الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة

هل هناك نبات يُبقي أدمغتنا شابة أمام ألزهايمر؟

يُعرف مرض ألزهايمر أنه مرض تنكسي عصبي تتراكم فيه اللويحات في الحُصَين (العضو المسؤول عن تشفير الذكريات) إضافةً إلى مناطق أخرى من القشرة الدماغية لها دورٌ في التفكير واتخاذ القرارات، وهنا يبقى لغز اللويحات محيرًا؛ فهل تراكمُها مسَبَّبٌ بالمرض أم مسبِّبٌ له؟!

وعلى الرغم من الضعف الإدراكي والسلوكي الذي يتسم به مريض ألزهايمر؛ فإن أكثر الأعراض تتداخل مع الأداء الاجتماعي والمهني تداخلًا كبيرًا معيقةً نوعية حياته، وتختلف الأعراض باختلاف درجة المرض ابتداءً بفقدان الذاكرة وتغير المزاج وصولًا إلى صعوبة البلع وعدم التحكم بعملية التبول. 

يشمل علاج مرضى ألزهايمر المركبات المُعدِّلة للناقلات العصبية التي تتميّز بأنها تعالج أعراض المرض فقط ولا تُحقِّق الشفاء التام؛ مما يقودنا إلى البحث عن وسائل ربما تقينا من الإصابة به. فهل توصل العلماء إلى دواء يحافظ على شباب أدمغتنا؟

أظهرت الدراسات الحديثة أن نبات yerba santa Eriodictyon californicum متعدد الأسماء الذي قد يطلق عليه جيربا سانتا أو بلسم الجبل أو عشبة الدب -وهو نبات محلّيّ ينمو في كاليفورنيا- قد يمتلك خصائص عصبية وقائية مما يجعله مركبًا دوائيًّا جديدًا واعدًا. 

وجرت الدراسة باستخدام لوحة مقايسة متعلقة بالنمط الظاهري تحاكي السمية الموجودة في دماغ شخص متقدم في العمر (دماغ مصاب بالألزهايمر) لاختبار مجموعة من الخلاصات النباتية ومعرفة استخداماتها الدوائية. وعند تحليل خلاصة نبات جيربا سانتا -المعروف باسم النبات المقدس في إسبانيا أيضًا- حُددت المادة الفعالة فيه والمعروفة باسم "الستيروبين sterubin" وهي إحدى الفلافانونات التي تتميّز بخواصها المضادة للالتهاب وتأثيراتها العصبية.

وقد أدلت البروفيسورة باميلا ماهر لأخبار Medscape: "لقد وجدنا أن خلاصة نبات جيربا سانتا واحدة من أقوى الخلاصات المُقايسة بفضل الفلافونويد "الستيروبين" الذي لم يدرس سابقًا في مجال الوقاية العصبية". 

وقالت: "ونأمل أن الستيروبين لن يخفض التغيرات المتعلقة بالعمر في الدماغ فقط بل يخفضها في باقي الأنسجة مما يؤدي إلى إبطاء تطور مرض  ألزهايمر خصوصًا أن التقدم في العمر من أهم عوامل اختطار المرض".

وفي سياق آخر استخدمت بعض الدراسات نماذج تحدد الأدوية المرشَّحة التي تميزت بانتقائية وألفة عاليتين تجاه هدف جزيئي محدد، ولكن هذا المنهج لم يحقق نجاحًا كما هو متوقع؛ وخاصة فيما يخص الأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر.

وتضيف الدكتورة ماهر: "لا يوجد دواء معين للألزهايمر أو أي مرض عصبي تنكسي آخر مرتبط بالعمر، مما يجعل حاجتنا ماسة إلى تطوير مناهج تحدد الأدوية المرشحة المناسبة، وقد جاء استخدام العلماء لهذه اللوحة -المعتمدة على الخواص الظاهرية القابلة للمراقبة بدل استهداف عوامل معينة- منهجًا بديلًا من المنهج القديم الذي استهدفت معظم أدويته المرشَّحة مسار الأميلوئيد لمعالجة مرض ألزهايمر، وأبدت فشلها في التجارب السريرية.

ولما كانت النباتات تُشكل المصدر الأساسي للعديد من الأدوية الناجحة؛ فإننا نوجه تجاربنا لخلاصات النباتات.

المصادر:

هنا

هنا