الموسيقا > تعرف إلى موسيقيي العالم

أندريا بوتشيلي ... حين تمتزج العبقرية والشغف بغناء الأوبرا

استمع على ساوندكلاود 🎧

"عندما أكون لوحدي أحلم بالأفق وتخونني الكلمات.. أجل؛ إنني أعلم أنْ لا وجود للضوء في حجرةٍ تغيب عنها الشمس، إذا لم تكن معي هنا...".

هكذا بدأت سارة برايتمان مطلع الأغنية Time to say goodbye؛ والتي أدَّتها عام 1997 مع نجم الأوبرا اللامع أندريا بوتشيلي. لقد أصبحت هذه الأغنية الثنائية (deut) في غضون أسابيع قليلة واحدةً من أنجح الأعمال في ألمانيا وأشهرها، ومن ثم في العديد من الدول الأوروبية.

حُرم أندريا بوتشيلي نعمة البصر في بداية حياته؛ ولكنه أضاء بأدائه الآسر لأعمال موسيقية خالدة دنيا الغناء الأوبرالي على نحو لم يعهده عُشاق هذا الفن مسبقًا.

تبدَّت موهبته الموسيقية وشغفه بالعزف والغناء في مرحلة مُبكرة من حياته على نحو لا يمكن تجاهله؛ الأمر الذي جعل والديه يُشجِّعانه على البَدء بدروس العزف على البيانو وهو في السادسة من عمره، ومن ثم مُتابعته ليتعلَّم العزف على آلات الفلوت والساكسفون والترومبيت trumpet والغيتار والدرامز drums. ثم إنه مارس الغناء في أثناء طفولته وقدَّم حفلَه الأول في قرية صغيرة لا تبعُد كثيرًا عن مسقط رأسه. وعند بلوغه سنّ الـ 14؛ فاز في أول مسابقة غنائية شارك فيها.

نشأته:

ولد أندريا بوتشيلي Andrea Blocelli في 22 أيلول (سبتمبر) عام 1958 في مزرعة عائلته الكائنة وسط كروم العنب في منطقة Tuscany في ريف مدينة Pisa الإيطالية. ويعود الفضل في تنمية موهبته الموسيقية إلى والديه؛ إذ بدأ بتعلُّم العزف في سنٍّ مُبكِّرة، وبعدها انتقل إلى دراسة الغناء مع المايسترو Luciano Bettarini، ومن ثم تتلمذ على يد الفنان المعروف Franco Corelli. ولكن لم يكن بوتشيلي يملك المالَ اللازم آنذاك؛ لهذا عمل عازفًا على آلة البيانو في المقاهي والحانات المحلِّية ليدفع ثمن الدروس، وتابع دراسته الجامعية في الوقت ذاته لينال الإجازة في القانون من جامعة Pisa، وليحصل بعدها على درجة الدكتوراه في القانون. ثم قضى سنة يعمل محاميًا في المحاكم قبل أن يمضي إلى احتراف الغناء جدِّيًّا في السنوات التالية من حياته.

حياة لا تخلو من التحدي:

لم يكن العائق المادِّي هو الصعوبة الوحيدة التي واجهها أندريا في مسيرته الموسيقية عندما أراد تعلُّم دروس الغناء؛ فقد بدأت التحدِّيات معه حتى قبل أن يُولد؛ إذ نصح الأطباء والدته بأن تُجهِضه ولكنها لم تلتفت إلى نصائحهم تلك. وبعد ولادته كان من الواضح أنه يعاني مُشكلات عدة في بصره، وشُخِّصَت إصابته بمرض الزَّرَق الخِلْقي. وفي عام 1970 وهو في سن الـ 12؛ فَقَد أندريا بصرَه بالكامل إثر تعرُّضه لإصابة في رأسه أثناء مشاركته في مباراة لكرة القدم، وأخفقت محاولات الأطباء في إعادة النور إلى عينيه من جديد.

حياته المهنية وأعماله:

هناك شيء أقرب إلى المعجزة في هذا المسار المتوازي الذي سلكه مغنِّي التينور أندريا بوتشيلي طوال حياته المهنية. ففي عام 1996؛ سُمع لحنُ أغنية Con te Partiro -التي أُعيد توزيعها بعد ذلك أغنيةَ ديو مع سارة برايتمان، وحملت عنوان حان وقت الوداع Tima to say Goodbye- في كلِّ ركن من العالم.

كانت ظاهرة Bocelli مثارَ الحديث في كل مكان: الفنان الذي تجاوزت إبداعاته في عالم التسجيلات -مع ألبوم Romanza- جميعَ المقاييس؛ فعلى سبيل المثال غدت أغنية الديو (حان وقت الوداع) في ألمانيا الأغنيةَ الأكثر مبيعًا من أيِّ وقت سابق على الإطلاق.

عرض بوتشيلي عن طريق الألبومين الأول والثاني (عام 1994 و1996) غناءَه الأوبرالي. أما ألبومه الثالث رحلة إيطالية Viaggio Italiano؛ فقد شمل عددًا من الترانيم الشهيرة والأغنيات التراثية من مدينة نابولي، وبِيع منه ما يزيد عن 300 ألف نسخة في إيطاليا. ومع ألبومه الرابع Romanza (الذي احتوى ثنائيته الشهيرة مع سارة برايتمان)؛ فقد تحوَّل بوتشيلي إلى موسيقا البوب. ثم إنَّ ألبومه الخامس Sogno الصادر عام 1999 قد احتوى على أغنية الديو The Prayer التي أدَّاها مع Celine Dion، وباع أكثر من 10 ملايين نسخة، إضافة إلى حصول الألبوم على جائزة الكرة الذهبية Golden Globe وترشيح بوتشيلي بسببه لجائزة Grammy بوصفه أفضل فنان جديد.

شهد فجر الألفية الجديدة صدورَ ألبوم ترانيم مقدِّسة Sacred Arias مع أوركسترا الأكاديمية الوطنية لـ Saint Cecilia وجوقتها، والذي يُمثِّل الولاء للمسيحية ويبقى واحدًا من أشدِّ إنتاجاته الفنية تألُّقًا بحصوله على أعلى نسبة مبيعات لألبوم موسيقا كلاسيكية يُؤدِّيه مغني فردي (سولو).

توالت بعد ذلك أعمال بوتشيلي من ألبومات غنائية إلى تسجيلات أعمال أوبرالية كاملة؛ نذكر منها:

ألبوم (Amore 2006)، و(My Christmas 2009)، وأوبرا (Carmen 2008/2010)، وأوبرا (Rome'o et Juliette 2012).

والآن نترككم مع مجموعة من أروع أغاني أندريا بوتشيلي:

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا