الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين

كيف تتخلص من دهون المؤخرة؟!

هل تزعجك تلك الدهون العنيدة المتراكمة في منطقة المؤخرة والتي تزيد الوزن وتضيف سنتيمترات لا حاجة لها إلى مقاسك؟

ماذا لو قدمنا إليك في هذا المقال بعض الأساليب التي يمكن أن تساعد على التخلص من تلك الدهون الزائدة والحصول على قوام مشدود ورشيق؟ 

تعد خسارة دهون المؤخرة هدفًا شائعًا لدى عشاق الرشاقة والباحثين عنها، وتتألف هذه المنطقة من ثلاث عضلات رئيسة: الألوية الكبرى gluteus maximus والألوية الصغرى gluteus minimus والألوية الوسطى gluteus medius، وقد أصبح من المعروف أن خسارة الدهون من منطقة واحدة محددة في الجسم أمرٌ غير ممكن، بل يكون ذلك عن طريق تقليل نسبة الدهون في الجسم ككل.

ويؤدي تقليل كمية دهون الجسم المترافق مع العمل على تحقيق الشكل المتناسق لعضلات المؤخرة إلى تحسين شكل المؤخرة والتخلص من تلك السنتيمترات الزائدة والمزعجة غالبًا. وفي مقال اليوم نتطرق إلى تفاصيل بعض التمارين الرياضية التي تساعد على خسارة دهون الجسم عامة، إلى جانب تحسين شكل المؤخرة وعضلات الأفخاذ، فضلًا عن بعض الطرائق التي يمكن أن تساهم في الحصول على الجسد الذي ترغبون به.

التمارين الرياضية:

- الجري

يعد الجري تمرينًا ممتازًا لخسارة الوزن من كامل الجسم، إذ يساهم في تحسين مظهر عضلات الساقين والمؤخرة، ويعطي الأفخاذ والأرداف شكلًا أكثر تناسقًا. ويحسن هذا التمرين الهوائي كذلك صحة القلب وعمل الرئتين، إضافة إلى تقوية الجزء السفلي من الجسم، ويتميز بعدم حاجته إلى معدات رياضية عدا حذاء رياضي مريح. ويعد الجري أفضل من المشي لخسارة الدهون نظرًا لقدرته على حرق سعرات حرارية أكثر. وقد وجدت دراسة أجريت سنة 2012 أن متوسط السعرات الحرارية المستهلكة عند المشي مسافةً تتجاوز 1600 متر كان 372.54 سعرة حرارية، في حين وصل إلى 471.03 سعرة عند الجري.

- التمارين المتقطعة عالية الشدة high-intensity interval training HIIT

بحسب استبيان عالمي عن صيحات الرياضة لعام 2018، تعد هذه التمارين الأكثر انتشارًا عالميًا. وتتلخص في توظيف أعلى مجهودٍ ممكن في تمرين واحدٍ محدد في فترة زمنية قصيرة، تتبعه زيادةٌ في مدة التمرين لكن بسرعةٍ أقل. ونظرًا لكونها تمارين مكثفة، فإن فترة ممارستها تكون عادةً أقل من مدة ممارسة الأنشطة المتوسطة الشدة. ويؤكَّد على ضرورة الإحماء قبل ممارسة هذا النوع من الرياضيات، ومن الأمثلة على تمارين HIIT:

الجري على جهاز المشي بسرعة 7 أميال/الساعة وذلك مدة دقيقة كاملة، من ثم الجري بسرعة 5 أميال/الساعة مدةَ دقيقتين، وتكرار النمط السابق هذا مدةَ 15 دقيقة تقريبًا قبل التبريد.

وتقترح الأبحاث المجراة سنة 2011 أن تمارين HIIT قد تكون فعالةً في خفض دهون الجسم مقارنة بغيرها من أنواع التمارين، إضافة إلى كونها استراتيجيةً جيدةً للتحكم بالسمنة نظرًا لسهولة ضبط الوقت فيها.

- صعود الدرج

يُعد صعود الدرج طريقةً سهلة لتحقيق تناسق منطقة الأرداف والحفاظ على صحة القلب والرئتين، إذ يعزز هذا التمرين قوة العضلات في منطقتي المؤخرة والجزء العلوي من الساقين، وتوجد عدة طرائق لتمرين هذه العضلات مثل:

- استخدام أجهزة الأدراج في النادي الرياضي

- الصعود سريعًا على الدرج العادي 

- تسلق تلة ذات ارتفاع

- استعمال حائط تسلقٍ حجري

ويمكن لهذا التمرين أن يعود على الجسم بفوائد صحية أخرى، فقد بينت دراسة صغيرة مجارة على 15 امرأة في العام 2005 أن صعود الدرج سريعًا لما يصل إلى 5 مرات يوميًا كان له تأثير ملموس في مدخول الأوكسجين، وخفض الكوليسترول الضار LDL في الجسم دون إجراء تعديلات أخرى في نمط الحياة والغذاء.

- تمارين القرفصاء (السكوات) squats 

تعد هذه التمارين جزءًا رئيسيًا من العديد من برامج التمارين الرياضية، وذلك نتيجة قدرتها على تفعيل عدة عضلات في المؤخرة والقدمين والبطن في آن معًا. وقد اختَبرت دراسة نُشرت سنة 2009 تأثير أنواع مختلفة من التمارين في تنشيط عضلَتي الألوية الكبرى gluteus maximus والوسطى gluteus medius، ووجدت أن تمرين الـsquats على ساق واحدة كان أفضلها.

- تمرين الاندفاع  Lunges

تمثل هذه التمارين نوعًا إضافيًا من تلك المصنفة ضمن تمارين القوة المخصصة للجزء السفلي من الجسم، وهي قادرة على تنشيط عضلة الألوية الكبرى glutes maximus والمساهمة في تناسقها. ولها عدة أنواع تشمل الدفع بالأقدام إلى الجانبين، وإلى الأمام، والدفع المستعرض.

- تمرين الرفعة المميتة (الديدليفت) بساق واحدة one-leg deadlift

يعتمد هذا التمرين على الجزء السفلي من الجسم، فيحسِّن التوازن ويقوي عضلات المعدة والظهر السفلية، ويحفز عضلات الأرداف أيضًا. عادةً يجب ألا تلامس الساق الحرة الأرض في أثناء أداء التمرين، لكن في حال كان التمرين مُجهدًا في البداية يمكن ملامسة الأرض استثنائيًا، مع إمكانية زيادة شدة التمرين باستخدام الأثقال اليدوية.

- تمرين الفخذ بالاستلقاء على الجانب side-lying hip abduction 

يعد هذا التمرين فعالًا لتقوية عضلة الألوية الوسطى gluteus medius، ويمكن زيادة شدة التمرين بإضافة أثقال خاصة للكاحل.

- المشي جانبيًا باستخدام حزام lateral band walk

يمكن لهذا التمرين أن يزيد قوة الفخذين والركبتين وتوازنَهما، ويركز هذا التمرين على تفعيل عضلة الألوية الوسطى gluteus medius، ويعد تمرينًا جيدًا للإحماء قبل الجري أو القفز والأنشطة الأخرى.

- وضعية الكرسي

حسنًأ، قد لا يكون الجلوس أول تمرين يتبادر إلى أذهاننا عند الرغبة بتقوية عضلات المؤخرة، باستثناء حالة واحدة؛ ألا يكون هنالك شيء لتجلس عليه! إن تمرين تقليد وضعية الجلوس والثبات مدةً من الوقت على تلك الوضعية سيحسن شكل العضلات ويساهم في شدها.

وللحصول على أفضل النتائج، احرصوا على إدراج التمارين آنفة الذكر مع النصائح الآتية:

التمرن بانتظام

الاستمرارية هي مفتاح الوصول إلى النتائج المُرضية، لذا ينصح بالمواظبة على التمارين الرياضية والجمع بين التمارين الهوائية aerobic exercises وتمارين القوة strength لتحقيق الفائدة القصوى للجسد كاملًا. وتقترح اللجنة الاستشارية للنشاط البدني Physical Activity Guidelines Advisory Committee ممارسة البالغين قرابة 150 دقيقةً من التمارين الهوائية متوسطة الشدة، أو 75 دقيقة من التمارين مرتفعة الشدة أسبوعيًا، إضافة إلى توصياتهم بإدراج تمارين القوة مرتين أسبوعيًا على الأقل.

اتباع نظامٍ غذائي متوازنٍ مع التحكم بالحصص الغذائية

لتحقيق خسارة حقيقية في الوزن، يجب أن تكون السعرات الحرارية الداخلة عن طريق الغذاء أقل من السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم، وهو ما يسمى بــــ"عجز السعرات الحرارية calorie deficit". كذلك فإن الأبحاث في هذا السياق تشدد على أهمية التحكم بحجم الحصص لخفضِ مدخول السعرات الحرارية ومنع زيادة الوزن. ومن الاستراتيجيات البسيطة التي يمكن اتباعها لذلك:

زيادة الكمية المتناولة من الأطعمة الغنية بالألياف كالفاكهة والخضراوات، والفاصولياء والبقوليات.

الحصول على البروتين من المصادر الصافية الخالية من الدهون والتي تشمل السمك، والتوفو، والبقوليات.

إضافة مصدر للدهون المفيدة إلى وجباتك مثل الزيتون، والمكسرات، والحبوب، والأفوكادو.

تجنُب الأطعمة عالية التصنيع والوجبات الجاهزة.

تجنب المشروبات الغازية والأطعمة الغنية بالسكريات.

استبدال الكربوهيدرات المكررة التي تشمل منتجات القمح الأبيض من خبز، وأرز، ومعكرونة بمنتجات القمح الكامل وهي خبز الحبوب الكاملة، والأرز الأسمر، والمعكرونة السمراء.

شرب كوبٍ من الماء قبل تناول كل وجبة.

مضغ الطعام ببطء.

تقليل الإجهاد

يؤدي إجهاد الجسم إلى إفراز هرمون يدعى الكورتيزول، يؤثر في عملية الاستقلاب ويحفز نوبات التَّوق إلى تناول السكر والكربوهيدرات المكررة، مما يسبب تراكم الدهون في الجسم. ويكون الأشخاص الذين يختبرون مستوياتٍ عاليةً من القلق أكثر عُرضة للشعور بالتعب. كذلك فإنهم يميلون إلى ممارسة التمارين الرياضية بمعدلات أقل، مما يؤدي مع الوقت إلى زيادة سريعة في الوزن. وإليكم بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتقليل الإجهاد:

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حتى وإن كانت مجرد المشي كحدٍ أدنى.

اتباع نظام غذائي متوازن.

التنفس بعمق.

تجربة الاسترخاء العضلي التدريجي.

قضاء الوقت في الطبيعة.

تقييم الأولويات والابتعاد عن مصادر الإجهاد.

النوم مدةً كافية

يمكن أن تؤثر قلة النوم سلبًا في معدل الاستقلاب ومستويات الهرمونات في الجسم. كذلك فإن الشعور بالتعب قد يقود إلى نوبات جوع تؤدي بدورها إلى تناول الوجبات السريعة والأطعمة العديمة القيمة الغذائية. وتؤثر هذه العوامل مجتمعة في الوزن وتزيد خطر ارتفاعه بل وتجعل خسارته أكثر صعوبة. لذا فإنَّ من المفيد اتباع روتين نومٍ ليلي منتظم، وذلك بالخلود إلى الفراش يوميًا في الوقت ذاته، والاستيقاظ في وقت محدد صباحًا أيضًا. وقد يساعد أخذ حمام دافئ أو تناول كوب من شاي البابونج أو حتى القراءة بعض الأشخاص على الشعور بالنعاس.

ختامًا، فإن خسارة دهون المؤخرة ليست أمرًا صعب المنال عند ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصة تلك التي تستهدف تعزيز تلك العضلات، مع التركيز على أهمية النظام الغذائي المتبع واتباع نمط حياة صحي لخسارة الدهون في عموم الجسم أيضًا.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

الدراسات المرجعية:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا