هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير

طعام طازج.. لكن ليس إلى هذه الدرجة!

يخلط كثير من الناس بين مصطلح "عضويّ Organic" ومصطلح "طبيعيّ Natural" أو غير ذلك من الألفاظ التي نشاهدها على الملصقات الغذائية، مثل "التربية الحرة Free-range" أو "خالي من الهرمونات Hormone-free" التي غالبًا ما نصادفها على أغلفة المنتجات الحيوانية. 

لكن مصطلح "عضوي Organic" في الحقيقة ليس مماثِلًا لأي من العبارات المذكورة بصرف النظر عن أهميتها وضرورة تطبيقها. فالمنتجات العضوية هي كلُّ ما نحصل عليه وفق ما يعرف بالزراعة العضوية Organic agriculture، التي تمتلك شروطًا محدّدةً يتبعها المزارعون في أثناء زراعة المحاصيل المختلفة، وتربية الحيوانات والدواجن التي تستخدم منتجاتها للاستهلاك البشري.

وتعتمد الزراعة العضوية وما يتبعها من منتجاتٍ مختلفةٍ على فرضيّةِ الاستِدامة Sustainability، فأساليب الزراعة القديمة أودت بنا إلى العديد من المشكلات التي يعدُّ التصحر أخطرها، ولذلك فإن المدافعين عن هذه الطريقة ينظرون إلى التربة على أنّها كيانٌ يتمتع بالحياة، لكنه استُنزف بشدّة في سبيلِ تلبية التزايد الكبير في تعداد السكان، وهذا ما يستوجِب المحافظة على خصوبتها، وتغذيتها بالمادة العضوية الضرورية كما عملت هي سابقًا على تغذية النباتات التي زرعت ونمت فيها، والحيوانات التي تغذَّت بدورها على تلك النباتات. 

وعمومًا، صممت الزراعة العضوية أساسًا لأهدافٍ بيئيةٍ بحتة، مثل المحافظة على المياه، ومنع انجراف التربة وزيادة خصوبتها، وتقليل التلوث. ولا بد من الفصل بين المناطق المخصصة للزراعة العضوية والأراضي المزروعة بالطرائق التقليدية عند انتقال المزارع إلى إنتاج المنتجات الغذائية العضوية وتربية الحيوانات تربيةً عضويةً، وذلك بهدف منع انتقال بعض المواد الممنوعة من أرضٍ لأخرى عن طريقِ الخطأ، إذ لا يسمح في الزراعة العضوية باستخدام المبيدات الصناعية، أو المخصبات والأسمدة المُشتقة من البترول، أو تطبيق عمليات التعديل الوراثي التي تعرف منتجاتها اختصارًا بـ GMOs، ويجب أن تعطى الماشية علفًا منتجًا بطرائق عضوية أيضًا، ويمنع إعطاؤها مضادات حيوية، أو هرموناتٍ أو أية منتجاتٍ حيوانية ثانوية. ويذكر أنّ الانتقال من الزراعة التقليدية إلى العضوية ليس أمرًا سهلًا، بل يتطلب زمنًا طويلًا وتكلفةً كبيرة، وعلى سبيل المثال سُجِّلت مدةٌ بلغت العامين في انكلترا عند انتقال بعضِ المزارعين من الزراعة التقليدية إلى العضوية ريثما تخلصت التربة من بقايا المبيداتِ والأسمدة الصناعية المتبقية فيها من الدورات الزراعية السابقة.

المصدر:

هنا