الكيمياء والصيدلة > صيدلانيات وصيدلة صناعية

نظرة إلى بعض المحاليل الوريدية

تعد المحاليل الوريدية من السوائل الوريدية ذات الحجوم الكبيرة غالباً، وهي سوائل معقمة ومصنعة على نحو يسمح بدخولها إلى الدم مباشرة، ولها أنواع عدة، وتتعدد استخداماتها وفوائدها أيضًا؛ كاستخدامها للتغذية، وفي علاج هبوط الضغط، وتصحيح كمية الشوارد، وحالة هبوط السكر وغيرها.

ومن أشهر هذه المحاليل نذكر محلول رينغر لاكتات، والمحلول الملحي، والمحاليل السكرية كمحلول الدكستروز.

رينغر لاكتات (Ringer's lactate):

يستخدم محلول رينغر لاكتات في تدبير بعض الحالات كفقدان كمية كبيرة من السوائل أو في حالات الحروق وإنتان الدم وغيرها، وهو يحتوي مجموعة من العناصر المعدنية كالكلور والبوتاسيوم والكالسيوم إضافة إلى اللاكتات -على شكل لاكتات الصوديوم- ممزوجة جميعها في محلول، مُشكِّلة بذلك محلول رينغر لاكتات ذي الطبيعة الحمضية الضعيفة فأُسُّه الهيدروجيني (الباهاء) يعادل PH=6.4.

ويمكن الحصول على اللاكتات طبيعياً في الجسم من عملية التمثيل الغذائي، وهو من المواد المهمّة في الحفاظ على التوازن الحمضي القلوي لذا يعطى ضمن المحلول في بعض الحالات المرضية لتأمين هذا التوازن، وهنا يتحول اللاكتات إلى البيكربونات ذات الصفة القلوية.

أما المحلول الأشيع فهو المحلول الملحي أو المصل الفيزيولوجي (Normal saline):

يعد هذا النوع من المحاليل الوريدية الأكثر استخداماً لدى المرضى المصابين بأمراض مختلفة، وهو محلول ذو طبيعة حامضية بأُسٍّ هيدروجيني (الباهاء) PH=5.4، ويتكون من كلوريد الصوديوم (NaCl) بتركيز 0.9%؛ ما يعني أنه يحتوي تركيزاً أعلى من الصوديوم Na بنسبة 10٪، وتركيزاً أعلى من الكلور Cl بنسبة 50٪ مقارنة بالمصل الدموي البشري.

ويستخدم هذا المحلول الملحي في معالجة التجفاف وهبوط الضغط وتصحيح الشوارد، ولكن تسريب كمية تتجاوز اللترين منه قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكلور بالدم مسبباً بذلك حالة حماض استقلابي، إضافة إلى ارتفاع نسبة البوتاسيوم أيضاً. 

محلول الدكستروز (Dextrose):

من المحاليل الوريدية السكريّة، له تراكيز عدة، ويعتمد اختيار التركيز الملائم على طريقة الإعطاء؛ فيعطى بتركيز 2.5%، 5%، 10%، 20%، 30%، 50%، 70% عند تسريبه وريدياً عبر قثطرة وريدية في الوريد المركزي الكبير، أما فموياً فيعطى بتركيز 55%.

يتأكسد الدكستروز إلى ثاني أكسيد الكربون والماء عند حقنه، ويؤمِّن 3.4 سعرة حرارية/غرام من الغلوكوز، ويبدأ العمل في أثناء 10 دقائق من تسريبه ليصل إلى أعلى تركيز في البلازما في 40 دقيقة.

ويستخدم وريدياً في حالات هبوط سكر الدم بجرعة 10 إلى 25 غرام (أي 25 مل إلى 50 مل من المحلول بتركيز 50%)، أو عن طريق الفم بجرعة 4-20 غرام مرة واحدة تكرر بعد 15 دقيقة في حال استمرار هبوط السكر.

وفي حال المعالجة الطارئة لمريض هبوط السكر الحاد؛ تعطى جرعة عالية من الدكستروز وريدياً (مثلاً 20% أو أعلى) بعد إجراء التمديد المناسب، ويُحذَّر استخدامه عند مرضى الضغط المرتفع.

تجدر الإشارة إلى أن له العديد من التأثيرات الجانبية ممكنة الحدوث كفرط الأسمولية والاستسقاء والتخثر الوريدي، وقد يؤدي أيضاً إلى نزيف المخ والارتباك الذهني وفقدان الوعي ونقص التروية الدماغية، إضافة إلى نقص فوسفات الدم ونقص مغنيزيوم الدم وارتفاع السكر. 

ويوجد أنواع أخرى للمحاليل الوريدية، وكما تتعدد أنواعها تتعدد استخداماتها، فقد تستخدم وسيطاً لإعطاء الأدوية الوريدية التي لا يمكن إعطاؤها في الوريد مباشرة، فتُذاب في المحلول لتخفيفها، كي لا تسبب آلاماً للمريض أو ضرراً في الأوردة، ويوجد استخدامات عديدة أخرى لها أيضاً.

المصادر:

هنا

هنا

هنا