الفيزياء والفلك > علم الفلك

غلاف الأرض الجوي يمتدُّ حتى القمر

حَقَّق الباحثون من معهد روسيا لأبحاث الفضاء اكتشافًا مهمًّا مفاده أن الغلاف الجوي المحيط بأرضنا يمتد إلى قرابة 630،000 كم، ولا يعني هذا بطبيعة الحال أننا نستطيع التنفس هناك، ولكن للأمر أهمية فيما يخص مَهام السفر الفضائية.

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "Journal of Geophysical Research: Space Physics"، وامتدت عمليات الرصد عقودًا عديدة عن طريق مرصد الطاقة والفضاء الشمسي "Solar and Heliospheric Observatory" (SOHO التابع لوكالتَي الفضاء الأمريكية والأوروبية. ويعود سبب طول عمليات الرصد إلى أنها  ينبغي أن تحدث في أوقات محددة من السنة.

جيوكورونا

يدور القمر -حسب الدراسة- ضمن الغلاف الجوي للأرض؛ إذ أظهرت عمليات الرصد أن غلاف الأرض الخارجي أكثف قليلًا من "الفضاء الممتد بين الكواكب" لمسافة كبيرة.

وتعتمد الكثافة على عدد الذرات في السنتيمتر المكعب؛ ففي المنطقة قرب القمر (على بعد 384،000 كم عن الأرض) تبلغ الكثافة 0.2 ذرة/سنتيمتر مكعب بوصفها معدّلًا. في حين أنه وعلى مسافة أقرب من الأرض (قرابة 60،000 كم عن الأرض) توجد قرابة 70 ذرة في كل سنتيمتر مكعب، وتنخفض الكثافة إلى أقل من ذرّة واحدة لكل سنتيمتر مكعّب على مسافةٍ تبلغ أربعة أضعاف المسافة السابقة. وعلى الرغم من انخفاض الكثافة الملحوظ فإن الهيدروجين يتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية للشمس مسببًا توهجًا يُطلق عليه اسم جيو كورونا (Geocorona).

التقط هذه الصورة طاقم (أبولو 16) عام 1972 من فوق سطح القمر وتُظهر توهج الهيدروجين (جيو كورونا).

لا يمثل هذا التوهج تهديدًا لرواد الفضاء في رحلاتهم المستقبلية، ولكن يجب أخذه في الحسبان عند إنشاء أية مراصد قريبة من القمر، وقد استخدم طاقم أبولو 16 أول مقراب على سطح القمر في عام 1972 والتقطوا الصورة الأولى للجيو كورونا، على الرغم من جهلهم أنهم ضمن مجالها آنذاك.

تمثِّل النتائج أهمية لدى أبحاث الكواكب الخارجية؛ إذ يُشير توهُّج الأشعة فوق البنفسجية من الهيدروجين في الغلاف الخارجي لكوكب الأرض إلى وجود بخار ماء أقرب إلى السطح، هذا هو الحال لدى الزُّهرة والأرض والمريخ، اكتشاف هذه الإشارة حول كوكبٍ ما في نظام نجمي آخر يمكن أن يعني وجود خزان مياه محتمل هناك.

بيانات قديمة لعلمٍ جديد:

أُطلِق مرصد الفضاء (SOHO) في ديسمبر (كانون الأول) عام 1995 مستهدفًا دراسة الشمس بَدءًا من قلبها العميق وحتى الهالة الخارجية والرياح الشمسية، يدور القمر الصناعي على بعدٍ يُقدَّر بـ 1.5 مليون كيلومتر من الأرض باتجاه الشمس، وهذا الموقع هو نقطة جيدة لمراقبة جيو كورونا الأرض من الفضاء.

صورت أداة (SWAN) الخاصة بـ (SOHO) الأرض وغلافها الجوي في ثلاث مناسبات بين عامَي 1996 و1998، حتى قرر فريق البحث استرداد هذه البيانات من الأرشيف لمزيد من التحليل، وعلى الرغم من قِدَم هذه البيانات لكنها قادت إلى تسليط الضوء على الغلاف الجوي للأرض ولفتت الأنظار إلى أهمية مرصد (SOHO).

المصادر:

هنا

هنا

هنا