الفيزياء والفلك > علم الفلك

كيف يتم إنعاش نجم ميت؟

موت نجم!! هذا لن يمر مرور الكرام ، هذا سينهي كل حياة على الكوكب ، بل سينهي الكواكب بحد ذاتها ، لحسن الحظ غالباً ما سيكون بروس ويلس مستعداً لانقاذنا في هذا اليوم المشؤوم ، فتراه وهو يتقدم متجهاً الى الشمس على متن قنبلة ذرية عملاقة هي أشبه بالمركبة الفضائية ستصل الى الشمس بطريقة ما وتعيد إنعاشها وبث الحياة فيها من جديد ، وينقذ البشرية ، كما يفعل دائماً . ولكن ، هل يمكن تطبيق هذه الفكرة في الحقيقة ؟؟؟

أولاً دعونا نلقي نظرة على الكيفية التي يموت فيها النجم ،حسب التقديرات فان شمسنا أصبحت في منتصف حياتها، فقد أتمت 4.5 مليار عام من عمرها وفي الخمس مليارات سنة القادمة ستنهي وقودها الموجود في النواة، عندما ينتهي الوقود داخل النجوم – وهو الهيدروجين – تحدث بعض التغيرات داخلها مؤدية الى تضخم هائل في النجم متحولاً الى عملاق أحمرما يلبث أن يقذف بطبقاته الخارجية فينهار الى ما يسمى بالقزم الأبيض ، وهكذا تنتهي عملية الوفاة .

هل نستطيع في نقطة ما من هذا التحول إعادة شمسنا الى الحياة ؟ تقنياً ، نعم نستطيع .

فالشمس تستخدم فقط جزء من وقودها خلال حياتها وهو الجزء الموجود في نواة الشمس حيث انه المكان الوحيد الذي تكون فيه الحرارة والضغط كافية لحدوث عملية الاندماج النووي ،تمتد هذه المنطقة الى ما يقارب 25% من نصف القطر ، والذي يمثل حوالي 2% فقط من حجم النجم .يلي النواة من الخارج طبقتين الأولى تدعى منطقة الاشعاع لا يحصل فيها اندماج نووي ، تنتقل طاقة النجم خلال هذه المنطقة عن طريق الاشعاع حيث تُهرب هذه المنطقة أشعة غاما المشكلة داخل النواة عن طريق امتصاص هذه الأشعة واعادة اشعاعها مرات عديدة الى أن تصل الى الطبقة التالية من الشمس ، والتي هي طبقة منطقة تيارات الحمل الحراري أو منطقة الحمل الحراري ، تنخفض درجة الحرارة في هذه الطبقة لدرجة تسمح بتشكل تيارات حمل_ تماماً كالتي تحدث في قدر يحوي ماء وموضوع على منبع حراري _ترتفع فقاقيع ضخمة من البلازما النجمية الشديدة السخونة في النجم و تطلق طاقتها في الفضاء ، ما يهمنا هنا أنَ طبقة الإشعاع تعمل في الشمس كحائط صد تمنع وصول الوقود الموجود في منطقة الحمل الى الفرن النووي (النواة)،هذا يعني أننا فقط إذا استطعنا فتح ممر خلال الشمس بحيث نصل بين منطقة الحمل والنواة ،بحيث تكون قادرة على خلط جميع مكونات الشمس مع بعضها ، أي ستستطيع نواة الشمس القيام بعملية الاندماج على جميع الهيدروجين الموجود في النجم .

يبدو هذا لكم جنوناً ، أليس كذلك ؟

انتظر حتى تعلم ، ان هذا الشيء يحصل في وكوننا طوال الوقت، هناك نجوم في الكون تسمى الأقزام الحمراء ، كتلتها أقل بنحو 35% من كتلة الشمس ،ما يميز هذه النجوم هو الاتصال المباشر بين طبقة الحمل ونواة النجم هذا ما يسمح لها بالعيش مئات المليارات و حتى تريليونات من السنين .حيث بإمكانها استعمال كل الهيدروجين الموجود فيها بكفاءة عالية بفضل اختلاط منطقة الحمل الحراري مع النواة.

لو استطعنا بوسيلة ما اختراق منطقة الاشعاع وايصال الهيدروجين المنعش الى نواة الشمس ،سيكون هذا كافيا لإعادتها شابة كما كانت ، طبعا نحن لا ندعي أن هذه عملية سهلة وبسيطة ، بل هي شيء يتطلب هندسة عالية المستوى بل نستطيع القول أنها بحاجة لهندسة نجمية (هندسة تهتم بتوليد نجوم صناعية مازالت مجرد خيال علمي ) نستطيع من خلالها التغلب على التوازن الموجود في النجم ، إن الحضارات القادمة على هذا الكوكب في حال امتلاكها لهذه الإمكانيات الهندسية الهائلة ستستطيع تحويل شمسنا الى عدة نجوم قزمة حمراء تكون مكونة بالكامل من منطقة الحمل ،و قادرة بالتالي على العيش طويلاً من خلال رشف الهيدروجين الموجود فيها على مدى تريليونات من السنين .

المصادر: هنا