المكتب الإعلامي > أنشطة وفعاليات

الباحثون السوريون في ورشة البيئة والتراث الساحلي الرابعة

احتفالاً بيوم البيئة العالمي؛ أقامت جمعية الروابي الخضراء لحماية البيئة الساحلية -بالتعاون مع العديد من الجهات- ورشة البيئة والتراث الساحلي الرابعة بعنوان: "الثقافة البيئية وطاقات الشباب ضمانة لتنمية وإعمار الساحل السوري"؛ وذلك في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة بتاريخ (28-29-30-31) من شهر أيار (مايو) الماضي 2019 في دار الأسد للثقافة في اللاذقية والمركز الثقافي العربي في عين البيضا. وقد شارك فريق (الباحثون السوريون) في هذه الورشة بصفة شريك إعلامي دعماً للجهود العلمية والشبابية.

امتدت الورشة على مدار أربعة أيام، ورافق الورشة معرض: أعمال علمية (المكتبة الورقية والإلكترونية)، ومجموعة من المعارض الفنية واليدوية. وتركزت المحاور الرئيسية للورشة على العناوين الآتية:

1-   دور الجمعيات الأهلية والمؤسسات التعليمية في التوعية البيئية وحماية التراث.

2-   التنوع الحيوي واستقرار الأنظمة البيئية.

3-   التلوث البيئي وعلاقته بانتشار الأمراض السرطانية والمزمنة.

4-   علاقة الإنسان ببيئته وفهمه التوازنات.

5-   شواهد على حضارة ساحل الأبجدية وتراثه.

في اليوم الأول كان الحديث عن التنوع الحيوي واستقرار الأنظمة البيئية، في حين كان محور اليوم الثاني هو التلوث البيئي والأمراض السرطانية والمزمنة. أما اليوم الثالث فقد خُصِّص للحديث عن دور الجمعيات الأهلية والمؤسسات التعليمية في التوعية البيئية وحماية التراث، واختُتِم اليوم الثالث بندوة حوارية عامة بعنوان "بيئة الساحل السوري ما لها وما عليها – بين ممارسات شائعة ومسؤوليات ضائعة". أما يوم الورشة الرابع والأخير فقد كان عبارة عن جولة بيئية سياحية وتراثية؛ إذ تضمَّنت الجولة: زيارة إلى بحيرة وسد 16 تشرين في مشقيتا، زيارة إلى متحف الباحث برهان حيدر للتراث الشعبي في المركز الثقافي في عين البيضا، عروض فنية في المركز الثقافي في عين البيضا حيث قدم أطفال روضة رياحين مشقيتا رقصات معبرة وجميلة إضافة إلى عدة فقرات أخرى. واختُتمت فعاليات يوم الورشة الأخير بجلسة ثقافية بعنوان قلاع ساحل الأبجدية منارات لحضارات غائرة جذورها في أعماق التاريخ.

وقد حضر أعضاء من منظمة (الباحثون السوريون) فعاليات الورشة وأجروا عدداً من اللقاءات مع بعض المُنظِّمين والمحاضرين والمشاركين في الورشة، وفيما يأتي ملخص لها:

الدكتور إبراهيم صقر رئيس جمعية الروابي الخضراء لحماية البيئة الساحلية – عضو هيئة تدريسية في كلية الزراعة - جامعة تشرين: حدثنا بأن الجمعية هي المنظِّمة للورشة وتُفسِح المجال لمشاركة بعض الجهات العامة والخاصة والمجتمع الأهلي، وهي تؤمن بالعمل التطوعي والجماعي. وأضاف بأن الجمعية استطاعت الربط بين الموضوع العلمي وبين العمل التطوعي والعمل اليدوي بوصفه عملاً إبداعياً، وفي المحصلة هذه الأعمال كلها تُنسب إلى الطبيعة وتهدف إلى نشر الوعي البيئي، وبأن هدف الجمعية الأساسي هو نشر وتعميق الاهتمام الشعبي بالبيئة الطبيعية للمناطق الساحلية بهدف حمايتها وتطويرها وتأمين التنمية المستدامة لمواردها. وختم حديثه قائلاً بأن طموحات الجمعية مستقبلاً هو الأمل بأن تتوسع المشاركة والاهتمام بالمجال البيئي لأن البيئة هي الحياة وهي وجودنا.

الدكتور حسين جنيدي رئيس نادي الباحثين الشباب البيئي – رئيس قسم هندسة النظم البيئية في المعهد العالي لبحوث البيئة: تحدث عن دور نادي الباحثين الشباب ومشاركته في الورشة المتمثلة في الأمور التنظيمية وترويج الورشة الإعلامي؛ إذ إن سبب المشاركة في الورشة هو التقاء أهداف النادي مع أهداف جمعية الروابي، وإضافة إلى ذلك فهذه ليست المرة الأولى التي يُشارك فيها النادي مع ورشات جمعية الروابي؛ فالنادي هو نادٍ بيئي تطوعي يعمل ضمن نطاق الجامعة بوصفه بيئة أكاديمية، وفي الوقت نفسه يجري النادي بعض المشاريع التطبيقية ويعمل مع الجمعيات البيئية. وأضاف: عموماً فالعمل التطوعي في سورية غير مفهوم جيداً من قبل الجهات لأن المتطوع يتطوع بجهد ووقت ومن المفروض أن يُقدَّم له كلَّ الدعم والإمكانيات ليكون هذا الجهد مثمراً، ولكن ما يحدث هو عكس ذلك تماماً حتى في بعض الأحيان تقابل هذه الأعمال بالرفض. وختم قائلاً بأن الأرضية العلمية موجودة لدى النادي ولدى أية جهة تطوعية، ولكن تحتاج دعماً لإنجاح هذه الأعمال التطوعية البيئية.

الدكتور زهير الشهابي أستاذ في كلية الطب البشري – جامعة تشرين، ورئيس قسم علم الأمراض الباثولوجيا في كلية الطب: حدثنا عن محاضرته ضمن الورشة التي تتمحور حول علم الأمراض البيئي والتغذية؛ أي ما الأمراض الناتجة عن تلوث البيئة وعن تلوث الأغذية أساساً، وبأننا كلنا ندفع فاتورة هذا التلوث؛ إذ حسب منظمة الصحة العالمية لعام 2018 فهناك 18.1 مليون حالة سرطان في العالم، وهذا الرقم كبير جداً وهذا ما يدفعنا إلى معرفة الأسباب المؤدية إلى حدوث السرطان والكشف المبكر عنها على مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج. وذكر في نهاية حديثه بأنه قُدِّمَ مشروع للوزارة لافتتاح مركز للأبحاث السرطانية في جامعة تشرين، ووجَّه دعوة إلى "الباحثون السوريون" للتواصل والمشاركة في العمل البحثي في هذا المركز أو عن طريق مشاركته في برامج التوعية أو البرامج التدريبية للباحثين في المجال العلمي.

نوار مرهج طالب في كلية الزراعة سنة خامسة اختصاص وقاية نبات، مسؤول بيئي في فريق سلام يا طبيعة: مشاركة الفريق في الورشة تعدُّ انطلاقة الفريق الأولى في محافظة اللاذقية، وقد كانت ضمن المحور البيئي للتعريف بفريق "سلام يا طبيعة". نشاطات الفريق وأفكاره عن طريق الاقتراب من البيئة وحمايتها، وكيف نستطيع بوصفنا أشخاصاً أو فرقًا أو طلابَ جامعة أن نصنع تغيراً حقيقياً على أرض الواقع لتحسين الواقع البيئي وليس فقط مجرد كلام نظري.

الدكتور فواز حيدر أستاذ مساعد في كلية الطب البشري – قسم طب الأسرة والمجتمع – جامعة تشرين: شارك بمحاضرة عن النفايات الطبية. حدثنا عن أهمية الورشة عن طريق رفع الوعي البيئي؛ إذ يوجد كثير من الناس المهتمِّين بالأمور البيئية، ولكن كيفية حماية البيئة وكيفية تجنُّب المخاطر الناجمة عن الملوثات غير معروفة لديهم، ومن هنا تأتي أهمية التثقيف والوعي البيئي. وختم قائلاً بأن صحة الإنسان وعلاقته بالبيئة هي مسؤولية تبدأ من الفرد وإن لم نتمتع بهذه الكمية الكافية من الثقافة والوعي سيعود الضرر علينا جميعاً.

الأستاذ الدكتور هاني ودح – أستاذ في كلية الهندسة المعمارية – قسم التصميم المعماري – جامعة تشرين: حدثنا عن مشاركته بالورشة بأنها تقع في الجانب التراثي عن طريق إلقاء الضوء على قلاع الساحل السوري، وأضاف بأنه يوجد الكثير من الناس لا يعلمون بأن هناك 21 قلعةً في الساحل السوري. وختم حديثه بأن الورشة أشارت إلى نقاط مهمَّة سواء على صعيد البيئة أم التراث، ولكن الأهم من ذلك هو أن تلقى صدى على أرض الواقع عن طريق تطبيق التوصيات المقدمة في نهاية الورشة.

الباحث برهان حيدر صاحب متحف برهان حيدر للتراث الشعبي في المركز الثقافي في عين البيضا: حدثنا بأن المتحف افتُتح عام 2009؛ وتضم القاعة الرئيسية مقتنيات مختلفة: فخارية – أدوات طعام – أدوات فلاحة – أدوات حصاد – أدوات صيد – نسيج – أطباق قش، وغيرها من اللوحات والأدوات الفنية القديمة. تطور المتحف عام 2012؛ إذ افتُتحت قاعة الحرير وقاعة النقوش الطبيعية، ومن ثم افتُتحت قاعة الأزياء الشعبية وقاعة ألعاب الأطفال التراثية وقاعة المخترعات ثم افتُتح الممر والقسم الخارجي. وأضاف حيدر أن أغلب القطع الموجودة في المتحف هو من جمعها واشتراها، ولكن لا يخلو الأمر من بعض الهدايا للمتحف. وختم حديثه بتوجيه دعوة لزيارة المتحف.

الدكتورة عزيزة إبراهيم يوسف أستاذة في كلية الصيدلة – قسم العقاقير – جامعة تشرين، وتدرِّس بعض المواد في كلية الصيدلة بجامعة الأندلس: شاركت الدكتورة عزيزة بمحاضرة بعنوان "المصادر الطبيعية لبعض الأدوية النباتية المعالجة السرطان"؛ فقد أُجري التعريف في المحاضرة بمصادر الأدوية النباتية ثم عرضت ملخصاً عن مرض السرطان؛ تعريفه، ومسبباته، وطرائق العلاج، والتركيز على الجانب النباتي، والوقاية من خطر الإصابة بالسرطان. ثم عرضت المصادر الطبيعية النباتية المأخوذ منها المادة الفعالة والمصنعة لعلاج السرطان إضافة إلى أهميتها في علاج أمراض أخرى. وعن رأيها بالورشة ختمت حديثها بأن هناك جهود كبيرة مبذولة في الورشة؛ فقد رُبِط بين عدة نواحٍ سواء كانت طبية أم صيدلانية أم بيئية أم معمارية وتراثية، ولهذه النواحي ميزة إيجابية كمبدأ توعية للحاضرين والمجتمع عموماً عن الصحة البيئية وصحة الإنسان وسلامته، وأيضاً إضافة إلى ذلك التعريف بالآثار والتاريخ ومدى أهميته وقيمته الأثرية والمادية والمعنوية.