء من الرجال والنساء استخدامَ (وسائل منع الحمل) طوال فترة العلاج، وحتى لبضعة أسابيع أو أشهر بعد الانتهاء من العلاج. وسواء خططتما لإنجابِ أطفال أو لا؛ فمن الطبيعي أن تقلقا بشأن تأثير العلاج في خصوبتكما.

تحدَّثا إلى طبيبكما -قبلَ البدء بالعلاج- عن أيَّة أسئلة أو مخاوف لديكما بشأن الخصوبة وعلاج السرطان. وهذا ما يساعدكما على اتخاذ القرارات العلاجية التي تفيد الشريكَ المصاب.

قد يصعُب الحفاظ على حياة جنسية صحية عندما يكون هناك كثيرٌ من العوامل الجسدية والعاطفية؛ احصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات من طبيبك ومصادر موثوقة أخرى حتى تتمكَّن من فهم ما يمكنك وما لا يمكنك فعله قبل العلاج وفي أثناءه وبعده. تحدَّث مع شريكك عن مخاوفك وما تشعر به (والذي يمكن أن يتغيَّر من أسبوع إلى آخر).

ولا تقلق؛ هناك حلول دائمًا، والأمر مؤقَّت، فبقليلٍ من الصبر والعزيمة سوف تستعيدان حياتكما الجنسية الجيدة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا